السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا على حسن إرشادكم لنا.. سؤالي باختصار هو كيف لي أن أسترد براءتي ونقاء روحي وصفائي مع الناس وخصوصا الأقربين .. فلقد ضبطت روحي يا سيدتي وبعد 31 سنة غاضبة متأففة مقاطعة وهي التي كانت تعفو وتسامح وتصفح ولطالما كنت أجلس مع روحي أفكر في أحد غضبت منه يوما أو مازال في قلبي شيء تجاهه ولم أجد أما الآن فقد صارت روحي غريبة عني.
تزوجت ابنة عمي منذ 5 سنين وكان أهلها بي فرحين جدا وكنت أحبهم وأفضلهم حتى على أهلي وإخوتي وأقضي معهم كل وقتي ولما تزوجت صارت الأمور على ماهي فهم أبناء عم وأهل وفي نفس مستوانا ونفس ظروفنا ولما خطبت ابنتهم الصغرى لآخر غني على حد قول حماتي وغناه بسبب أبويه وإرثه وجدت أهل زوجتي يعاملونه معاملة أخرى معاملة الملاك الذي إذا تحدث صمت الأخرون وإذا قال فلا يرد له قول وعجبت من طريقة معاملتهم له وعلوهم به فوق الكل والله والله حين أرى حماتي وأنظر إليها وهي تستمع إليه أظنها تسمع ملكا أو منزها أو وحيا والعياذ بالله إلى هنا وهي حرة فيما تفعل وحرة فيما تعتقد وتعامل
ولكني وجدتها تطالبني وتطالب زوجتي ابنتها بأن نكون ونفعل مثلما تكون وتفعل وتتباهى بما لدى أهل زوج ابنتها وكأنه ملكها وتطالبني بالذهاب إليه وبوده هو وأهله وحين حملت ابنتها ( زوجته ) وجدتهم يحطمون مشاعرنا نحن الباحثان اللاهثان خلف الحمل منذ 5 سنوات هي عمر زواجنا ويفاجئوني بطلب زوجتي أن تخدم أختها في بيت العيلة التي تعيش فيه مع أهل زوجها .. يطلبون من زوجتي التي أخدمها أنا حين تحمل وتجهض أن تذهب لثاني بلد كي تخدم أختها ودائما يرددون على مسامعي (يعني هي وراها إيه؟؟) وكأنها ليست مسئولة عن بيت ورجل والتزامات ولأنها بلا عيل أو تيل كما يقولون فليس لها أن تجلس ببيتها ولابد لنا كل زيارة لأمها أن نسمع ونواسي ونتحايل ونحل كل ما يلم بابنتها الصغرى مع أهل زوجها وامرأة أبيه .. ولا مراعاة لمشاعرنا .. ولا أحد يقول لنا ما بكم .. ونحن نحب بعض جدا والحمد لله وكل الأطباء يؤكدون سلامتنا وأن الإجهاضات الخمس بلا سبب وتحاليلنا سليمة والحمد لله تعالى.
ولكني صرت أبغض معاملة أهل زوجتي وأحس بالإهانة وأستدعي معاملتهم لي حين خطبت ابنتهم وأنا ابن عمها وكل الناس تثق بي وتحبني وتتمناني لبناتهم وهم يعاملون الغريب وكأنه وحي منزل وصرت أقاوم غضبي وصاروا يزيدون نفخا في رماد ذاكرتي كل ما نزور أمها تتحدث عن ابنتها وزوجها وكأنه وأهله ملائكة ولما تزوجت ابنتها ودخلت صارت تحدثنا عن تعب ابنتها في خدمة بيت أهل زوجها وصار علي أن أرسل زوجتي تخدم أهل زوج أختها .. وحين المفاجئة التليفونية قبلت حزينا وظننت زوجتي تشعر بما بي ولكنها ذهبت وخدمت في بيت الناس اللي بيقولوا عليه بيت أختها لأن أختها حامل وصار زوج أختي يكلمني في التليفون ويقول لي ستأتي بعد قليل تخيلي!!!!!! وصرت رغما عني أستدعي معاملتهم لي حين الخطبة ومعاملتهم له وضربهم وإهانتهم لخطيبتي حتى لا تكلمني وتجلس بجواري في غرفة بها 7 أشخاص هم أهلها وإلحاحهم على أختها الصغرى لتخرج وحدها مع خطيبها ويذهبون لبيت غريب في بلد بعيد عنا لأنه صاحبه تخيلوا !!!!!!!
أنا مشهود لي بالثقة من كل الناس وكنت أظنهم كذلك لي يشهدون إلى أن جاء النقيض وبضدها تميزت الأشياء .. صرت الآن رافضا لها لا أذهب إليهم بل لا أجعلها تذهب إليهم ومن أراد لقاءها فأهلا به ومرحبا في بيتي الذي أنا خارجه معظم ساعات النهار للعمل وصرت غاضبا حنقا وأقسم بالله أني لا أكره أحدا منهم ولا حتى هذا الرجل الذي لم يعد غريبا لأنه زوج ابنة عمي وأخت زوجتي ولكني لم أعد قادرا على نسيان الإهانة .. إهانة عدم الثقة بي .. وإهانة أننا بلا عيال .. وواجب على زوجتي تخدم أختها اللي هي أساسا في بيت عيلة تخدمهم وترعاهم وما ذنبي أنا؟ ولماذا لم تأت أمها ولا أختها لتخدم زوجتي حين كانت تحمل وتجهض؟ وهل لأننا بلا عيال نكون بلا وقت وبلا قيمة وبلا عمل نقوم به؟ وما دامت ابنتكم في بيت عيلة فلماذا لا يخدمها أهله كما تخدمهم حال صحتها؟ لماذا لا يفعلون مثلي حين تكون زوجتي بعافية أقوم أنا شخصيا بخدمة بيتي وتلبية طلباته وأستحي أن أطلب معاونة من أخ لي أو لها أو أخت لي أو لها؟ لماذا؟؟؟
أنا ولله الحمد راض بزوجتي محب لها وكل من حولنا يحسدنا على حبنا والكل يعلم قصة حبنا وزواجنا كما أني ولله الحمد مستور ماديا وأبدا لا أنظر لما في أيدي الناس وأبدا لم أخاطب الناس على قدر ما في جيوبهم وما يملكون ... أنا حزين جدا ، وصرت في نظر أهل زوجتي الغيور الذي لا يرضى بقسمة الله وغيران من حمل ابنتهم الصغرى وصرت المقاطع لهم والمانع عنهم ابنتهم من خدمة أمها وخدمة أختها وخدمة أهل زوج أختها ... صرت شيطانا ... ومازالوا هم الملائكة وأنا أحتسب ذلك عند الله وأحتسب صبري على ما يقولونه لابنتهم زوجتي حين يزورونها في غيابي وفي التليفون وأراه بعيني في عينيها حين أرجع من العمل وتتغير تجاهي ولكني أستدعي حبها بمعاملتي الطيبة وتجنبي للمشاكل لأني أحبها ... ولكن قلبي حزين ... فهل أجد عندك يا سيدتي ما يداوي ويلملم جرح الأحبة والأهل؟؟ وهل للمشاعر أدوية في صيدليات الحياة وأنتم مالكوها؟ أجيبيني؟
هل يمكن أن يعود قلبي قبل سنتين ثلاثة فاتوا؟
قلبا محبا طيبا خالصا لا يتذكر إساءة ولا ينبش في جرح؟؟؟
19/6/2022
رد المستشار
أخونا الكريم تسأل هل يمكن أن يعود قلبك طيبا كما كان لا يقبل الإساءة؟ أقول لك نعم يمكن أن يعود بشرط أن يقرأ الإساءة بطريقة أخرى وأن يضع للأمور بعين الآخرين عند إذن سيرى أن ما حدث من الآخرين ربما كان هباءً أو سوء تصرف أو سوء تقدير للأمور ولكنه لم يكن إساءة. فهم عندما رحبوا بزوج الأخت ربما كان هذا لأنه غريب أو لأنهم أرادوا المبالغة في التودد إليه أن يجعلوه فرداً من الأسرة أو ربما خافوا أن يستعلي على ابنتهم لأنه ذو مال وجاه فأرادوا أن يستميلوه بالود والحب.
أما أنت فأنت من وجهة نظرهم أحد أفراد الأسرة لست غريب عنهم ولا يجدون أنفسهم منتظرين لإبداء مظاهر التقدير والاحترام أيضاً فأنت واحد منهم أصلاً فهم عندما طالبوا زوجتك بخدمة أختها كانوا يتصورون فعلاً أنه طالما هي ليس لديها أولاد وتملك الوقت فلماذا لا تقف بجانب أختها بدلاً من الغرباء؟؟ وخاصة لأن أختها تلك هم يعتبرون أنها أخت لك أنت أيضاً. وربما هم ليسوا متعاطفين معكم بالنسبة لمشكلة عدم الإنجاب، ولم يقف أحدهم بجانبك أثناء حملها وإجهاضها لأنهم من أعماقهم مطمئنين على ابنتهم معك حيث يرونك مثالاً للزوج الحنون الشهم العطوف بالإضافة إلى في الأصل واحد من العيلة.
إذا قرأت الأمر بهذا الشكل لن تراه إهانة ولكن كما قلت لك غباء أو سوء تقدير أو "عشم زائد" وخاصة أن الإنسان بطبيعته قد يميل للتحميل على من أطمئن لهم واعتاد منهم على الكرم وهذا هو ما فعله أهل زوجتك معك فقد جاروا على بعض حقوقك بسبب شهامتك وكرمك معهم. والآن يأتي سؤال إلى أي حد تكون كريماً معهم وخاصة أنهم بالغوا في استثمار هذا الكرم؟؟
والإجابة ببساطة يكون كريماً بقدر ما يستطيع فلا هو يبخل لمجرد البخل ولا هو يبالغ في الكرم الذي يكلفه فوق طاقته...
تتبقى ملحوظتان. الملحوظة الأولى: خذ الموقف الذي تراه مناسباً وتجد نفسك راضيا عن الأمور بدون إفراط أو تفريط ودون أن يتغير قدرك تجاه أحد ولا مانع أن تتحمل استنكارهم بعض الشيء لأنهم لم يعتادوا منك على هذا، ولعل حسن معاملتك لهم في معظم الأحيان وأسرارك على هذا تساعد على تقبل الأمر.
الملحوظة الثانية: لا تجعل الشيطان يدخل بينك وبين أهلك فيغير قلبك تجاههم فإن هذا من عمل الشيطان.
نتمنى لك السعادة والرضى مع زوجتك المحبة وأهلك الطيبين