أنفق مع زوجي.. هل أخطأت؟
تقول م ن : السلام عليكم..
أنا زوجة من 6 سنوات، والحالة المادية لزوجي متوسطة، فأقوم أنا بمساعدة زوجي في مصروف البيت حفاظا على سرية أمورنا إلا أنني أحس بأنه أصبح من الواجب علي الصرف في المنزل، وأنه إذا ما أدى التزاماته المادية أشعر بالكرم الشديد، في الحقيقة إن زوجي غير بخيل، تعرض زوجي لضائقة مادية إلا أنني فوجئت بزوجي أخذ شبكتي من ورائي، وكان ينوي بيعها، وعندما اعترضت قام بضربي إلا أن هذا الموقف أحدث شرخا. ولم أعد أستأمنه على أي شيء.
فبماذا تنصحون؟
السلام عليكم
13/6/2022
ويقول أبو يونس– المغرب:
إلى أهل الحل والعقد..
والله العظيم أنا متزوج من قرابة 25 سنة، وزوجتي شفاها الله تعطيني راتبها الشهري بالكامل، وكل ما تطلبه مني ألبيه لها في حدود المستطاع، وإننا نملك اليوم بيتا من طابقين.
وإني دائما أقول لها: لولا مساعدتك لي ما استطعنا الوصول لهذا،
فما رأي الشرع في موضوعي؟
14/6/2022
ويقول سامر:
السلام عليكم
جزاكم الله كل خير لما تقدمونه من خدمات، وجعله في ميزان حسناتكم. لا أريد أن أطيل، لكني أحب أن أنوه أن عمل المرأة له عدة آثار سلبية من الناحية الاجتماعية، فالمرأة العاملة لا تستطيع أن تقوم بمهام الزوجة على أكمل وجه، فترتيب البيت وإعداد الطعام والاهتمام بشؤون الزوج يتطلب وقتا وجهدا كبيرا، وفي معظم الأحيان عندما يطلب الزوج زوجته للفراش يجدها منهكة ومتعبة نتيجة عملها، يعني عمل الزوجة ينتج عنه تقصير في حقوق الزوج، فيجب على الزوجة مراعاة هذه النقطة، وتعويض زوجها بالمشاركة ولو بالقليل حتى لا يشعر الزوج بأن حقوقه مهدورة مقابل لا شيء.
فأنا مثلاً متزوج، والحمد لله سعيد في زواجي، وزوجتي تعمل، لكني أرفض أن تشارك بمصروف البيت، ولا أستطيع تقبل هذه الفكرة أصلاً حتى إني أعطيها مصروفها، وحتى أتحمل نفقة المواصلات لعملها، لكني في بعض الأحيان أفرح بالهدايا التي تقدمها زوجتي لي، وأفرح عندما أجدها قد اشترت بعضا من حوائج المنزل دون علمي، أي بشكل غير مباشر، ليس لأنها توفر علي، أو أنها تساعدني ماديا بل لأنها تعطيني الإحساس بأنها تقدر عبء الحياة الزوجية، وتحاول أن تساعدني بدون أن تجرح كبريائي، بالنهاية الزوج والزوجة روح واحدة في جسدين، ويجب أن يحترم كل منهما الآخر ويقدره.
في حل المشكلة السابقة قرأت هذه العبارة التي بصراحة صدمتني: (ثانيا: حسنا فعلت حين لم تمنحيه كل ما طلب، ولكن كان يجب أن تفعلي ذلك ودموع عينيك تسبقك وتؤكد: "يا ريت كنت أقدر على أكتر من كده") ... طبعاً مع جل احترامي للدكتورة نعمت فإن هذه الطريقة خطيرة للغاية، فإن اكتشف الزوج أن زوجته تكذب عليه فلن يثق بها أو يصدقها بعد ذلك، وسيدخل الشك قلبه في أي قول، أو أي تصرف مستقبلي يمكن أن يكون صادقا وبريئا.
وفقكم الله لما يحب ويرضى، وأزاح الغمة عن أمة الإسلام، إن شاء الله.
ولكم كل الشكر والعرفان
15/6/2022
رد المستشار
إذا كان هناك من يرى أنه من واجب الزوجة أن تساند زوجها وتواسيه بمالها، ويسوق من الآيات والأحاديث الشريفة ما يبرهن على ذلك، مشترطا ألا يكون هذا العطاء مدعاة لتكاسل الزوج واتكاله... وهل تملك هي ذلك؟ أي: هل تستطيع أن تتحكم في التغيير النفسي والشخصي (من الشخصية) الذي قد يحدث لزوجها حين يجد أن طلباته المالية مجابة دائما، ولا يضطر إلى بذل مجهود جبار ليحل مشاكله؟ اللهم إلا إذا كانت ستفعل كنصيحتي، ولن يكون عطاؤها دائما وكاملا.
والسيد سامر الفاضل الذي يرى أن الزوجة العاملة مقصرة، ولذلك فلا مانع من أن تشارك في مصروف البيت حتى لا يشعر الزوج أن ما ينتقص من حقه يذهب هباء... فأنا أختلف معه، وليسامحني.
أنا لا أقبل أن تقصر امرأة في حق بيتها، فهذا أول ما ستحاسب عليه يوم القيامة، وليس "دفعت كام"، وإذا وافق زوجها على أن تعمل، وأرادت هي ذلك، أو كانت ظروفهما المالية تضطرها للعمل أو أي شيء من هذا القبيل فيجب عليهما أن يضعا معايير أخرى لكلمة التقصير، وحق البيت، وإعادة ترتيب أحوال منزلهما، فمن الظلم أن يطلب منها نفس الأداء لامرأة لا تعمل، ومن الدناءة أن يطلب ثمنا لما يتصور أنه ينقصه.. هذا رأيي.
أما الزوجة التي ضربها زوجها حين اعترضت على بيع شبكتها التي هي جزء من المهر، الذي هو حقها من رب العباد، فمن عندها أبدأ فأقول:
إن النفقة على البيت من واجب الزوج، ومنها تكون قوامته عليه، وأنا أرى أن الشيء الوحيد الذي يضع حدا لكثير من الخلافات هو الاتفاق من قبل أن تقع الفأس في الرأس كما يقول المثل.. مثلا قبل الزواج يشترط عليها عدم العمل، أو يشترط عليها إذا عملت أن يتشاركا في المصاريف بكامل مرتبها أو بجزء منه، ولها أن تقبل أو ترفض هذا الزواج، ولكن إذا قبلت فيجب ألا تحيد عن الاتفاق الذي يصبح بمثابة شرط من شروط صحة عقد زوجيتهما.