السلام عليكم
أنا شاب عمري 24 سنة، أحب فتاة عمرها 17 سنة، وأنا أختلف عنها بالجنسية، نحب بعضنا البعض لدرجة الجنون، ويصعب علينا الزواج من بعضنا البعض، لدرجة الاستحالة، وذلك بسبب الاختلاف بالجنسيات والديانات والمستوى المعيشي أيضاً، وهي الآن قادمة على الزواج من شخص آخر، وذلك أيضا على موافقتي على ذلك وموافقتها أيضا وموافقة أهلها.
والمشكلة هنا أنه استحالة أن نترك بعضنا البعض حتى بعد زواجها وذلك باتفاقنا مع بعضنا البعض على ذلك حيث أننا لا نقدر على مفارقة بعضنا البعض أبدا، وأنه يوجد بيننا علاقة جنسية أيضاً، فماذا أفعل مع أن ضميري يؤنبني على ذلك ولكن لا أقدر على مفارقتها أبدا وهي أيضاً.
الرجاء أريد أن تجدوا لي طريقة حتى أتخلص من هذا الحب الأعمى، وأن تكون طريقة سهلة وبدون عذاب لي ولها وبدون أوجاع وأرسلت لكم مشكلتي لإعطائي الحل المقنع وذلك لخوفي من المستقبل وهو مغافلة زوجها، والاستمرار بالمعاصي ويمكن أن أقع بأيدي زوجها وأسبب لها مشاكل حيث أني أخاف عليها من أي شيء يمسها بمكروه أو يؤذيها
والله ولا أخاف على نفسي كما أخاف عليها وعلى شعورها وأحاسيسها
وشكراً لكم
24/6/2022
رد المستشار
شكراً على ثقتك، وأهلاً بصوت ضميرك، أنا في غنى عن القول بأنك في ورطة، ولكن المخرج منها ليس صعبًا إذا صح منك العزم، أفهم أن هناك مبررات كثيرة كانت وراء نشوء واستمرار هذه "العلاقة الجنونية" كما وصفتها أنت، ولكن هذه المبررات لن تمنح هذا الوضع الشاذ الدوام والاستقرار، كما لم تمنحه أبدًا الشرعية الدينية والاجتماعية.
الجنس في الإسلام يربط المتعة الحسية الجميلة المتحققة بالمعاشرة مع المسؤولية الكاملة المرتبطة بهذه العلاقة، وبالتالي فلا متعة بغير مسئولية، ولا لذة بغير ثمن، والثمن الحقيقي للذة التي حصلت عليها قد جاء أوان دفعه، وهذا ما نحن بصدده الآن، إذا أن رغبتك العارمة في المرأة التي تعاشرها ستتصادم دومًا مع رفض ضميرك للصيغة المحرمة التي تصبغ علاقتكم، إنك في قلب الألم يا صديقي: ألم الصراع الداخلي النفسي بين الشهوة الجارفة، والخوف من الله. قد تضحك على الناس، وتغافل أهل الفتاة، وقد تستطيع حتى أن تخدع زوجها لفترة، ولكن صوت ضميرك لن يسكت، وخوفك من عذاب الله لن يهدأ، ولو خدرته في اليقظة سيطاردك في المنام.
جاء وقت دفع الثمن يا صديقي، ومن الأفضل أن تدفع بعض الألم في الدنيا، بدلاً من أن تتجرعه عذابًا أليمًا في الآخرة.
وأمامك أمران أحدهما مرّ لتدفع هذا الثمن: إما أن تتزوج هذه المرأة متجاهلاً الفروق التي تقول إنها تحول دون زواجكما، وحين تختار هذا الحل فإن عليك أن تتجاهل هذه الفروق إلى الأبد، ولا تعيّرها بها في يوم من الأيام. كما سيكون عليك الوقوف في وجه المعارضة التي ستنشب في جانب أهلك وعشيرتك.
والصبر في مواجهة ما يترتب على هذا الزواج لا يقل عن الصبر المطلوب للحل الآخر، وهو الفراق النهائي والكلي والمستمر بطي صفحة هذه العلاقة إلى الأبد، والتشاغل عنها بشئون الحياة الأخرى من عمل وغيره.
فإما أن تتزوجها لتتوج حبكما "المجنون" بأكاليل الاستقرار، وإما أن تتركها لحالها وتبتعد إن كنت حقاً تحبها.
وسرعان ما ستداوي الأيام جراحكما، وكم من قصة حب ظن طرفاها أنها لا يمكن أن تنتهي "هكذا"، وانتهت... والأيام خير دواء.
أنت بين ألمين عليك أن تختار أحدهما فهذه هي مقتضيات المروءة، واعتبارات الرجولة التي قد تتعارض أحيانًا مع رغبات القلب، وشهوات النفس ... وهنا يظهر الفارق بين الجادين الذين ترشحهم الحياة لأدوار أكبر فيما بعد لأنهم رجال، والهازلين الضعفاء الذين تحركهم أهواؤهم وشهواتهم فينحدرون من هاوية إلى هاوية لأن إرادتهم قصرت بهم عن الخروج من أول حفرة، وتحمل آلام الاختبار الأول، ودفع ثمن الرجولة.
انتهز فرصة صحوة ضميرك، واخرج من هذا المأزق الذي أنت فيه، والذي يهددك الاستمرار فيه بوخيم العواقب في الدنيا، وشديد العذاب في الآخرة. عافاك الله وإياي منهما.