اقتراح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، انطلاقاً من واجبي كمسلمة، أود أن أقترح عليكم مقترحاً مهما وجدت في موقعكم استشارة بعنوان (وساوس الشرك ......متى نحاسب) للمستشارة رفيف الصباغ فيما أذكر، وقد حوت الاستشارة توصيفاً قبيحا لأحد الموسوسين لما يغلبه من الوساوس في ذات الله تعالى، وهو وإن كان غير مؤاخذ بما يغلبه من هذه الوساوس إلا أنه ليس له التعبير والإفصاح عنها وتوصيفها والتكلم بها ونشرها، كونها في ذات الله تعالى وذكرها منكر، وكون من يقرأها قد يخطر على باله شيء من هذه الوساوس الشنيعة المستقبحة.
والصواب أن مثل هذه الأمور لا تذكر لا في عنوان الاستشارة ولا في نصها، وإنما تذكر إجمالا بغير تفصيل كأن يقول (الوساوس السيئة في ذات الله، الوساوس التي لا تليق بالله) وهكذا.. دون ذكر لماهية هذه الوساوس ووصفها بالتفصيل، وهكذا تكون الفائدة قد حصلت، دون حصول مفسدة بنقل هذه الأفكار إلى الغير وتنبيههم لها
فأنصحكم أحبائي أن تزيلوا محتوى هذه الاستشارة وأمثالها في موقعكم (وهن كثيرات)، أو تعدلوا محتواها وعناوينها بما يليق ويحصل به المطلوب دون حصول الإثم والضرر.
تعظيما لله العظيم،
تعالى الله .. سبحان الله
16/7/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا أستاذة "سامية"، وأهلًا وسهلًا بك وبملاحظتك على موقعك مجانين
يمكن تلخيص كلامك بما يلي:
1-ليس للموسوس أن يفصح عن تفصيل وساوسه القبيحة فيما يتعلق بالله تعالى، أولًا: لأنها متعلقة بذات الله تعالى، وذكرها منكر. وثانيًا: خوفًا من أن تنتقل هذه الأفكار إلى غير صاحبها، وتتسبب لهم بنفس الوسواس.
2-يحصل المطلوب والفائدة من الإجابة دون ذكر للتفاصيل.
لنناقش كلامك هذا:
أولًا: بالنسبة لقولك بعدم جواز الإفصاح لتعلق الوسواس القبيح بالله تعالى: لو كانت العلة في المنع تعلق الكلام القبيح بالله تعالى، لما جاز أن يسأل أحد عن شبهة عرضت له في ذاته تعالى، ولما جاز للعلماء ذكر شبهات الكفار والمبتدعة وتفصيلها والرد عليها، ولما جاز للمؤرخين وكتّاب السيرة أن يذكروا كلام الكفر الذي تفوه به من يؤرخون له... وأنت ترين أن الله تعالى كان يذكر شبهات الكفار ويرد عليها في كتابه الكريم، وفي كتب الحديث تجد الكثير مثل هذا.
إذن: استنادك في المنع إلى كون الكلام متعلقًا بذات الله تعالى فحسب، غير صالح؛ ولابد من وجود نية الإهانة أو الكفر مع الإرادة الكاملة حتى يمتنع التلفظ بالكلام غير الجائز في حقه تعالى.
ثانيًا: عدم جواز ذكر هذه الأفكار تجنبًا لمفسدة انتقالها إلى الغير: هذه العدوى لا تحصل إلا مع الموسوسين، وهم يذكرون هذا، ولكن عدواهم لا تكون من استشارات الوسواس فقط، بل إذا قرؤوا شبهة وردها، أعرضوا عن الرد وتوسوسوا بالشبهة!! وإذا قرؤوا حكمًا شرعيًا، أو مسألة في العقيدة أصابهم الوسواس... فلنمنع ذكر هذه الأشياء كلها لأنها تثير الوساوس عند بعض الناس! وهل هذا كلام يعقل؟!
أما غير الموسوسين، فلن ينتقل إليهم، وإلا لكنت رأيت جميع الأطباء النفسانيين وجميع مستشاري مجانين موسوسين بهذه الأفكار وغيرها... ولقد أجبت شخصيًا عن عشرات الوساوس الكفرية ولم يعلق في ذهني أيٌّ منها، وإنما كما يقولون: تدخل من أذن وتخرج من أخرى.
وإن جئت للناحية العلاجية، فإن قراءة الموسوس لهذه الاستشارات ليست إلا عبارة عن تعرضه لمثير الوسوسة، وعليه أن يتعلم آلية عدم الاستجابة بترك الاسترسال في الأفكار، وبهذا يكتسب مناعة من الوساوس الكفرية بدل أن يصاب بالعدوى ويتوه في وسواس جديد.
قد تقولين: إن الموسوسين عندما يقرؤون لا يعرفون هذه الطريقة العلاجية ولا يتبعونها، وإنما يسترسلون فورًا في أفكارهم. وهنا نأتي لأهمية طلب الموسوس للعلاج بسرعة، حتى يتخلص من وساوسه القديمة ويتعلم مجابهة ما يمكن أن يواجهه مستقبًلا... والعلاج عند الطبيب متعسر عند أكثر الناس، ولهذا لا سبيل للعلاج عند هؤلاء إلا بالقراءة والتثقيف، ويلزم من ذلك بالضرورة قراءة جميع أشكال الوساوس!
أما قولك: (إن المطلوب والفائدة تحصل دون ذكر التفاصيل). فهذا يحدده الطبيب، وهل الفائدة تحصل فعلًا بهذا؟ إن طبيب الباطنة وحده هو الذي يقرر إذا كان تشخيص المرض كافيًا عندما يقول المريض: بطني يؤلمني. أم لا بد من ذكر التفاصيل من مكان الألم وزمانه، ونوعه، وشدته، وغير ذلك... فالأمر متروك أولًا وأخيرًا لأطباء الموقع.
وباعتبار أن الموسوس يهتم بالتفاصيل والدقائق، ولا يقتنع بالكلام المجمل، فلا يتصور أن يستفيد من الإبهام والإجمال البتة. لابد أن يسألك عن كل شاردة وواردة، بل يعيد ويكرر الشاردة نفسها والواردة ذاتها، إلى أن تسكن نفسه ويقتنع. وإذا أخفى شيئًا –مهما دقّ- شك في انطباق كلام المعالج عليه، إذ لعل الدقيقة التي أخفاها تغير من طريقة العلاج أو من الحكم!!
شكرًا لاهتمامك وحرصك، شرفت مجانين