السلام عليكم ورحمة الله
عندي مشكلة صعبة لا أعرف كيف أتعامل معها.. أنا أم لابنة في الثامنة وابنة في السادسة، كانت عندي مشاكل مع أهل زوجي أثرت علي إلى درجة أنني كنت أفقد أعصابي على ابنتي وهي في الثانية من العمر أضربها وأتعصب عليها، وكانوا دائما يقولون إن ابنتي سيئة التربية وهي في هذه السن الصغيرة، وكنت أصدقهم لجهلي بطبيعة الأطفال وقلة خبرتي.
وكم عانيت وعانت ابنتي من جهلي بكيفية التعامل بالطريقة الصحيحة، ولهذا عاملت ابنتي الثانية بالهدوء والحنان الذي جهلت التعامل بهما مع ابنتي، ولكن الله يعلم كم أحاول إصلاح نفسي والمساواة بينهم وأعطيهم وقتي وحبي الشديد.
ولكن ألاحظ أن ابنتي الكبيرة تعاني من تراجع مستوى الدراسة قليلا، حتى إن الشيخ الذي يحفظها القرآن لاحظ فتورها في الحفظ بعد أن كانت متفوقة، أما ابنتي الصغرى فه أذكى ولكن لا تركز في المذاكرة، جربت كل الطرق الضرب والعقاب والحنان ولا شيء يفيد، أشعر أني أم فاشلة لا أعرف أن أربي أبنائي والمشكلة أني حامل في شهري الخامس والحمل يزيد من توتري فعندما أضربهم أبكي بشدة وأشعر بالندم، ولكن خوفي على مستواهم الدراسي يفقدني أعصابي ما أفعل حتى أصل بهم إلى بر الأمان أنى أساعدهم على الاشتراك في الرياضيات المختلفة وأحفظهم القرآن وأعلمهم الصلاة.
سامحوني على الإطالة.
ولكنى أموت خوفا على أبنائي.
24/6/2022
رد المستشار
ابنتي العزيزة..
الغيرة شعور طبيعي ينتاب كل إنسان منا ولو مرة في حياته... وهو شعور وصفوه بأنه (حارق حال)، ولكنه شعور طبيعي يمر به كل واحد منا لسبب رئيسي هو: حين يرى غيره -مثيله- يأخذ ما لا يأخذه، أو ينعم بما حرم هو منه، أو حباه الله بما لم يسمح له به أو أو.... من هنا تنشأ الغيرة أو السؤال الأسود الذي يدور في القلب فيؤلم: إشمعنى؟
تقوله الزوجة إذا تكلم زوجها بلطف مع امرأة أخرى!! يقوله رجل لو رأى زميلا يختصه الرئيس أو المدير بالأفضل!! وتقوله البنات الصغيرات إذا وجدن من أهلهم تحاملا عليهن؛ كأن يفضلوا الكبرى أو الصغرى، أو يميزوا بينهن في الملبس أو المأكل أو حتى بكلمات المقارنة التي تقتل بلا دم!!! فليس لأحد منا ذنب أن خلقه الله أسمر أو أفطس الأنف... وليس لأحد أن يتباهى بعطاء الله في لون العينين أو نقاء البشرة.. وبالتالي فلا يجوز أن يرد هذا النوع من الكلام حتى في الغرف المغلقة؛ لأن الإحساس بالتباهي يظهر على وجه الأهل حتى ولو لم يتكلموا.
ولكن يا سيدتي في حالتك أرى -والله أعلم- أن بناتك يلعبن بطيبتك لعبة إشمعنى!! تقولين إنك لا ترصدي ما طلبت من أي منهما، وهذا طبيعي فأنا حين أطلب من إحدى ابنتي عملا لا أذكر متى وكيف كان آخر مرة طلبت منها.
ابنتاك صديقتان وتحب إحداهما الأخرى... والقضية كلها أنهن يتهربن من شغل البيت بإشعارك أنك تفرقي بينهن في توزيع المهام؛ لأنه كما يبدو من كلامك أن كانت الكبيرة أذكى وأكثر تفوقا فالصغرى أجمل شكلا وأكثر أنوثة.
إذن يا سيدتي كل منهما تمتلك ما يجعل الأخرى تغار، وبالتالي فهن يعرفن تماما أنهن مختلفات ولا مجال للتنافس بينهن؛ لأن الغيرة تكون بين المتنافسين... بين المثيلين... ولكن لا يعقل مثلا أن تغار من هي في سني من طفلة تأكل الحلوى على راحتها وهى محرومة من ذلك!! فلا مجال أصلا للكلام في الموضوع ويدخل ساعتها في باب العته والمرض النفسي.
ابنتك الكبيرة تعرف أنها ذكية ومتفوقة فهدا هو مجال تميزها الذي سيخلق لها شخصية ناجحة مستقلة... والصغرى تعرف أنها جميلة ستدير الرؤوس بجمالها وتحصل على ما تريد ثمنا لهذا الجمال والدلال؛ فلا تقلقي ما دمت لا تأتي على ذكر هذا الفرق، أو تفضلي إحدى الميزات على الأخرى كما تقولين.
فإذا كان طلبك الرئيسي يتلخص في سؤالك عن الغيرة بينهن، فأنا أراها في الحدود الطبيعية بين البنات في أي بيت، وما يتردد من مظاهره بين البنات في كل بيت (فستان أختي أحلى - هديتها أغلى - أنا أعمل الأعمال السخيفة وهي تختارون لها الأعمال البسيطة، وهكذا)، وفى آخر اليوم يجلسن معا للكلام والضحك والدردشة.
أما إذا كانت شكواك من تعبك وحدك في العمل فأنصحك للتخلص من كيدهن بعمل جدول فعلي للأعمال المنزلية وكأنه سيتم توزيعه على موظفين... يتم تعليقه في المطبخ فعلا مثل أي مكتب عمل، ويتم توزيع المهام فيه بالعدل في النوعية والأيام وعدد المرات ويلتزمن به حرفيا؛ لأن ساعتها لن يستطيعا أن يلعبا على وتر النسيان أو على الظلم، وترتاحين يا سيدتي قليلا... ويتعلمن هن العمل والمساعدة من غير تهرب أو خداع.