إنني نشيط جدا في عملي، وأحب عملي جدا، وأعمل بكل حماس واندفاع وطموح زائد عن اللزوم.. المشكلة أنني لا أرحم نفسي ولا أرحم أحدا من زملائي، فإذا أخطأ أحد منهم فلا أتردد في الإبلاغ عنه فورا؛ فهذه مشكلتي: الطموح الزائد عن الحد والإبلاغ عن زملائي
وعندي قدرة على التحليل، وتبين لي أن هناك أسبابا نفسية وراء الموضوع؛ ففي الماضي كان بيتنا حقيرا متواضعا، وهو ما كان يسبب لي الألم، وهذا الألم أثر على العقل الباطن لدي، والعقل الباطن أثر على سلوكي؛ بحيث أريد أن أصبح غنيا عن طريق العمل، علما أنه بعد ذلك تغير بيتنا وأصبح عاديا، ولم أعد أتألم من منظره.
أرجوكم دلوني كيف أستطيع أن أتخلص من عقدة الفقر المتأصلة في نفسي؟ علما بأنني سعيد جدا في حياتي الزوجية، ولكن هاجس الغنى يراودني دائما، مع إيماني أن الغنى لا يحقق السعادة، والقناعة كنز لا يفنى.
ماذا أفعل؟
وشكرا لكم على جهودكم الرائعة .
20/06/2022
رد المستشار
شكرًا على مراسلتك الموقع.
الحقيقة لا توجد عقد نفسية ولا تحليلات نفسانية وما تشير إليه في رسالتك عن سلوكيات الطموح وعدم رحمة زملائك شائعة بين الفقير والغني على حد سواء ولا يصعب ملاحظة ذلك في الحياة العامة.
هناك ثلاثة أبعاد في سلوكيات الإنسان يشار إليها بالثلاثية المظلمة وهي الميكافيلية والسايكوباثية والنرجسية. الأولى ما قد يمارسه الإنسان من سلوكيات لا تخضع لمعايير ما للوصول إلى هدفه. السايكوباثية الغدر بالأخرين بدون الشعور بتأنيب الضمير والنرجسية حب الإنسان لذاته. لا يخلو إنسان من هذه السمات إلى حد ما وعليه أن يوازن ذلك مع بيئته، تواصله مع الآخرين، موقعه الاجتماعي وتحقيق أحلامه. بعد فترة زمنية يصل الإنسان إلى مرحلة توازن يضمن فيها بقائه وسعادته.
ما تشير إليه في رسالتك ليست عقدة نفسية وإنما مرحلة نضوج نفسي وسلوكي عليك أن تتعامل معه بطريقتك الخاصة لتضمن سعادتك ونزاهتك وتواصلا سليما مع الآخرين. لا توجد عقدة فقر ولا عقدة ثراء.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
ثلاثية الظلام النفسية وسلوك البشر والزعماء