ما تفسير حالتي!!!
أشكركم جدا على هذا الموقع الذي كان بمثابة جرعة أمل لنا في ظل ما نعانيه من أزمات، أرسلت منذ مدة لكن لم تجيبوني أتمنى أن تصل هذه الرسالة، أما بعد:
أنا أصغر إخواني سنا كنت فتاة معروفة بأني أضحك كثيرا واجتماعية عهدت التفوق في الدراسة منذ الابتدائية وصولا إلى الثانوية ... حالتي النفسية قبل كانت جيدة يغلب عليها الضحك الكثير والتفاؤل .. أما عن أهلي فأبي وأمي أناس طيبون علاقتي بهم جيدة ويغلب عليها الاحترام ... قضيت طفولتي وحيدة فكل إخوتي كبار لذلك أغلب أوقاتي كانت عند الجيران وأصدقائي في المدرسة... أما المراهقه فكانت بين حصة القرآن والمدرسة.
إلى حد تلك السنوات كنت بخير عقليا رغم أني كنت أبكي أحيانا والسبب مرض أختي التي كانت تأخد دواء الوسواس القهري فمرضها وسواس ديني وأعصاب وهذيان إلا أنها بشخصيتها آذتني كثيرا فقد كانت تقوم بتصرفات مستفزة وأحيانا عنيفة تجاهي ... رغم ذلك كنت بخير لكن عند وصولي سن 15 بدت أعراض جديدة فقد جاءني أرق وخوف وكانت أختي المريضة هي السبب حيث أن حالتها ساءت وتطور مرضها إلى هذيان فكلما غير لها الطبيب النفساني الدواء زادت سوءا فأنا تأثرت بها ولكن كان سريعا تحسنت ... رغم ذلك كنت أشعر باكتئاب خفيف وبعض الوساوس التي تجاهلتها كأن أؤذي ابنة أخي وأسرق والخوف أني عندي حبوب في منطقة الحوض كل هذا كان في عطلة الصيف وكل كان رحمة كان خفيف.
المهم حالتي تدهورت بشكل أكبر في ثاني سنة بالثانوي حيث كنت أدرس عادي وبتفوق وأقرأ روايات كثير منها رواية ذكر فيها موضوع عن التحرش فأقول أنه من الممكن أن يكون هذا هو السبب ... إذ ذهب عقلي لذكرى بصراحة لا أدري إن كانت موجودة في الأصل!! تذكرت أني كنت ألعب مع بنات عمي وأخيهم الذي يكبرنا وكان يدعوني إلى الاختباء فسرعان ما بدأ عقلي بتخيل مشاهد الاعتداء والتحرش ويذكر أن هذه الذكرى لم تكن في بالي من قبل ثم صرت أبحث عن دليل فوقعت في فخ وسواس البكارة خصوصا أن عقلي استغل أنني في إحدى مرات طفولتي سقط مني نقطة دم بل ذهب عقلي لذكرى كنت نائمة بجانب أبي فوسوس لي أنه تحرش بي ثم تطور الأمر لوساوس تجاه الدين كسب الذات الإلهية تعذبت كثيرا وحاربت كثيرا وحاولت أن أدرس وأعمل بجد بل مارست هوايات كثيرة ظنا مني أني أحارب الوساوس وبالفعل كانت تأتني الوساوس بشكل شديد خصوصا منها المتعلقة بذكرى لعبة الغميضة ... تقبلت كل هذه الحالات وحاولت تعلم العلاج السلوكي المعرفي من اليوتيوب وتحسنت واعتدت على أن تذهب الحالة وتعود بمعنى خلال عده المدة كانت حالتي النفسية تستقر خصوصا لما أقرأ القرآن بل أشعر بسعادة وتبدو لي أفكار سخيفة وبعد مدة تعود نفس الأفكار فأبكي بشدة وألتزم البيت وأكتئب لدرجة أبتغي أن أنتحر فيها .
لكن ما حدث مؤخراً عذبني أكثر ففي هذه السنة اضطربت حالة أختي كثيرا وصار الجو مرعبا فصرت متوترة جدا وأثناء ذلك زارتني بنت عمتي التي لم أراها منذ الصغر فتذكرت أني وهي لما كنا بعمر سبع سنوات كنت جالسة عليها فعقلي أدخلني في متاهة أسوء بحيث التساؤل من أين تعلمت هذا وصرت أتخيل أنه خالي وإخوتي وأبي بل حتى البنات إخواتي في نفس الوضع اللي عملت وأحيانا عقلي يربطه بابن عمتي وأيضا عقلي ذهب إلى ذكرى قبلتني فيها بنت خالي واحنا صغار فصار عقلي يقول لي أني شاذة.
اكتأبت حينها أكثر ثم صار تجيني أفكار أكثر مثلا في نسب أهلي هل أبي هو نفس أبي الحقيقي البيولوجي؟ وأني سحرت من طرف أحد ما وأني قمت بجريمة صرت أتخيل كثير مشاهد مثلا مشاهد خيانة بين أخي وزوجته لدرجة صرت أكتب ما أتخيله ومثلا حلمت مرة بحلم وصار عقلي يحسسني أنه حقيقي وصرت أطرح تساؤلات عن الفرق بين التذكر والتخيل وكيف نميز بينهم ... عقلي يستغل ذكريات الطفولة ويقوم بتخيلات.
حاليا نفسيتي مضطربة أشعر بنوع من الكره تجاه أختي لأنها تسببت في حالتي ولكن أتمنى لها راحة البال وأشفق عليها ... أشعر بأني ضائعة فقد ضاعت سنوات من عمري بسبب حالي هذا أشعر أني مكثفة وأخاف أن أؤذي أحدا ... أفكر في الانتحار لكن لا أستطيع ذلك، أختي تهدد به ليل نهار.
لا أنا أستطيع العمل لم يساعدني أحد من أهلي ولم أستطع أن أزور طبيبا كما لدي تخوف من الدواء وكما أنه أغلب أطباؤنا سيؤون لا يستمعون للمريض .
كأن الأمر يحتاج لمعجزة سواء على المستوى المادي والنفسي والأسري.
14/7/2022
رد المستشار
شكرًا على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
رحلة الإنسان في هذه الحياة وعافيته النفسية تتأثر بعدة عوامل نفسية واجتماعية وسلوكية وبيولوجية. لا شك بأن بيئتك الاجتماعية لم تكن مثالية بسبب وجود ضغط نفسي مستمر مصدره مرض أختك٬ ولكن رغم ذلك لم تكن طفولتك غير السعيدة وتلقيت رعاية عائلية يصعب انتقادها.
تشيرين إلى أن الضغط النفساني مصدره أختك٬ ولكنك في نفس تكثرين من إسقاط اللوم عليها. لا يمكن إنكار العامل البيولوجي الذي يفسر التاريخ العائلي للأمراض الطبنفسية ويعني ذلك وجود جينات تؤهله للإصابة باضطراب نفسي. مع اقتراب الإنسان إلى منتصف أعوام المراهقة تجتمع العوامل أعلاه ويعاني الإنسان من اضطراب عقلي وهذا ما حدث معك.
هناك أعراض وجدانية ووسواسية وربما ذهانية. ما يثير القلق في رسالتك هو تدهور حالتك الوجدانية إلى موقع اكتئابي جسيم والتفكير بالانتحار. لا تحتاجين إلـى معجزة لمراجعة مركز للطب النفسي حيث تعيشين لاستلام العقاقير اللازمة للسيطرة على الاكتئاب والأفكار الوسواسية والوهامية أولا. لا يوجد علاج آخر وبعد استقرار حالتك لا بد من السعي للتعامل السليم مع بيئتك وتطوير نفسك والمضي قدمًا نحو أحلامك.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
خطة علاج الاكتئاب الأولية
هل مضادات الاكتئاب عقاقير فعالة؟
التعامل مع الاكتئاب(1-2)