السلام عليكم ورحمة الله
عندما كنت في السنة الرابعة بالجامعة نشأت علاقة عاطفية مع أخت لأحد أصدقائي عن طريق الهاتف في البداية بعد أن كنت رأيتها مرة واحدة، وقد علم صديقي بهذا وقال إنه يرحب بي في حالة طلبي الزواج منها.
وعلمت أمها وأبوها بالأمر على اعتبار أني كنت أدرس في كلية لها مستقبل جيد بعد التخرج، واستمرت العلاقة لمدة سنتين بين حديث في الهاتف بعلم الأهل أحيانا وبين خروج بدون علم الأهل، وبالتأكيد كان لا بد من وجود الشيطان في هذه العلاقة غير المحددة بخطوبة أو خلافه فحدث أنني كنت أذهب لألتقي بالفتاة في بيتها في غير وجود الأهل ويحدث بيننا كل شيء سوى الجماع الصريح.
ولكن حدث في مرة أن عادت الأم على غرة وكنت وقتها في حجرة الفتاة وكانت صدمتها شديدة وعندما واجهتني بالموقف أنكرت طبعا وأقسمت لها أنه لم يحدث بيننا أي شيء. من وقتها وأنا أحتقر نفسي كما يحتقرني الآن من يقرأ هذه الرسالة وذلك لأني خنت صديقي وخنت البيت الذي رحب بي زوجا لا خائنا، وعليه فقد قررت وقتها أن أنهي هذه العلاقة حتى أصبح على قدر المسؤولية لأن أكون زوجا لا عابثا.
مرت الآن خمس سنوات وقد من الله علي بالالتزام من ثلاث سنوات، وأعمل بوظيفة محترمة، وأمتلك شقة وأرغب في الزواج. ومن هنا تبدأ أسئلتي:
1- هل يجب علي أن أتزوج هذه الفتاة حتى أكفر عما كان مني؟ وهل إذا لم أفعل سيكون هناك قصاص يوم القيامة بسبب هذا علما بأنني قد تبت من بعدها ولم أدخل في أى علاقة عاطفية مع فتاة أخرى؟
2- بعد الالتزام اختلفت صورة الزوجة التي أتمناها عما كان قبل التزامي من حيث الاستعانة بزوجة على أمر الدعوة وإنشاء ذرية صالحة، فهل من الممكن أن أفكر في بذل مجهود لتوجيه هذه الفتاة نحو هذه الطريق علما بأنها من أسرة على خلق وليست كما يبدو من كتابتي أنها أسرة متسيبة فهم على خلق ويؤدون الفرائض، ولكن لا يطلق عليه أنهم ملتزمون أم أن الأفضل أن أبحث عن أخرى تعينني على أمر ديني؟
ملحوظة: يوجد بالفتاة بعض العيوب الشخصية مثل أنها كثيرة الكلام، غير كتومة للأسرار، عصبية المزاج
برجاء الإفادة في أسرع وقت وجزاكم الله خيرا.
15/6/2022
رد المستشار
السلام عليكم..
عن نفسي لن أحتقرك فكما أكره أن تلام الفتاة على تهاونها واتباع هواها أكره أن يلام الشاب على جرأته لإشباع حاجته، ولكني بالتأكيد ألوم الأهل الأكثر دراية من صغارهم بمزالق الحياة والشيطان ونحن نضع الحدود الصارمة والضيقة ونعلم مسبقا، بأن ما سيطبق هو بعضها فقط؛ ولذا فإن وضع حدود لينة يعني أن التجاوز سيكون كبيرا وهو ما حدث معك، ولكن اللوم لن يفيد أحدا.
إن الأسر التي تتبنى جزء من الثقافة الغربية التي تسمح باختلاط الشباب والبنات خارج أطر الزمالة الرسمية في العمل والدراسة يجب عليها أن تتوقع مواجهة مشكلات مثل تلك التي تواجها الأسر الغربية فلا أنصاف حلول مع النفس البشرية، ولك أن تختار بأن تلجمها بشرع الله أو أن تطلقها ترتع.
يبدو من كلامك أن مسؤوليتك من الناحية الشرعية هي الأكثر أهمية بالنسبة لك، ولكنك تعلم بأننا هنا أهل للإفتاء النفسي لا الشرعي، ومع ذلك فإن معرفتي العامة كمسلمة تقول إن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأن كفارة الذنوب هي الاستغفار بعد إيقاف الذنب، وأن ما وقعت فيه هو من مقدمات الزنا؛ وبالتالي لا حد شرعي فيه إلا التعزير إن شاء الحاكم والاستغفار.
وإن تخلصت من شعورك بالذنب لجرأتك على الحرام يبقى لديك حرجك ممن أتمنك على عرضه ومع تفهمي لهذا الحرج إلا أنه ليس دافعا قويا ولا حقيقيا لتأسيس أسرة وما يتبعها من تربية للأبناء.
لقد تغيرت مشاعرك بشكل طبيعي نتيجة النضج الذي حققته بالتقدم في العمر والخبرة الحياتية وزيادة توجهك الديني بحيث لم تعد صاحبتك الأولى هي الزوجة المناسبة لك فلا تتزوجها تحت ضغط الشعور بالواجب والذنب فأحدهما دون اجتماعهما كفيل بقتل فرص بناء الود والسكينة بينكم بينما من أهم أهداف الزواج تحقيق السكن والمودة.
إذن لا تتزوجها ما دمت غير راغب بها فإن كنت بها اليوم زاهدًا ستصبح أكثر زهدا بها وربما كرها مع الأيام وهي حياة لا ننصح بها ولا نرضاها لك أو لها، وما أدراك لعلك لم تعد أنت أيضا من تحلم به أو ترضاه.
وعسى الله أن يرزقك وإياها من ترضونه ويرضاكم فأنت ذكرت عيوبها وترى نفسك نزيها تستدرّ تعاطفنا بأن تسبقنا بلوم نفسك واحتقارها وليس هذا بالأمر ذي البال فما يعنيني حقا أن أراك وإياها مستقرين مع شريكين مناسبين لكما وسعيدين إن شاء الله.