عزيزي الدكتور
عمري 23 سنة، ومتزوجة، مشكلتي في زوجي الذي لا يريدني أن أدرس بالجامعة، وحلمي الكبير هو أن أكمل دراساتي، ولقد فكرت كثيرًا، وقررت الانفصال عنه لهذا السبب.
وأسألكم الرأي في هذا،
وأريد أن أعرف هل قراري هذا حرام في الإسلام؟
13/6/2022
رد المستشار
الأخت العزيزة، مرة أخرى، ومرات نقول ونظل نكرر أن الفقه الإسلامي واسع، ومرن جدًّا خاصة فيما يتعلق بدائرة المباح، والطلاق مباح، ومشروع للمرأة أن تطلب الطلاق للضرر الذي يقع عليها، وتقدير الضرر نسبي، فقد يرى البعض –وأنا منهم- أن انفصالك عن زوج تحبينه، وربما هو أيضًا يحبك، لخلاف حول استكمال الدراسة –فشلتما في معالجته- هو "قلة عقل"، و"نقص في النضج"، وهدم لأسرة جميلة دون داعٍ حقيقي سوى العناد الباطل من هذا الطرف أو ذاك، فهل يعد هذا حراما؟!
بمعنى هل التعسف في استخدام الحق الذي أعطاه الله للمرأة بطلب الطلاق لسبب كهذا يجعل من الطلاق المباح أصلاً فعلا حراما، أعتقد أنه يكون حرامًا على المتعسف فيكما، وما هكذا تعالج الأمور في الأسرة يا أختي.
لماذا يطلب زوجك منك الآن ترك الدراسة في الجامعة؟! هل أنت مقصرة –بسبب الدراسة- في حقوقه وحقوق البيت؟! هل هو جامعي، أو ما هو مستوى تعليمه؟! وإذا كنتما قد اتفقتما على استكمال دراستك بعد الزواج فما هو الجديد الذي يدعو للخلاف حول هذه المسألة؟!
هل جلست مع نفسك لتتأملي في هذا الأمر؟! وتتفكري لماذا يرفض زوجك أن تدرسي بالجامعة؟! وهل توصلت إلى السبب أو الأسباب الكامنة وراء ذلك؟! وهل هي أسباب منطقية أو معقولة؟! وهل فكرت في عواقب الطلاق؟! وأنت تعرفين أوضاع المطلقات في المجتمع العربي... وهل حاولت التباحث مع زوجك في ملابسات رفضه لدراستك؟!
تطلبين رأينا... وأنا أقول لك: عليك أن تبذلي كل جهدك في استرضاء زوجك للظفر بموافقته على دراستك مما يشمل القضاء على أسباب اعتراضه التي تدخل في إمكانك، وتوسيط الأقارب، وأصحاب التأثير على زوجك لإقناعه بالموافقة، وحرام أن تخسري زوجًا تحبينه "هكذا دون عناء كبير"، فإذا بذلت كل ما في وسعك، ونفد كل ما في جعبتك من حكمة النساء ولم يقتنع فسيكون عليك الموازنة بين سعادتك الزوجية، والتنازل بالتالي عن حلمك بالدارسة، أو السير في شأن الطلاق أو الخلع.
وأرجو ألا تصلي إلى هذا فتفقدي سعادتك الأسرية.
اصبري، ولا تيئسي بسرعة، واستخدمي كل الأساليب الممكنة لتدافعي عن حلمك المشروع، فليس كثيرًا أن تجمعي بين الدراسة بالجامعة، والسعادة الزوجية. الكرة في ملعبك، والأمر يعتمد على مهارتك وحكمتك
فهل نسمع منك قريبًا أخبار نجاح؟! .. نرجو ذلك.