هل أنا مصاب بالخرف؟
تحياتي لكم وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع الذي أنا من متابعيه منذ سنوات طويلة.
أنا رجل أبلغ من العمر 44 عاما ونصف. كنت تلميذا نجيبا في صغري أحصل على أعلى الدرجات الدراسية ومحبوبا من طرف الجميع، وكنت متعلقا بأمي بشدة كوني أصغر أولادها .. منذ أن بلغت عمر 17 دخلت في أزمة نفسية .. قلق وضيق تنفس وشرود وحزن كبير.. وعند بلوغي عمر 22 زادت .. طبيبا نفسانيا شخص حالتي باكتئاب مع أفكار زورانية.
تعالجت عنده لمدة ثمان سنوات كان يصف لي انفرانيل وأحيانا فليوكستين وأحيانا سوليان 50 .. وجدت راحة وسعادة على انفرانيل .. عند بلوغي الثلاثين توقفت عن استعمال الأدوية النفسانية لإصابتي بسكري خفيف عالجته بالحمية فقط وكانت تحاليل السكر دائما جيدة حتى وصولي سن اثنين وأربعين .. إصابتي بالسكري رغم أنه كان خفيفا أدخلني في اكتئاب حاد لعدة سنوات .. عند بلوغي 35 سنة في الصيف أصابتني حالة نفسية غريبة ظننتها في البداية فصاما.. إذ أسمع أفكاري عبارة عن أصوات تتكلم داخلي والعالم يبدو بعيدا عني وكأني أحلم .. زرت طبيبا نفسانيا فشخص حالتي ب dépersonnalisation. وكانت تنتابني هذه الحالة كل صيف لمدة ثلاث سنوات.
عندما بلغت الأربعين زرت طبيبا نفسانيا آخر وصف لي باروكستين وسوليان 50 نصف حبة لمدة سنة ونصف أحسست معها بالسعادة والراحة .. لكن بسبب تفاقم السكري أوقفت الدوائين .. وزرت طبيبة سكر وصفت لي أدوية سكر، فدخلت في اكتئاب شديد نتيجة تفاقم السكري .. وتوقفت عن استعمال الأدوية النفسانية باستثناء سوليان 50 نصف حبة أستعمله لأيام وأتوقف عنه عندما أكون في حالة نفسية سيئة .. منذ سنتين ونصف وأنا على هذه الحال .. تقبلت استعمال أدوية السكري فلم أعد حزينا بسبب السكر بل تحول الحزن إلى حزن آخر سببه التقدم بالعمر .. فأنا لم أتزوج بعد، ولم أنجح في أي علاقة عاطفية مع الجنس الآخر .. وتقدمت من أجل الزواج لفتاتين فرفضتا فزاد اكتئابي.. شعرت بالدونية لتقدمي بالعمر.
وعندما يذكرني أحدهم أو إحداهن أنني متقدم بالعمر أشعر وكأنما ضرب رأسي بمطرقة .. أصاب بالاحباط بعدها .. كما أنني أنظر دائما للماضي، وأعتبر نفسي غير محظوظ، لأنني اخترت مهنة التدريس في الابتدائي رغم أنني كنت نجيبا في دراستي .. فعملت بمناطق نائية سرقت عمري ولم أعش حياتي كباقي أقراني .. لذلك لم أتزوج .. والحقيقة أنني توقفت بملء إرادتي عن الحديث إلى الفتيات منذ بلغت 29 عاما، والتزمت دينيا إلى حد ما .. أعود إلى الماضي مرارا وأتساءل : لماذا أصبت بالسكري في سن صغير (30سنة)؟! منذ سنتين وأنا أعود للماضي، وأعدد الأخطاء التي ارتكبتها .. وأحدث نفسي يوميا وأنا أتجول بسيارتي .. أسجل أفكاري على الهاتف .. وبخصوص داء السكري فالسكر التراكمي عندي لا ينزل على 10% منذ ثلاث سنوات ، وأتناول دواء glucophage وdiamicron منذ سنتين .. أزمتي الحالية ابتدأت منذ رأس السنة الحالية.
عند بداية هذه السنة أصبت بالقولون العصبي وآلام في كل جهازي الهضمي لا تتوقف دامت شهرين .. زرت طبيبا مختصا فقال لي أنها بسبب ضغط نفسي وأشياء أخرى .. شُفيت من المرض، بعدها أُصبت بأعراض أخرى : تيارات ساخنة في ظهري استمرت شهرين.. بعدها شممت رائحة حشيش في مقهى ففقدت تركيزي وذاكرتي أصبحت ضعيفة.. زرت طبيبا نفسانيا وصف لي سوليان 50mg صباحا ومساءا وقال لي أنني أعاني من dépersonnalisation .. عندما تعافيت وعادت لي ذاكرتي ظهرت أعراض أخرى .. وكأنني غائب عن الوعي. لكن منذ شهر ونصف أحسست بأعراض غريبة .. بعض الكلمات التي أسمعها من الآخرين تبدو لي غريبة. كما أن تفكيري بطيء وأجد بطئا في إيجاد بعض الكلمات أثناء الحديث لكن الآخرين لا يلاحظون شيئا ..
زرت طبيبا نفسانيا آخر (ربما قليل التجربة) قال لي كلاما أدخلني في دوامة من الرعب لم أذق طعم النوم بعد سماعه .. وقال لي أن ما تعانيه عرض من أعراض الخرف .. وسألني عن ماضي العائلة بهذا المرض .. قلت له والديّ تجاوزا الثمانين وغير مصابين به .. لكن خالان لي في الثمانينات مصابان به. وعمة في التسعينات أيضا .. وقدم لي شرحا عجيبا: أن الغرابة التي أحسها عند سماع كلامهم تعود إلى أن دماغي أصبح بطيئا .. لقد بدأت أفكر في نهايتي وفي الانتحار .. ودخلت في اكتئاب حاد جعلني أتوقع نهايتي .. لم أنم لعدة أيام وأُصبت بإسهال .. حيث أظن أنني في بداية المرض المخيف .. علما بأن ذاكرتي قوية .. وكنت أقرأ كثيرا قبل هذا المشكل فأنا شغوف بالقراءة والتعلم .. لكن ما أعانيه الآن هي أعراض تتغير: أحيانا يبدو لي كلام الآخرين غريبا، كلمات أسمعها منذ الطفولة تبدو لي غريبة .. وأحيانا لا أفهم كلام الآخرين .. لكن عندما أتناول دواء xanax أفهم كلامهم .. عند حديثي إلى الآخرين تأتيني أفكاري بطيئة.
الآن زال هذا المشكل وأجد الكلمات بسرعة .. كنت أحس بغرابة المحيط، الآن زال هذا المشكل لكن أشعر وكأنني تغيرت، أشعر بغرابة ذاتي، وعندما أتكلم أشعر وكأن شخصا آخر هو من يتحدث مكاني .. وأستعمل نفس الكلمات التي تبدو لي غريبة عند الآخرين وأستغرب كيف لي هذه القدرة على الحديث؟ وأشير أن الاخرين لا يلاحظون أي شيء .. أبدوعاديا في نظرهم .. إنما أنا أجد بعض الصعوبة في الكلام غير مألوفة عندي، ولست أدري إن كنت أتوهم؟!..... زرت طبيب أعصاب وقال لي لم أجد عندك أية أعراض للخرف وليس لديك عمر الخرف .. ووصف لي دواء piracétam لزيادة التركيز كما نصحني بتناول الأدوية التي وصفها لي الطبيب النفساني.
تخوفي من المرض يعود إلى أفكار تشاؤمية: بما أنني أُصبت بالسكري وأنا بعمر صغير نسبيا فربما أُصاب بمرض وراثي آخر!! وكنت أعرف أستاذا أصيب بالزهايمر وهو بعمر 66 .. وحالته النفسية تشبه حالتي: لم يتزوج ومصاب باكتئاب زوراني مزمن لم يعالجه قط .. هذه كلها أفكار جعلتني أفكر بالمرض 24/24 ساعة .. لا أنام إلا بصعوبة .. ولا أمارس حياتي بشكل طبيعي.. أشعر أنني تغيرت .. وكل عرض أؤوله أنه من المرض .. زرت طبيبا نفسانيا ذو خبرة وصف لي أدوية .. انافرانيل 75 وريزبيردون 1mg و xanax وقال لي أن ماتعانيه وظيفي وليس عضويا .. وقال لي: لي اليقين أنك غير مصاب بالخرف .. قلت في نفسي ربما لم يطلع على أعراضي بما يكفي .. وأنني في بداية المرض فلا تظهر الأعراض واضحة .. فهل ما أعانيه سببه الاستعمال العشوائي لسوليان؟ أم لباروكستين قبله؟ أم يعود لأفكاري التشاؤمية التي ربما قتلت خلايا دماغي؟ أم بسبب الاكتئاب الذي لم أعالجه؟ أم السكري؟ أم الاستعمال المفرط للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؟!
أفكر بالموت .. وبدأت استعد له، زرت المقبرة مرتين.
وتراودني أفكار انتحارية
2/7/2022
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
بدلا من الخوض في تحليل وتفسير ما تعاني به لابد للموقع أن يوضح التشخيص وتوصيات العلاج. طبيعة nature اضطرابك في غاية الوضوح وهو اضطراب وجداني مزمن يتميز بنوبات هدأة وانتكاسة. مع مرور الوقت وتغيير علاجك تحول مساره إلى مزمن بدون نوبات هدأة طويلة وتقلصت الفترة الزمنية ما بين النوبات.
أما درجة degree اضطرابك فهي عالية إلى حد ما وما نعنيه بذلك الأعراض الطبنفسية التي تعاني منها. مع تعثر علاجك أصبح الاضطراب مقاوما للعلاج إذا صح التعبير وربما الأدق هو أن علاجك لم يكن كافيا لفترة طويلة والسبب في ذلك يعود إلى ربط مشاكلك الصحية الجسدية مع علاج اضطرابك النفسي وهذا غير صحيح بالمرة. يجب الفصل بين الاثنين واضطرابك الايضي يتعلق بعوامل أخرى غير علاجك ولا بد من علاج اضطرابك النفسي بحزم والانتباه في نفس الوقت إلى صحتك الجسدية.
مل يجب أن تفعله هو:
١- تنتبه إلى نمط حياتك وتراجع طبيب عام يشرف على علاجك وتسعى إلى خفض وزنك وتدقيق درجة الدهون والسكر والضغط بصورة منتظمة (كل ٣- ٦ أشهر).
2- تراجع طبيب نفساني مختص يشرف على علاجك بصورة منتظمة وتعلمه بصحتك الجسدية وهو بدوره سيختار العقاقير التي لا تؤثر على حالتك الجسدية وهناك العديد منها.
3- لا بد من استعمال جرع علاجية للعقاقير ولا تحاول التدخل في اختيار العلاج والجرعة واعزل حالتك الجسدية عن النفسية.
4- هناك الحاجة كذلك إلى جلسات كلامية.
5- استجابتك للعلاج لن تكون سريعة ومدة العلاج طويلة لعدة أعوام.
اعمل بما نصحتك به.
وفقك الله.
ويتبع>>>>: لا ليس الخرف بل اضطراب وجداني مزمن! م