كيف أصدق أن هذا وسواس؟
السلام عليكم ورحمة الله، أولا أنا مررت بعدة وساوس ونوبات الهلع منذ 5 سنوات وكانت تختفي الوساوس وأتخلص منها في كل مرة مثلا وسواس الوضوء النوم الاستفراغ الصلاة والخوف من الهلع.
الآن أعاني من وساوس في العقيدة وقبلها كان جائني في سب الذات الإلهية لكنني لم أخف كثيرا وكنت أصدق أنها من الوسواس أو حديث نفس غير محاسبة عليه.. الآن أحس أنني كافرة وأني أبين الدين وأحس بالخوف عمدا لأجل لو أن حاسبنا الله وكأنني أشك في وجوده
كيف أقنع نفسي أن هذا وسواسا وليس مني وأتجاهل وأعرف أني مؤمنة حقا وأني قبل هذا كنت مؤمنة فعلا
لا أستطيع تحديد هذا وأحس أنني أمثل الدين حتى في طلبي للاستشارة أحسه أنه تمثيل فهل يعقل هذا؟
29/6/2022
رد المستشار
المتصفحة الفاضلة "ليلى" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
تقدمين مثالا حقيقيا لما يحدث مع مريض الوسواس القهري خاصة مع الوقت فمثلا في حالة وسواس قهري العقيدة أو السب (وكلاهما تحت وسواس الكفرية) ... للوهلة الأولى يستريح المريض جدا عندما يعرف أن مصدر الشك أو الكفر غيره أي أنه ليس مسؤولا... إلا أن الراحة عادة ما يجهضها الوسواس بحيله المختلفة وأسهل حيله وأكثرها شيوعا ونجاحا ما حدث معك وهو التشكيك في مصدر الكفر، ثم الشك في الإيمان، ثم محاولات يائسة من جانبك لاستشعار الإيمان في لحظة الآن أو حتى ما كان، لكن هيهات فما بغير شك يستشعر الموسوس الإيمان... وسبب ذلك أنه يَعْمَهُ (يحتار ويشك) في قراءة دواخله.... ولهذا كتبنا منذ سنوات أن التفتيش في الدواخل آفة الموسوس.
الموسوس وبشكل خاص مقارنة بغيره من مرضى الاضطرابات النفسية لديه قابلية عالية جدا للشك في معلوماته الداخلية أو للمعلوم من الذات بالضرورة، هناك ما يضعف قدرته على النفاذ إلى ما بداخله من معانٍ أو مشاعر أو نوايا أو ذكريات وهناك ما يشعره بعدم اكتمال صحة أو صواب ما يفعل .... وهناك كثيرٌ من القلق والخوف والارتباك كلما حاول التيقن من شيء داخله خاصة فيما يخص موضوع وسواسه... لهذا السبب له الرخصة مفتوحة، ويبقى على حاله الإيماني الذي كان عليه قبل الوسوسة مهما حصل لا يمكن أن يعد كافرا.
فإذا تسائلت أنا لا أذكر حالي الإيماني قبل الوسوسة سأقول لك لست مطالبة بالتذكر يكفيك أن تعرفي أن الوسوسة بالكفر لا تصيب إلا قوي الإيمان والأدلة على ذلك لا تحصى فضلا عن أن هكذا المنطق فلا أحد يوسوس بما لا يهمه، وإن حدث فيكون أن الوسوسة بما لا يهم تشغله عما يهمه... كأن تشغله دقات الساعة أو ذرات الغبار في الهواء مثلا عن التركيز فيما يهمه في وقت ما.
يا ترى يا "ليلى" يا ابنتي أجابت سطوري هذه على تساؤلك: (كيف أقنع نفسي أن هذا وسواسا وليس مني وأتجاهل وأعرف أني مؤمنة حقا وأني قبل هذا كنت مؤمنة فعلا لا أستطيع تحديد هذا) الرد هو لا تفعلي أي شيء لماذا؟ لأنك غير مكلفة شرعا بذلك، ولأنك وظيفيا لست مؤهلة لاستشعار ما هو منك وما هو من غيرك ولا لاستشعار إيمانك لا حاليا وأنت في شك، ولا استشعار إيمانك قديما إذا اتهمك أحدهم بأنه غير موجود! بمعنى أنك تعجزين عن التيقن من ذاتك ... بل أنك كلما ازددت محاولة للتيقن ازددت شكا وارتيابا... فقط اطمئني فهذا النوع من الوسوسة يعطيك حصانة ضد الكفر.
وأما استطرادك (أحس أنني أمثل الدين حتى في طلبي للاستشارة أحسه أنه تمثيل فهل يعقل هذا؟) فجميل أنه يسهل علينا شرح حيلة الوسواس لإيقاعك في فخ تفتيش الدواخل فهو يستغل ضعف قدرتك على قراءة داخلك (عمه الدواخل) بأن يلقي اتهاما بأنك تتصنعين أو تمثلين ولا طريق لنفي ذلك (كما هو الحال بالنسبة لأي إنسان) إلا بأن تستشعري قصدك ونيتك وهو ما عنه تعجزين فتبقين في شك دائم هل أنا صادقة أم أتصنع؟
اقرئي على مجانين:
ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل
ط.ب.ح.د × و.ذ.ت.ق وتسأل هل هذا وسواس ؟
الموسوس بالكفر لا يكفر ولو ظن أن أراد!
وسواس الكفرية: الموسوس بالكفر لا يملك حق الكفر م
من الأفضل لك يا "ليلى" أن تسارعي بالتواصل مع طبيب ومعالج سلوكي معرفي ذي خبرة في علاج الوسوسة الدينية، على الأقل إن لم يكفك ما تقرئين على مجانين،
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: أيعقل هذا؟ في الوسواس نعم يعقل! م