وسواس الاستهزاء بالدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا بدأ عندي الوسواس وأنا عمري 12 سنة، أول شيء وسواس الطهارة راح الحمدلله وثاني وسواس الصلاة راح الحمدلله باقي الحين وسواس الاستهزاء بالدين أنا أعاني كثير منه مثلا أنا قلت لقريبي بعير اسمه يضحك وضحكت وقالي الوسواس أنت استهزأت لأن البعير مذكور في الأحاديث والقرآن
وبعد في مواقف كثيرة أنا وأنا أشاهد التلفزيون شفت شخصية الفيلم تاكل وقلت سم بالله ويقولي الوسواس أنت مشرك أو مستهزئ وأمس أنا نطقت الشهادتين وتبت في مواقف كثيرة وبعد ياشيخ لما أشوف الاستهزاء بالدين أضحك رغما عني ومع أني كاره الضحك في أمور زي هاذي ولكن أنا أضحك كثير وبعد وأنا في الصلاة قرأت سورة الفاتحة علشان أختبر نفسي إذا ضحكت وياشيخ لما أصلي أنا وقريبي نضحك في الصلاة مع أني ما أضحك مع واحد غيره بس أضحك في الصلاة معاه وأنا ما أحب أضحك ولا هو يضحك وأنا أصلي
أنا اللي يهمني وسواس الاستهزاء
أرجو الرد وشكرا
11/7/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "فهد"، وأهلًا وسهلًا بك يا بني على موقعك
أهم شيء أنك تعرف أن ما بك وسواس، وليس حقيقة، وهذا نصف العلاج...، بقي أن نطبق علاج التجاهل لهذه الأفكار بعد أن نناقش ما ذكرته من وساوس، ليتبيّن مدى سخافته، وعدم استحقاقه لأية اهتمام منك.
ضحكت من اسم البعير، وهو اسم طريف فعلًا لو فكرت به بطريقة معينة!! ولكن ألا ترى أن الربط بينه وبين الكفر بسبب وجود اسمه في القرآن الكريم، هو شطط كبيييير في الخيال؟!! الشيطان اسمه في القرآن، والناس يلعنونه منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم...، الخنزير اسمه في القرآن، ونحن نقرف منه ونتقزز...، الحمار اسمه في القرآن، وكثيرًا ما نضحك منه، ونشبه الأغبياء به...، العنكبوت اسمه في القرآن، وجميع الناس يقتلونه ويدهسونه برجلهم...، البقرة اسمها في القرآن، والناس من عهد النبوة إلى الآن يأكلونها...، هل وجود اسم شيء في القرآن، يعني أنه صار مقدسًا في ذاته، ما ينبغي التعدي عليه بشيء؟!
العقل يعجز عن إيجاد رابط بين لفظة (بعير) وبين الدين!! أكبر إهانة للبعير أننا نأكله، وهذا جائز حلال 100%، فكيف تجعل الضحك على اسمه استهزاءً بالدين؟!!
اقطع الفكرة فورًا، وقل: هذا وسواس لا معنى له، ولا داعي للتفكير به... ومع المثابرة، ستتلاشى الفكرة خلال أيام.
كذلك عندما قلت لمن يأكل في التلفاز: سمِّ الله. ما المشكلة في الموضوع؟!!! وعندما تسمع ما (تظنه استهزاء بالدين) تضحك... وضعت ما بين قوسين لتنتبه أن 99% مما تسمعه وتضحك عليه ليس استهزاء أصلًا... وأن 1% الباقية لو فرضنا أن الضحك عليها غير جائز فعلًا، فضحكك هذا قهري تابع للوسواس، لا تؤاخذ عليه ولا حكم له، اترك نفسك تضحك ما شاءت أن تضحك، فضحكك وسكوتك سواء.
كذلك ضحكك في الصلاة مع قريب محدد، دليل على أن هذا الضحك قهري لا مؤاخذة عليه... عدا عن أن الضحك في الصلاة ليس استهزاء بالدين، وارجع إلى كتب الفقه كلها في جميع المذاهب، لا ترى أحدًا منهم قال إن الضحك في الصلاة استهزاء!!! إنما يذكرون ما هو الضحك المبطل للصلاة، وما هو الضحك الذي لا يبطلها، وكذلك بعضهم جعل الضحك في الصلاة مبطلًا للوضوء أيضًا للبالغين دون الصغار... لكن لم يقل أحد منهم أن ذلك استهزاء! ... وكما ترى، فالأمر يسير، وما تذكره من وجود استهزاء، هو من نسج وسواسك لا أكثر.
احفظ هذه: (كلما ظننت أنك قمت بفعل استهزاء، قل: أنا موسوس... وهذا من الوسواس، ويجب ألا أهتم، وألا أتابع التفكير). ثم انشغل بشيء آخر، ولعل الفكرة في البداية تعاود اقتحام ذهنك بعد ثوانٍ، فأعد تذكير نفسك أن هذا وسواس، وتابع أعمالك الأخرى
استعن بالله وابدأ التطبيق... وإن أردت نصيحة ذهبية، فاذهب إلى الطبيب لأن الوسواس ابتدأ معك في سن صغيرة، وعاقبة ذلك غير محمودة في حالة الإهمال، من الواجب عليك أن تبدأ العلاج الآن، وأن تتعلم كيف تدير حياتك في ظل هذا المرض، وإلا فإنك ستعاني كثيرًا كثيرًا، لا سمح الله.
أرجو ألا تهمل هذه النصيحة، وأن تسعى في تطبيقها بكل وسيلة ممكنة
عافاك الله وأعانك