تعبت خلاص
بالله عليكم أريد الجواب، أولا شكرا لكم على مجهوداتكم الطيبة، ثانيا مشكلتي هي:
أنني شاب في مقتبل عمري.. مستمر على حفظ القرآن.. وأحب قراءة الكتب الإسلامية.. وأصدقائي ينظرون إلي نظرة فرح وبهجة أني مهتم بعلوم العربية والإسلام، يقولون أني أفضل منهم، ولكن الحقيقة ليست كذلك.
أنا أعترف أني شخص سيء، أنا لست كثير الخروج من المنزل، لذلك أكون على الهاتف طيلة الوقت، إما للقراءة في كتب pdf، أو كتابة شيء... ولكن منذ سنة وجدت برنامجا للدردشة مجهولا، لا أحد يعرفني.. فمن الملل قمت بعمل حساب أنثى وسميت نفسي باسم بنت، وصرت أتكلم مع الشباب كأني بنت.. وحاولت أن أكون لطيفا في الكلام حتى لا أحد يعرف منهم أني شاب وأن هذا حساب وهمي.. فتماديت حتى صرت أمارس الجنس الكتابي مع الشباب الذين يريدون ذلك.. وأمارس معهم هذا كأني بنت.. حتى نقضي شهوتنا وننتهي
أما الشباب المحترمين على البرنامج كنت أتكلم معهم على أني بنت.. ولكن أحببهم في الدين وأنصحهم ويستجيبون معي فعلًا.. ثم مرت سنة على هذا المنوال.. وكلما أحذف البرنامج أرجعه مجددا صرت مدمنا على البرنامج.. والذي يجعلني مدمنا عليه أني أتكلم مع أناس من مختلف العالم ولا يعرفونني.. فأجد حريةً في الكلام.
لكني في الحقيقة أنا فحل ورجولي.. وأتمنى أن أتزوج امرأة أقضي شهوتي معها.. فوالله أشعر أني مغلوب ومقهور.. كأني عبد لشهوتي.. بعدت عن العلم وعن عبادة ربي.. فهل هذا طبيعي؟
وهل فعلي هذا يدل على أني في الحقيقة هكذا؟
هل أنا هكذا منافق؟
هل إذا أحد إخوتي علم بفعلي هذا ما سيكون ردة فعله؟
كيف أتخلص من البرنامج الذي أهلكني وأبعدني؟؟؟
دائما ما أشعر بشعور الاحتقار وجلد الذات وأعيش في حالة نفسية من الحزن والقلق والتوتر بسبب برنامج أنا الذي أوقعت نفسي فيه.
فهذه أسئلة وكلام كان في داخلي... بالله عليكم أريد الجواب
28/7/2022
رد المستشار
صديقي..
تقول في نهاية رسالتك: "دائما ما أشعر بشعور الاحتقار وجلد الذات وأعيش في حالة نفسية من الحزن والقلق والتوتر بسبب برنامج أنا الذي أوقعت نفسي فيه. فهذه أسئلة وكلامي كان في داخلي... بالله عليكم أريد الجواب"
يمكنك أن تقلع عن كل هذا إذا ما غفرت لنفسك كل ما مضى وأن تختار طريقا آخر غير الهروب من الحياة عن طريق سجن نفسك في دائرة مفرغة من استخدامك للبرنامج ثم الشعور بالذنب واحتقار الذات ثم الهروب من هذا الألم عن طريق المتعة الوحيد التي أتحتها لنفسك من خلال هذا البرنامج.
البرنامج يعطيك متعة التخفي وراء شخصية وهمية ومغيارة لك... المعنى أنك تريد أن تمارس الجانب الآخر من نفسك... وهذا شيء طبيعي وصحي في حد ذاته ولك الطريقة والقدر والتوجه والنية هو ما يجعل ما تفعله خيرا وشرا.
إن كان هذا التخفي ممتعا لأنك تخاف من رأي الناس فعليك أن تفكر مليا في سبب هذا الخوف وأن تقبل أنك لن ترضي الجميع مهما فعلت.. ولكن ما هي نظرتك لنفسك وكيف تحسنها؟.. وإن كان ممتعا لأنك تثبت أنك أذكى ممن تخدعهم وتستدرجهم للجنس الكتابي فهذا لن يريحك ولن يطمئنك على ذكائك مهما حدث لأنك تعلم أنك تخدعهم وتوحي إليهم بما هو ليس حقيقيا... هذا استعمال سيء للذكاء ... تقمصك لدور المرأة قد يكون لمجرد الفضول عن ما تحسه المرأة أثناء الجنس، وقد يكون أن تريد الإغواء الأنثوي فتمارس ما تتمنى أن تمارسه معك امرأة تحب الجنس (بالمناسبة سوف تجد إحداهن على نفس البرنامج) ... الحياة الحقيقية ليست في برنامج يدور حول الوهم والخيال... ما الذي يجعلك تخاف من الحياة هكذا؟
أنصحك بأن تعود لما هو صحي في ماضيك مثل قراءة القرآن والكتب الإسلامية ولكن لا تحصر نفسك في الدين فقط... لقد خلقك الله في هذه الحياة لكي تعيشها وفي نفس الوقت تبتغي الدار الآخرة ورضوان الله ... ارتكاب الأخطاء شيء لا بد منه في كل البشر... من من البشر سوف يرحمه الله ومن سيغفر له خاطاياه إن لم يخطئون؟؟
الإصرار على تكرار الخطأ بلا سبب جيد يؤدي إلى العواقب الوخيمة.. الأمر من اختيار البشر بالكامل.
أنصحك بأن تستمر في الصلاة وقراءة القرآن والكتب الإسلامية والكتب التي لا تتحدث عن الدين.. حتى وإن استمر استعمالك للبرنامج.. ركز على أن تكون نيتك هي طلب الهداية والاعتدال والمصالحة مع النفس بصدق والاعتراف بالخطأ ومحاولة فهم أسبابه.
عليك أيضا بالانخراط في عدة هوايات واهتمامات لكي تعيش الحياة وتتعلم من خبرات مختلفة وليس لكي تشغل نفسك عن البرنامج.
عليك أن تعيش بما يرضيك عن نفسك ويرضي الله.. عليك بالصدق فالصدق ينجي.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب