السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة منذ حوالي 7 سنوات، واكتشفت منذ عامين أن زوجي كان متزوجا، وطلق هذه الزوجة قبل أن أعرف، ولكني لم أحتمل الصدمة (خيانة.. وكذب.. وزواج دون علم، وهو يعاملني من منطلق أنه لم يخطئ!!)، وطلقت منه رغم عدم موافقته، وعلما بأن عندي 3 أطفال. وبعد 7 شهور رجعت له بعد إلحاح كبير منه، وحصلت على شبكة جديدة ومهر جديد ضعف السابق. وبعد كل هذا بدا الإلحاح من جديد على أن يتزوج من امرأة أخرى؛ بدعوى أهمية هذا له.
أنا عادية من ناحية الجمال، أحافظ على رشاقتي، أحب الجمال في كل شيء. ماذا أفعل؟ أعتقد أنه مرتبط.. ولا أدري ماذا أفعل؟ ليس عندي نية للطلاق ثانية، ولا أطيق فكرة زواجه للمرة الثانية، ويقول لي بأنني أنانية ومتكبرة؛ لأنني لا أوافق على هذا الزواج كي أعف به امرأة من المسلمين، وبأنه لم يُخلَق لي وحدي؛ أتمنى أن أعيش في استقرار وطمأنينة، لا أدري كيف؟ ولا أين؟
أفيدوني
مع الشكر الجزيل.
5/6/2022
رد المستشار
الأخت الكريمة، تتبدد طاقاتنا في أودية كثيرة، والصدق منجاة، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، يريد أحدهم أن يتزوج ثانية، وبدلا من طرح الأسباب الحقيقية لهذه الرغبة لتتخذ الزوجة قرارها على بينة وعلى أساس واضح؛ فتتلافى تقصيرها إن وجد أو يتفقا على تسوية مرضية بشأن الاستمرار أو الانفصال أو إدارة مسألة الزواج الثاني هذه، وبدلا من أن تقول الزوجة: "أريدك لي وحدي"، وقد تكون هذه أنانية، وأُحضِرَت الأنفسُ الشح، وهكذا الإنسان ...إلخ.
بدلاً من أن تقول بأن الرجل يرغب وتقوده رغبته وهذا فيه ضعف ما، وبدلاً من أن نقول إن المرأة أيضًا تريد أن تستأثر، وهذا ضعف إنساني ينبغي أيضًا أن نفهمه ونعتبره... بدلا من هذا التوازن والوضوح نذهب إلى الهراء من قبيل أن الزواج الثاني هو الحل لمشكلة "العنوسة"، أو أنه ضرب من ضروب الخيانة، وهو ليس هذا أو ذاك.
من حقكِ أن ترفضي شعوريا أن يتزوج زوجك بأخرى دون أن يحتاج هذا إلى ديباجات أو مبررات، ومن حقه أن يفكر في الزواج الثاني، والسؤال: هو لماذا؟!! الوضوح والصراحة يمكن أن يحلا نصف مشاكلنا الاجتماعية والعاطفية وربما أكثر، ولكننا مولعون "باللوع" كما يسميه المصريون، أي اللف والدوران بانتحال المبررات، وافتعال الالتباسات والقيل والقال الذي نهانا الإسلام عنه.
وبالتأكيد تحتاجان -أنت وزوجك- إلى وضوح أكثر في معالجة شؤون حياتكما، وتحتاجان إلى نقاش مفتوح بلا هراء أو تخوين مسبق وبدراسة الشركاء -وأنتما فعلا شركاء- لمشروع ستدخلانه معا، وتتحملان مسئولياته معا، فإذا أصر زوجك على الهراء وعدم الوضوح فلا تتورطي أنت أيضا فيه، وسيكون أمامك خيارات محددة وواضحة: الانفصال أو الاستمرار المشروط أو اللجوء إلى التحكيم.
وفي كل هذه الخيارات تحتاجين إلى حسابات عقلية هادئة تختارين من خلالها أخف الأضرار بالنسبة لك وللأولاد، لا يعيبك الاستمرار كما لا يشينك طلب الانفصال من حيث المبدأ، ولكن الاندفاع وراء مشاعر والانتصار للذات سيرمي بك على هوة سحيقة من الآلام؛ فتمهلي وأعطي القرار حقه من الحساب والتفكير.
ولا بأس أن يشترك معك في تقليب الأمور من تثقين بحكمه وحكمته من الرجال أو النساء ممن حولك، ويفضل من هو محل احترام أو سلطة معنوية على زوجك؛ فهو قرار صعب وأثقل من أن ينفرد به إنسان وحده؛ فما بالنا وهو في حال مضطرب ومجروح؟!
إذن الوضوح في النقاش والحكمة في القرار والمرونة في الاختيار وتوسيع دائرة التشاور والحوار... وتابعينا بأخبارك.
وإذا أردت معرفة رأى الموقع في الزواج الثاني يمكنك الاطلاع على بعض الإجابات من هنا: نفسي عائلي: زواج ثاني Second Marriage