أكره عائلتي
أنا فتاة أبلغ من العمر 18 عاماً، نشأت في عائلة مفككة الأم مريضة نفسياً كان الله في عونها لا تهتم إلا بالطعام والشراب والملابس لا تهتم بنفسية أولادها إطلاقاً والأب متزوج من اثنين غير أمي ولا أراه إلا بضع ساعات في الأسبوع وعندما يأتي يظل ينظر للهاتف ولا يعيرني أي اهتمام.
عصبي للغاية يرفض دائما أن أصادق الفتيات في المدرسة حتى بنات أصدقاؤه يرفض أن أتحدث معاهم يقول دائما لا حاجة لمصادقة الغرباء يمكنك مصادقتي وأنا أصلا لا أراه إلا نادراً أصبحت أكره الجلوس معه للأسف وأكره أمي وأشعر دائما أنها السبب في كل هذا لأنها هي من قبلت بهذا الرجل من البداية.
تعرضت للتحرش أكثر من مرة على يد زوج أختي ولم أستطع البوح لأحد كرهت أختي ولم أعد أحب النظر في وجهها كرهت نفسي وكرهت عائلتي حاولت للأسف الانتحار لكن الحمد لله فشلت وعلمت أنه خطأ وتبت إلى الله أسأل الله أن يقبل توبتي
لكني الآن مشتته جدا ووحيدة ليس لدي صديقة ولا أخت أشاركها ما بداخلي أشعر دائما بالوحدة أسأل نفسي عن سبب وجودي فلكل إنسان مهمة مكلف بها هنا أليس كذلك؟ أحب الجلوس بمفردي أفكر كثيراً في كل شيء سريعه البكاء تارة أصبح جيدة وأشكر الله على جميع النعم التي أعطاني إياها حتى إن لم تكن عائلتي جيدة أحاول أن أعاملهم بلطف فيكفي أنهم أنجبوني
وتارة أخرى أكره حياتي وكل من حولي وأصبح عصبية جدا
أرجو منكم النصيحة فأنا لا أفهم نفسي ولا أعلم ماذا أفعل مع أبي وأمي
أغلب الأوقات لا أحب الجلوس معهم
17/7/2022
رد المستشار
أهلا بك "مريم" لقد كتبت هذه الرسالة إلينا بعد رحلة معاناة وكفاح أراها:
كافحت ضد الانتحار حتى أدركت عدم جدواه
كافحت التحرش، وعليك مواجهة المتحرش بقوة ووضع حدود مهما كانت محاولاته
كافحت غياب الأب، وحاولت بناء حياة وتكوين صداقات
دخلت في صراع بين حقوق الوالدين وبين مواجهتهم في بعض التصرفات
وصراع بين احتياجك لأختك وإساءة زوجها لك
وصراع بين الإحساس بكره وغضب موجه نحو العائلة وبين شعور باحتياجك لهم وعرفناك بفضلهم مهما قصروا في حقك ورعايتك
وحيرة وتأمل وبحث عن قيمة الحياة والهدف منها وسبب وجودنا
ولديك رغبة في التخلص من بع التصرفات كحالة الوحدة والعصبية، أمر جيد أن يدرك الإنسان شيئا عن نفسه واحتياجاته
بداية ذلك هو أن تتقبلي عصبيتك كانفعال وردة فعل، وتتعافين منها في أقرب فرصة بالاعتذار إن أخطأت أو تصحيح الموقف إن قصرت أو شرح سبب انفعالك وهكذا
كلنا ندخل في صراعات، المهم أن نحاول فهمها وحلها بطريقة واقعية، فوجود أسرة لك مهما كانت ظروفها أمر جيد، والحفاظ على حقوقك والمطالبة بها حق لك، إساءة الزوج تستحق المواجهة والمتحرش ضعيف وخائف وإن بدا عليه غير ذلك، وأختك ستظل أختك المهم أن تحمي نفسك، ولا تخجلي من شيء. حاولي تلمس المساندة من أمك ولو بالقليل، إن لم تتقبلي هذا الآن فأجلي ولا تحسمي موقفك تجاه أحد من أقاربك الآن.
الوحدة تعالج بمشاركة الآخرين في أنشطة الحياة بمجرد الإحساس، ولو كان بسيطا، فسيرك في الشارع وإحساسك بأنك واحدة بين هؤلاء السائرين هذا ينافي الوحدة، سؤالك عن صديقة قديمة أو تلقي الصباح على جارتك هذا ينافي الوحدة، الخروج من الوحدة سيأتي تدريجيا من اهتمامك بنفسك ورعايتك لاحتياجاتك البسيطة
أنت الآن أنهيت الثانوية ومقبلة على مرحلة جامعية، لم تتحدثي عن ذلك، وهي حياة جديدة ثرية، لم تتحدثي عن هواياتك، عما تتمنين تعلمه وما تريدين ممارسته من هوايات أو ألعاب، لم تتحدثي عن أي تجمع آمن تلتقين فيه مع أقران متقاربين في العمر معك.
أعود وأذكرك أنك مررت برحلة صعبة والرحلة مازالت مستمرة، وفيها نجاحات وفيها ضغوط، المهم أن تري أمامك هدفا ولو بسيطا وتتمسكين به، هذا قد يهبك الحياة والحيوية ويجدد لك الإرادة، ويمنحك إحساسا بذاتك.
فما هذا الهدف؟ ما تلك الأمنية؟ ما المتاح لديك لتفعليه؟ ما مهاراتك الحالية؟ لا تستهيني بتلك الأسئلة وهي جديرة بأن تفكري فيها كثيرا كما تفكرين في الهموم والضغوط.
وإن شاء الله تطمئنينا عليك وعلى خطوات أفضل في رحلتك
واقرئي أيضًا:
أنا وعائلي والحصاد المر!
ملف تأكيد الذات