مشكلة زوجي
أنا متزوجة منذ سنتين، عمري 24 سنة.. مشكلتي مع زوجي أنني اكتشفت خيانته 3 مرات، و"كمان" عدة محاولات كلها على الإنترنت.. عندما أشعر بالخيانة أصارحه فينكر.. وعندما أريه الدليل ينهار ويبكي لكي أسامحه ويعدني بالوفاء، ثم ما يلبث أن يخون بعد فترة قصيرة.
لا أجد سببا يدفعه لذلك، فكل مرة بين الحين والآخر أسأله هل أنا مقصرة بحقك؟ ما الذي ينقصك فأعطيكه؟ ما الذي لا يعجبك في فأغيره؟ ورده دائما لا شيء، كل شيء يعجبني، ولست مقصرة في شيء.
لا أخفي عليكم.. مرت تقريبا سنة لم ألحظ فيها شيئا يذكر، ولكن ما يحيرني أنه يصر علي كل يوم للذهاب لبيت أهلي غصب عني بحجة أني سوف أتضايق لوحدي في البيت، وأتفاجأ بمكوثه في البيت لمدة طويلة بشكل يثير الشك.. أصارحه: لماذا يصر على ذهابي عن البيت؟! يحلف أنه لا شيء وأنه لا يخونني.
والآن أشعر أن هناك شيئا يخفيه عني، لا أعلم ما هو، أصبحت أشك في كل شيء، لا أصدق كلامه حتى مع الحلف.. أصبحت أعيش في عذاب الغيرة، والشك يقتلني.. فقدت ثقتي بنفسي وكثرت المشاكل وأصبح الجدال لا يطاق.. كرهت نفسي وحياتي معه.. ندمت على اختياري هذا.
لا أعلم ما العمل؟ لم أخبر أحدا إطلاقا خوفا على بيتي.
أفيدوني بآرائكم السديدة.. وجزاكم الله خيرا.
5/6/2022
رد المستشار
أسأل نفسي كثيرا: لماذا لا يزال كثير من الناس مستمرين في زواجهم رغم أن هذا الزواج جاء مخيبا للكثير من آمالهم وأحلامهم؟!
فهذه امرأة لم تكن تتمنى أبدا أن يطاردها أصحاب الديون، ولم تكن تحلم أبدا أن تتزوج رجلا مستهترا يورط أسرته ماديا لهذا الحد، ومع ذلك ما زالت مستمرة في الزواج ... وهذه امرأة أخرى لم تكن تحلم أبدا بزوج يهينها أو يشتمها عندما يغضب، ومع هذا فهي مستمرة في زواجها.. وهذه ثالثة لم تتمن أبدا ألا يعرف زوجها ألف باء رومانسية.. وهذه رابعة لم يخطر ببالها أنه سيتزوج بأخرى.. وهذه خامسة لم تنتظر أبدا أن يستبيح زوجها مالها لينفق على أهله. ومع ذلك فالكل مستمر!!!
ولا زلت أسأل نفسي: لماذا يستمرون؟!
وتتعدد الإجابات... فربما يكون الاستمرار لأن هناك إيجابيات أخرى تعادل السلبيات، وربما لأن بديل الطلاق أو العنوسة أصعب، وربما لأن هناك محاولات وأملا في التغيير والتحسين، وربما لأن الطرف الآخر أيضا لديه عيوب فهذه بتلك، وربما.. وربما..
أريد أن أقول: أن الزواج يستمر، والبيوت تحفظ من الخراب ليس لأن كل طرف قد وجد كل ما يتمنى أو أن أحلامه تحولت إلى حقيقة، ولكن لأنه قد وصل إلى معاهدة مع نفسه، وهي: استمرار محاولات التغيير مع استمرار محاولات التكيف، وعدم الطمع في تحقيق الجنة في الزواج، مع عدم الاستسلام لتحوله إلى جحيم أيضا.
وكأن نزار قباني أخطأ عندما قال في إحدى قصائده: "لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار"، يبدو أن هذا خطأ في الحقيقة، فالزواج هو تلك المنطقة الوسطى بين الجنة والنار!! لا تتحقق فيه كل الأحلام، وكذلك لا يتحقق فيه كل العذاب.
يبدو أنك أنت أيضا ستستمرين في الزواج!! ولكن حتى لا تنتقلي إلى منطقة النار أريد أن ألفت نظرك لبعض الأمور:
1- قد يكون زوجك مدمنا للعلاقات عبر الإنترنت، وهذا أمر قد يحتاج اللجوء إلى أخصائي أو طبيب نفساني ليساعده على التعافي من هذا الإدمان، وأنت قد يكون لك دور في تحقيق هذا.
2- حاولي إيقاف الفكرة كلما طاردك الشك، وذلك بأن تتجهي للتفكير في شيء آخر فورا، والانشغال به، حتى لا يصيبك الشك بالتآكل والاحتراق.. استعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وانشغلي فورا بفكرة أخرى وعمل آخر.
3- لا تتوقفي عن تطوير علاقتك بزوجك عموما، وتقوية الحب والتفاهم والذكريات الحلوة بينكما، فإن هذا سيمنحك رصيدا يعينك على تحمل مشكلاته، وسيمنحه هو رصيدا يشجعه على التعافي والحفاظ على البيت.
وأخيرا.. عليك باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى ليمنحك العون والحكمة والسكينة.
ويتبع>>>> : الزواج.. منطقة وسطى ما بين الجنة والنار! م. مستشار