عندي وسوسة كثيرة
أنا عندي وسواس حاد وقوي في كل شيء وأتاني فجأة بسبب محاولة التركيز في الصلاة فأصبح ليس في الصلاة وحسب وإنما صار في كل شيء ولا أدري ما هو الحل؟
حتى أصبحت أخاف من الموت على الكفر لأني لا أعمل شيء إلا وعقلي منشغل بأن هذا العمل لهذا الشخص أو لأجل فلان أو لهذا الشيء تعبت وأنا أحاول التجاهل فلا أستطيع التجاهل ولا أقدر على التعايش هكذا
وحتى لا أستطيع التكلم إلا وعقلي يقلب ما أقول فإذا أردت قول الله نفسي تقلب الكلمة لشيء ثاني والمشكلة إني مرات أقولها عمدًا وأخاف بعد ذلك أني كفرت حتى مرات لا أدري هل أنا متعمدة أو لا ومرات حقًا أتعمد ولا أدري لماذا تعمدت؟
وعندي شيء آخر وهو الرمش والتنفس عندما سمعت أن هنالك أشخاصا يقومون بالإيماءات بالعين عند الصلاة للمرضى قام عقلي يقول أنا أومأ لهذا الشيء إذا رمشت وكأني عبدته وتعبت من متابعة حركات عيني كي لا أكون فعلاً أدت هذا
المشكلة أني عند التجاهل نفسي تريد الفعل ولا أدري لماذااااا وعند التنفس يوهمني عقلي أن حركة ارتفاع الصدر عند التنفس أيضاً إيماء
وأنا أدري إن ما أقول ليس بشيء أصلاً، ولكن عقلي مقتنع بهذا فما الحل؟
21/7/2022
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Myam" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
أصاب وأثيب من أرشدك إلى مجانين، ولعلك قرأت قبل أن ترسلي لنا صفحات من الموقع، أو أرسلت لنا ورحت تقرئين في صفحات الاستشارات العناوين فتجدين ردودا على ما تسألين وتطئنين أكثر مما كنت تظنين... الله أعلم ماذا فعلت.
أنت انزلقت من رغبة صادقة محمودة في التركيز في الصلاة، والصلاة في جوهرها تركيز في صلتك بالله جل وعلا، إلا أن الرغبة ربما كانت مفرطة في معاييرها أو شابها ما شابها بحيث وقعت في وسواس جعل التركيز في الصلاة مستحيلا والإعادة كل مرة تحتاج إعادة ... ثم توسع بك إلى الرغبة في التركيز في نيتك للأفعال والأقوال أي أنك تفعلين الفعل لله عز وجل فتكتشفين أن عقلك يقول لك بل تفعلينها لأجل كذا أو كذا (أي لغير الله) وبالتالي تشكين في نيتك للفعل وتوقعين في فخ الموسوسين الشهير تفتيش الدواخل فإذا أردت أن تعرفي ما إن كنت تريدين الكفر بنفسك تفاجئين بعجزك عن التيقن أنك لا تريدين الكفر وربما وجدت أنك تريدين فلا تستغربي ذلك وحاولي عدم الانزلاق في التفتيش داخلك، فأنت غير محاسبة لا على نية ولا تعمد ولا إرادة ولا أي مما يعفيك منه "عمه الدواخل".
اقرئي جيدا ما يلي:
وسواس الكفرية : حتى النطق بالكفر ليس كفرا
ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل
ط.ب.ح.د × و.ذ.ت.ق وتسأل هل هذا وسواس؟
وسواس الكفرية: الموسوس بالكفر لا يملك حق الكفر م
تقولين (لا أستطيع التكلم إلا وعقلي يقلب ما أقول فإذا أردت قول الله نفسي تقلب الكلمة لشيء ثاني) ... هذا شكل مشهور من أشكال وسواس الكفرية وهو قلب الكلمات المقدسة أو لفظ الجلالة إلى غير ذلك (أيا كان حسب مستوى الإرعاب الذي يحتاجه الشخص) ... والذي يجد نفسه مدفوعا للتثبت من مشاعره الإيمانية فيعمه في دواخله وتلتبس عليه مشاعره ويملؤه الخوف والسخط.
يدور سؤالك الجوهري حول كيف أتجاهل؟ وأنا عندما أتجاهل أجد نفسي تريد الفعل؟ وقد بينا لك أعلاه كيف أن الوسواس بلغة أخرى يلبس عليك دواخلك ويشككك في كل ما تجدين أو لاتجدين فكيف نحكم نحن بأنك تريدين الفعل ونحن نعرف أن الإرادة التي تستشعرين ليست بملكك ولا أنت بما تجدين تقتنعين وتستريحين... وكلما حاولت أكثر عمهت أكثر أي احترت واختلط عليك الأمر... بالتالي عليك تجاهل الأمر ولا توجد عليك أي مسؤولية شرعا لأنك غير مكلفة بالرد على مثل تلك الوساوس ولا حتى تحاشيها العكس هو الصحيح ... افعلي كل ما تعرفين أنه سيزيد حدة الوسوسة ثم أهمليها تمام الإهمال ولا تنظري خفوتها بسرعة بل توقعي منها ازديادا ولا ينفعك معه إلا التجاهل والإهمال.
وامتدادا لمسار التهديد بالشرك (والرياء) تقولين (عند التنفس يوهمني عقلي أن حركة ارتفاع الصدر عند التنفس أيظاً إيماء) ... إذن تومئين برمش عينك وحركات صدرك لغير الله أليس كذلك؟ وما يعرف جفن عينك ولا جدار صدرك من إله غير الله ... وتنزلقين نتيجة لذلك في فخ مراقبة التنفس ومراقبة الرمش أو حركات الجفنين وضبط إرادتك ونيتك... وأنت كما فَهَمْناك (عسى تقتنعين) عن تمميز ما بداخلك تعجزين وبالتالي لا تشركين ولا تكفرين فأنت غير مكلفة بأيٍّ مما تفعلين.
وأخيرا (وأنا أدري أن ما أقول ليس بشيء أصلاً، ولكن عقلي مقتنع بهذا فما الحل؟) الحل أن تعرفي أن الموسوس البائس فقط هو الذي يصر على الاقتناع رغم أنه مقتنع.. فالواقع أنك مقتنعة لكن لا تستطعين التثبت والتيقن من قناعاتك لأنها كغيرها جزءٌ من الدواخل... هناك ما يحول بينك وبين قرائتها بثقة ووضوح، وهناك كذلك مشاعر اللا اكتمال وإ.ل.ص.ت التي تشبه إشارات خطأ تشعرك بعدم الاقتناع رغم القناعة بالمنطق... فلا تقعي من فضلك في فخ أسميه "فخ ضرورة الاقتناع" ... وتذكري أن الإيمان بالعقل لا العواطف ! أو المشاعر ومنها شعور الاقتناع وهذا بالنسبة للموسوس ليس دائما متاحا، فتعقلي وتقبلي عجزك هذا حتى تعالجيه.
كل هذا يحتاج إلى تواصل مع طبيب نفساني لتحديد التشخيص الأدق والأشمل ثم وضع الخطة العلاجية، العلاج ممكن ومتاح فلا تضيعي كثيرا من الوقت خائفة أو محتارة.
وأهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات
ويتبع>>>>: وسواس الكفرية: فخ ضرورة الاقتناع! م