السلام عليكم موقع مجانين
أنا فتاة عشت حياتي في سلام وبراءة كاملة، كنت دائما متفوقة في دراستي، ولم أعرف أي شيء غير الدراسة، كرست حياتي كاملة للعلم.
تبدأ مشكلتي قبل عام، تعرف علي شاب ولم أتصور أنه سيأتي اليوم الذي أحب فيه شخصا هذا الحب المجنون، قابلته ولم أهتم به في الأول، ولكن حدث يوما موقف اكتشفت فيه أني أحبه ولا أستطيع أن أستغنى عن هذا الشاب، وبدأ الحب يسكن قلبي، وكنت لا أسأله عن أي شيء غير المواعيد وكلام الحب الرومانسي بيني وبينه.
بعد فترة من علاقتي به أتى له عمل خارج البلاد، ذهب لكي يعمل، وفي هذه الرحلة اكتشفت أني مغرمة به ومجنونة به إلى حد أني خسرت أهم شيء في حياتي؛ دراستي.. فرطت بها ولم أعر أي اهتمام إلا له، كنت أحبه حبا مجنونا وأعمى.
وبعد عودته من السفر اكتشفت أنه يريد أن يفارقني، ولكني لم أتقبل أن يكون لغيري أو أكون لغيره، فعلت المستحيل لكي أرجع له، وبعد حديثي معه اكتشفت نوع شخصيته، كانت شخصيته من الصعب على أي امرأة أن تعيش معه، فحاولت أن أكون مثل ما يريد هو، كان شابا لا يثق بأي امرأة، كان يتوقع أن أي امرأة لها علاقات مع الشباب، يعني علاقات جنسية.
المهم قررت أنا أن أقول له إني كنت أمارس الجنس كثيرا، وأصبحت أؤلف عليه علاقات خرافية، فكان فرحا جدا لأني صارحته ولم أكذب عليه وأني صريحة، وأنه يعرف عني كل شيء، يعني المهم أصبح يمارس معي الجنس، ولكن حاولت كثيرا أن أقاوم حبي له، ولكن هو كان أغلى ما عندي، أغلى من أي شرف، أغلى شيء في حياتي.
حاولت كثيرا أن ألمح له أني فتاة نظيفة، تصوروا يا إخوتي هو الذي مسّني، وهو الذي جعلني أخسر عذريتي، ويقول لي من غيري مسك، يعني أنا لست فتاة.
المهم أنا مللت هذه الغلبة، مللت أن أصدق نفسي، أنا فتاة لا أصلح في نفس الوقت، أنا إنسانة شريفة وطاهرة، لكن حبه حطمني، والآن هو ليس في البلاد، وأنا قررت الانفصال عنه أهون من أن أصدق أني فتاة لا أصلح، والآن يا إخوتي ما الفعل؟ أرجوكم ساعدوني فإني أحبه حب جنون، لا أستطيع أن أستغنى عنه؛ فهو حبيبي.
أرجوكم أن تنصحوني،
ولكم الجزيل شكر.
10/6/2022
رد المستشار
هناك سؤال لا أستطيع أن أتجاوزه -رغم أنه يبدو ساذجا- وهو: ما الموقف النهائي لهذا الشاب من الزواج بك؟ بعد كل ما حدث بينكما، وبعد كل التنازلات التي قدمتِها من دينك وكرامتك لأجله لا بد أن يسأل هذا السؤال واضحا صريحا...
وأقول إن سؤالي ساذج؛ لأن الإجابة المتوقعة هي رفض فكرة الزواج، أولا لأنه كان عابثا منذ البداية، وثانيا لأن التنازلات التي قدمتها إنما شجعته على المزيد من العبث، وثالثا لأنك أصبحت -من وجهة نظره- فتاة لاهية ككل الفتيات وبالتالي تصلحين أن تكوني صديقة يلهو معها لا زوجة يثق في حفظها لشرفه وتربيتها لأولاده.
لكل هذه الأسباب، فإن الرد بالرفض متوقع وبديهي، ومع ذلك أرى أنه لا بد أن يسأل هذا السؤال واضحا صريحا حتى يغلق بابين عملاقين للشر:
الباب الأول: هو استباحة هذا الشاب للمزيد من اللهو معك والاستمتاع بك دون أي التزامات أو مسؤوليات أو مراعاة لحق الله أو حقك.
الباب الثاني: هو استسلامك لهذا الحب المدمر الذي هو: "أغلى من أي شرف وأغلى شيء في حياتك" كما تقولين.
عندما تأتي الإجابة بالرفض الواضح الصريح -بعيدا عن المماطلة أو التسويف أو التفاوض- يجب أن يتوقف هذا النزيف فورا، وتأخذي قرارا شجاعا بالافتراق النهائي عن هذا الشاب العابث!!
وأقول لك:
لست الأولى على سطح الكرة الأرضية التي مررت بأزمة إنهاء علاقة بهذه القوة والسطوة... كثيرون وكثيرات مثلك مروا بتجارب شبيهة، بعضهم استسلم لمشاعره فخسر الدنيا والآخرة، والبعض الآخر صبر وقاوم وتاب إلى الله تعالى، فتقبل الله توبته وبدل سيئاته حسنات يوم القيامة ووهبه ثواب الدنيا والآخرة.
عندما تأخذين قرار الانفصال ستمرين بخمس مراحل قاسية جدا:
المرحلة الأولى: هي مرحلة الصدمة!! لا تصدقين ما حدث، وتقولين لنفسك: إنه سيعود لي بالتأكيد، لا شك أنه سيراجع نفسه!! سيفعل الله شيئا ما حتى يرده لي!!
المرحلة الثانية: هي مرحلة الغضب!! بعدما تتأكدين أن الأمر جد، وأنه لا أمل في علاقة نظيفة مع هذا الشاب تقولين: يا رب لماذا فعلت بي هذا!! وتتحاملين على القدر وعلى كل ما حولك ومن حولك!!
المرحلة الثالثة: هي مرحلة الاكتئاب!! تهجرين الحياة والناس، وتنكفئين على نفسك، وتفقدين كل آمالك وأحلامك.
المرحلة الرابعة: هي مرحلة التفاوض مع النفس!! تقولين: ما دام أن الأمر هكذا، فأنا سأحاول أن أصبر لعل الله يعوضني في الآخرة، أو تقولين: لا بأس أنا فشلت في علاقتي مع الجنس الآخر إذن سأتفرغ للعلم أو العبادة أو ... أو ... المهم أنك تحاولين الوصول مع نفسك لصفقة معقولة.
المرحلة الخامسة: هي التأقلم وإعادة التوازن والاستقرار النفسي.
ولكن السؤال هو: ما هو الوقت الذي تستغرقه هذه المراحل الخمسة؟! يقول الطب النفساني إن الفترة تصل بحد أقصى إلى ستة أشهر، فإذا زادت عن هذا ربما يحتاج الأمر تدخلا طبيا بمساعدة بعض العقاقير المضادة للاكتئاب. ولكن الطب النفساني يقول أيضا إن الفترة يمكن أن تستغرق بضعة أيام، وذلك لمن يتمتعون بقوة الإرادة أو الإيمان.
أخيرا ... أكرر يا ابنتي ... لست أول من فقد أو فارق!! كلنا قد فقدنا أشخاصا نحبهم كثيرا سواء بالموت أو السفر أو غيرهما... بل ربما يكون الفراق في حالتك أيسر؛ لأنه نابع من قرارك وإرادتك بعكس حالات أخرى عندما يكون الفراق خارج إرادتنا، وإن كنا نرضى بقضاء الله -في الحقيقة- على جميع الأحوال.
وأذكرك بشعار كنت قد رفعته في رمضان -شهر الصبر والإرادة والتحرر - وهو: أنت "تقدر" أن تتجاوز الأزمة وتقاوم أهواءك، ولكن "اصبر" صبرا جميلا مطمئنا حتى "تؤجر" ثواب الدنيا والآخرة...
لذلك: تقدر.. اصبر.. تؤجر.