الاكتئاب والوسواس القهري هل دائما معا ؟
وساوس في الغسل
السلام عليكم، أود طرح مشكلتي، وهي وسواس الغسل والطهارة
كنت في السابق أغتسل بشكل طبيعي وأعمم الماء على كل الجسد، لكن مؤخرا صرت أقرأ فتاوى في مواقع مشهورة على الإنترنت التي بصراحة جعلتني أوسوس كثيرا وأقضي ساعة كاملة في الغسل أو أكثر، وحتى بعدها أبقى أوسوس وخلال اليوم أغسل الأعضاء التي أظن أنها لم يصلها الماء
أولا الفتوى الأولى هي أنه يجب إدخال الماء للتشققات في القدم وما تحت الجلد الميت، فمثلا أجد في قدمي أحيانا شقوق معينة تشبه السطوح، أي ينمو جلد فوق جلدي الحقيقي ولكن يكون متصل به، فأقضي وقتا وأنا أحاول إدخال الماء لداخل هذه السطوح، وأحيانا أعيد الغسل مرة أخرى لأنني أشك بأن الماء لم يدخل لهذا المكان ولم يصل لتحت الجلد القديم، وآخر مرة قمت بإزالة هذا الجلد الميت بملقط الحواجب مما سبب لي ألم في قدمي
ثانيا قضية غسل الفرج في الغسل، رأيت أنه يجب غسل ما يظهر من الفرج للمرأة عند قعودها لقضاء الحاجة، وكنت سابقا لا أقوم بالقعود، وإنما أستكفي بصب الماء على الفرج وإيصاله وغسل الفرج وأنا واقفة وليس وأنا جالسة، لكن حينما رأيت أنه يجب أن أجلس، صار الأمر وسواسا وصرت أوسوس هل وصل الماء أم لم يصل للمكان الصحيح؟ وماذا لو كان هنالك نجاسة مثلا مثل قطرات بول في داخل الفرج التي منعت من وصول الماء للفرج (لأنني أعاني أحيانا من نزول قطرات بول يسيرة) فهل يكفي مثلا أن أغسل فرجي وأنا واقفة، وليس وأنا جالسة؟ ،، لأنني صراحة خفت من توجيه الماء لفرجي وأنا جالسة، لأنني ما زلت غير متزوجة وأخاف مثلا من تدليك فرجي للتأكد من إيصال الماء لكي لا أؤذي نفسي في هذه المنطقة.
فقد قرأت مثلا فتوى تقول "لكن إذا كان الماء قد لا يصل إلى بعض أجزاء البدن، كما بين الإليتين وفرج المرأة ... إلا بالجلوس أو الدلك، فهنا يجب الجلوس أو الدلك" فأنا أخاف الدلك كما قلت، وآخر مرة أغتسلت دون أن أجلس فهل غسلي صحيح؟ علما بأني أقوم بإدخال الماء لما بين الإليتين برفع وفتح المكان وتوجيه الماء لداخل الإليتين، وبالنسبة لفرجي فأوجه الماء عليه وأنا في حالة الوقوف وليس الجلوس كما قلت،،، فهل هناك أماكن إن جلست ستظهر أكثر ويجب علي إيصال الماء لها؟؟ وآخر مرة ما فعلته أنني بعد فترة وبعد ساعات خلال اليوم قمت بالجلوس لكي أكمل غسل فرجي، لكنني كما ذكرت في الأعلى أعاني من نزول قطرات يسيرة جدا من البول أو الإفرازات بشكل دائم.. فحينما غسلته شككت في هل زالت هذه الإفرازات والقطرات أم لا، وهل تعتبر هنا حائل أم لا؟؟
علما أني وجهت تيار الماء لفترة جيدة على الفرج لكني لست متيقنة من زوال النجاسة وفيما إذا كانت حائل على الفرج أم لا؟ وبالنسبة للفرج أيضا، أقوم بإزالة شعر المنطقة حتى أستطيع توصيل الماء للجلد، لكن هنالك مناطق معينة تكون عميقة قليلا لا أستطيع الوصول لها، أو يكون من الصعب إزالة شعر الفرج عنها، فمثلا أبقى أوسوس، هل وصل الماء بسبب هذا الشعر للجلد أم لا ولست متيقنة من ذلك، رغم أني أصب الكثير من الماء على المنطقة
والأمر الآخر هو أنني رأيت أنه يجب إزالة الجلد الميت عن الجسم ومن ثم غسل الموضع، فيتكون لي أنا أحيانا جلد صغير جدا على الأنف متقشر
فصرت أدقق بأصغر جلدة وأحاول قحط أنفي من كل جلد يسير جدا لكي يصل الماء إلى الجلد الجديد... وحول الأظافر مثلا، صرت أزيل الجلد الذي يتكون حول الأظافر حتى ولو سبب لي الألم، وبعد غسلي أظل أراقب لو كان هنالك أماكن في أظافري عليها جلد ميت.. بالإضافة إلى أن المكان الموجود بين الأظافر وجلد الإصبع (نقطة الالتقاء) أشعر مثلا أنه لا يصلها الماء، سواء أظافر قدمي أم يدي، فأضطر لتحريك الجلد عن الأظافر لكي يصل لهذا المكان أي تحت الظفر تقريبا، وأحيانا يتكون على الظفر نفسه، شيء كالجلد أو نوع من طبقة معينة قاسية، فأضطر لقحطها لكي يصل الماء لما تحته
لأنني قرأت أنه يجب غسل الأظافر باطنها وظاهرها في الإنترنت، فالظاهر واضح أما الباطن، فأنا أظافري قصيرة، لكن هنالك هذه الأماكن كما ذكرت بين نقطة التقاء الظفر مع الجلد، شيء يسير جدا... فهل يجب أن أفتش بهذه المناطق بكل إصبع وأدخل لها الماء؟
وأيضا وسواس إيصال الماء لفروة الرأس، أقوم خلال الغسل بتدليك رأسي جيدا لكن يبقى شعور عدم تأكد وتيقن من وصول الماء لفروة الرأس، لأن شعري كثيف، وحتى لو قلت لنفسي أنه يكفي غلبة الظن ولا يجب التأكد لكن لا ينفع ذلك وأبقى أوسوس في هل وصل أم لا؟؟ وهنالك شعور لدي شبه يقين أن الماء لم يصل لكل جلدة الرأس... وأيضا وسواس إيصال الماء لطيات الأذن والسرة، فالأذن في تجويفها عميقة، فأصب الماء ويدخل الماء أحيانا لأذني ويسبب أذى، لكن مع ذلك أشعر أن طيات الأذن لم يصلها الماء الكافي لأن تقريبا أقوم بمسحها لهذه الطيات، لأن في صب الماء عليها أذى
وحينما قرأت أنه يجب إزالة القذى من موق العين، أيضا صرت أوسوس، فأنا بشكل عام حينما تلامس عيناي الماء تفرز على الموق مادة بيضاء يسيرة جدا، وإزالتها أحيانا تحرق العين لأنني أدخل يدي لموق العين، فأصبحت أيضا أوسوس في هذا الموضوع بغسل العين وأنه يجب غسل هذا الخط الذي نضع عليه الكحل الواضح، فهل يجب مثلا غسل هذا الخط الواضح الذي نضع عليه الكحل في العين؟ وإذا كان لا، فلماذا إذا يجب إزالة الكحل قبل أن نغتسل؟ وبالتالي هكذا، يأخذ مني الغسل حوالي الساعة أو أكثر .. والأمر لا ينتهى هنا، فأنا أعلم من فتاوى معينة أنه يمكن أن نسيت غسل عضو ما في الغسل أن أغسله لاحقا وأجدد النية.. فأقضي طوال اليوم وأنا أذهب للحمام لأغسل مثلا تحت ظفري، وتجويف أذني مرة، وسرتي وفرجي مرة أخرى
وهكذا أقضي يوم كامل في الغسل.
وهذه وساوس الطهارة، أما وساوس أخرى مثل قراءة الفاتحة، فقد قرأت أنه لا يجب الإسراع وإسقاط اللحن عند قراءة الفاتحة، فصرت أركز بكل حرف وأحاول نطق جميع الحروف بشكل صحيح لأنني كنت سابقا أقرأ بسرعة، ولكن هنالك مرة مثلا قرأت كل شيء بشكل صحيح لكن في آخر ركعة كنت مستعجلة، فقرات آية "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" بسرعة، أي ربما سقط اللحن حسب ما ذكر، وشككت حينها في أنني لفظت جميع الحروف شكا غير متأكدة، لكن كان الأمر بسرعة
فهل صلاتي خاطئة وقتها؟
فهل من حل بارك الله بكم؟
12/7/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "ليندا"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مجانين.
أعانك الله وخفف عنك...
بداية: أرجو ألا تأخذي دينك من فتاوى الإنترنت، فهي موجهة لصاحب السؤال، وقد يرى المفتي من خلال السؤال أن السائل متهاون، فيجيبه بالتشديد. والملاحظ أن أسئلة الموسوسين المتشددين، يجيبون عليها بالترخيص والتيسير...
وأما الدروس العامة التي لا علاقة لها بالأسئلة، فهناك من ينتبه أثناء الشرح إلى إعطاء ملاحظات تخص الموسوسين، وإلى بيان كيفية التطبيق دون تعسير عمومًا وشرح مقصد الفقهاء من التفصيلات التي تبدو عسيرة؛ وهناك من يتجاوز هذا غير منتبه لوجود الموسوسين بين المتعلمين، فيتنطع الموسوس ظنًا منه أنه يطبق الحكم حرفيًا لتصح عباداته.
أما ما تفعلينه فهناك إجابة عامة وإجابات تفصيلية:
بشكل عام أريحي نفسك، فعند الحنابلة يصح الغسل والوضوء مع وجود الحائل اليسير، لمشقة التدقيق في اليسير. وكل ما تذكرينه بمجموعه أيسر من اليسير. وهذا الحكم عام للأصحاء والموسوسين.
أما التفاصيل:
أولًا: التشققات والقشور التي في القدم، يكفي إمرار اليد عليها إمرارًا يسيرًا، ولا تجب إزالتها.
ثانيًا: غسل الفرج: المطلوب إيصال الماء إليه، بأي وضعية كانت، ولعل القعود أيسر في إيصال الماء خاصة للمرأة السمينة جدًا...
واعلمي أنك لن تؤذي الغشاء حتى لو أدخلت رأس الإصبع إلى فتحة المهبل للتنظيف..، الغشاء ليس منديلًا ورقيًا ليتمزق بسرعة! إنه يحتاج إلى فعل أشد من التنظيف والتطهر وإدخال رأس الإصبع
وأما الشعر، فمن سابع المستحيلات أن يمنع وجوده وصول الماء إلى الجلد!! ولو فرضنا أنه كثيف جدًا جدًا جدًا، فيكفي إمرار اليد عليه أثناء جريان الماء دون فرك ولا دعك...
على أنك إذا طبقت الطريقة المسنونة في الاغتسال بإزالة القذر قبل ابتداء الغسل، فستتخلصين من كل هذه الوساوس، أي ادخلي إلى المرحاض وتبولي وفرغي المثانة، وأزيلي المفرزات حتى إن اضطررت لاستخدام رأس الإصبع لتنظيف فتحة المهبل. ثم أزيلي الشعر عن المكان. أي نظفي المكان القذر قبل أن تبدئي الغسل.
ثم قفي تحت الماء للاغتسال، واغسلي شعرك كما تغسلينه حين تنظفيه من الصابون، ولا يهمنا شعورك بعدم وصول الماء، ولا يعوّل عليه، والموسوس يكفيه الشك بوصول الماء لصحة اغتساله. يعني إذا قال: يا ترى هل وصل الماء أم لا؟ فقد صح غسله.
أغمضي عينيك وامسحي جفونك ومكان الموق وأنت مغمضة العينين، فالمطلوب غسل ظاهر العين وليس باطنها، والكحل الذي تجب إزالته هو الكحل السائل الذي يجف فيتحول إلى طبقة يمكن قشرها، أما الكحل الذي هو لون فقط فلا تجب إزالته.
الجلد المتقشر الذي على الأنف لا تجب إزالته، ولا إمرار اليد عليه، ولا أي شيء... يكفي نزول الماء على أنفك.
أما الأذن فأيسر طريقة لغسلها مع التأكد من وصول الماء إلى كل التعرجات، فهي أن تملئي كفك بالماء، ثم تميلي رأسك فتضعي أذنك في هذا الماء، وانتهى الموضوع؛ على أنه يكفي إمرار اليد بين التعرجات كما تفعلين في الوضوء، أثناء نزول الماء على الرأس.
مرري أصبعك داخل تعرجات السرة لمدة ثانية واحدة. والمرأة البدينة تحتاج إلى تمرير يدها تحت الثديين وبين الأليتين أثناء نزول الماء.
الجلد الملتصق على الأظافر، معدود من ظاهر الجسد، ولا يجب إيصال الماء إلى ما تحته، ولا إزالته بل يحرم إزالته لأجل الاغتسال، إن آلمك، وكذلك الزوائد الجلدية حول الظفر...
لا يجب التكلف لإيصال الماء إلى ما بين الظفر واللحم، وهذا من التنطع ومن مخالفة هدي الإسلام، المطلوب هو مرور الماء على الأصابع كما هي في وضعها العادي.
غسل باطن الأظافر يتم التنبيه عليها من أجل أصحاب الأظفار الطويلة المتسخة، وليس لمن أظافره قصير ونظيفة...، وربما كان أحدهم يعمل في مجال يدخل فيه التراب وأوساخ أخرى إلى تحت ظفره، فينبهونه لينتبه إلى هذه الأماكن. على أنه قد نصّ الحنابلة عن العفو على ما تحت الأظافر من أوساخ لأنها يسيرة.
الشك بغسل مكان ما، بعد الانتهاء من الغسل لا يؤثر، ولا يطالب الإنسان بإعادة الغسل سواء كان سليمًا أم موسوسًا. ويزيد الموسوس على ذلك، بأنه لو شك في وصول الماء أثناء الاغتسال فإن شكه لا يؤثر على صحة الغسل ولا يجب عليه إعادة ما شك فيه. وهذا الحكم منصوص عليه في كتب الفقهاء منذ ألف عام، وليس من اختراعي.
أخيرًا: وسواس الصلاة: لم أفهم ما المقصود من إسقاط اللحن! ولكن قراءة الفاتحة تصح بسرعة، وتصح ببطء، ولا أدري ما هي الفتوى التي قرأتِها وجعلت الأمر يلتبس عليك وتوسوسين في القراءة.
أرجو أن تتدربي على الاغتسال بالطريقة التي أخبرتك عنها، وأن تضعي الساعة أمامك في الحمام، وفي كل مرة تنقصين عشرة دقائق من مدة اغتسالك، أي تقطعين الغسل وتخرجين حتى لو ظننت أنك لم تكملي غسلك بعد.
وكذلك بالنسبة للقراءة: اقرئي بسرعة ولا تعيدي، وتحملي القلق الذي تشعرين به، فهو عذاب أسبوعين ثم يزول القلق نهائيًا، بشرط أن تواظبي على التجاهل وألا تعيدي القراءة ولا الصلاة، حتى لو أنهكك القلق.
نصيحة مجانين دائمًا أن تذهبي إلى الطبيب، خاصة أنك في سنٍّ صغيرة، وهذا يجعل احتمال زيادة الوسواس أكبر كلما تقدمت في السن.
لا تهملي نفسك، عافاك الله.
ويتبع>>>>>>: الاكتئاب والوسواس القهري هل دائما معا ؟ م1