نصائح دينية
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، الإخوة في موقع مجانين، عانيت من بعض الأسئلة في ذهني عن الأمور الغيبية في الدين وأخاف أن يكون قد طرأ عليّ شكٌ لا قدر الله.
أنا أبحث فقط ليطمئن قلبي ما حكم هذا؟؟ أحس عقلي مقتنعا بالدين بس الشعور بالشك عندما أدعو وأتعبد أحس بشيء داخلي يقول لي أنت غير مؤمن هل الشيطان يلقي الفكرة فقط أم يوثر على الشعور؟
هل نحاسب على الشعور؟ الشيطان يستعين بوسوسته لي بالحس لا بالعقل
ما الحل؟؟؟
29/7/2022
رد المستشار
الابن الفاضل "Zool sudani" وإن كانت "زول" لوحدها تكفي لنعرف أنك واحد من أهلنا في السودان الحبيب، أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة الاستشارات بالموقع.
بداية نحن نحاسب على ما نملك فعله أو عدم فعله من سلوك أي نحاسب على السلوك الإرادي ونحن بكامل الوعي والإرادة، لا نحاسب على الأفكار ومنها الشك كله ولا على المشاعر ولا على اجتماعهما معا في حديث النفس... وتوضيحا أو ردا على تساؤلك (عانيت من بعض الأسئلة في ذهني عن الأمور الغيبية في الدين) أقول: هذا أمرٌ طبيعي يحصل لكل مؤمن بالله وعلى استطرادك (وأخاف أن يكون قد طرأ عليّ شكٌ لا قدر الله) ... أقول: من الطبيعي أيضًا أن يطرأ الشك على الإنسان المؤمن الصحيح ... فمادام الشك فكرة أو أفكارا لا تأثير لها على العبادة أو السلوك فلا يجب أن يخافه المؤمن لأنه دليلٌ على الإيمان لا على عكسه... وكل هذا في الإنسان الصحيح الخالي من الوسوسة المرضية... فهل ما زلت تسأل عن حكم هذا؟!
وأما وصفك الدقيق لكيفية الوسوسة (أحس عقلي مقتنعا بالدين بس الشعور بالشك عندما أدعو وأتعبد أحس بشيء داخلي يقول لي أنت غير مؤمن) لا فض فوك يا "زول" هذا بالضبط ما يحدث إنسان مؤمن يدعو فيداهمه الشك فكرة فيلجأ مباشرة لنفيه من خلال استبطان شعوره بالإيمان فيزداد شكا لأن يعمه (يرتاب ويتحير ويشك) في الدواخل أي أنه كلما حاول استبطان أي محتوى داخلي (مثلا: النية القصد الإيمان الحب الكره الذكريات...إلخ) هذا هو ما يجعل الإنسان معرضا لتحول الفكرة (أو الحدث العقلي) العابرة إلى فكرة وسواسية... وذلك أن الإنسان الصحيح (غير الموسوس) عندما يداهمه الشك فكرة يستطيع إبقاءه فكرة لا تؤثر لأنه يستطيع بكل سهولة استبطان مشاعره الإيمانية (يستبطن دواخله فلا يعوقه ما يعوق الموسوس) وتبقى الفكرة فكرة عابرة، بينما الموسوس يعجز عن التيقن من إيمانه فيقع في شراك الشك وتصبح الفكرة فكرة وسواسية ولأن هذا مرض معيق فإنه يسقط التكليف عن الموسوس في موضوع وسوسته.
هل الشيطان يلقي الفكرة فقط أم يوثر على الشعور؟ واقعيا نجد قدرة للوسواس القهري على إلقاء الفكرة والصورة والنزعة والأحاسيس الكاذبة والتي تدعم صحة الفكرة (يستعين بوسوسته لي بالحس لا بالعقل) إضافة للرغبة في الخلاص من وقع ذلك بفعل ما... ولكن الأهم هو طريقة الشخص في المرور بهذه الخبرة فلنأخذ مثلا من غسيل اليدين مع فكرة أن يدك ملوثة .... الشخص الطبيعي يعرف أن يده غير ملوثة ولا يهتم!! بينما المريض بالوسواس جاهز للشك في أن يده ملوثة (رغم علمه أنها نظيفة) وهو إما عاجز عن التيقن من نظافتها في اللحظة، أو التيقن من تذكر تلوثها من عدمه سابقا، أو عاجز عن الشعور باكتمال نظافتها أو هو يراها نظيفة ولكن لا يشعر أنها نظيفة! فهل ترى الوسواس قادرا على التأثير في الشعور أم لا؟
اقرأ على مجانين:
ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل
الحل هو أما أن تكون بعد ما قرأت أعلاه قادرا على التجاهل الكامل والمستمر والواثق حتى تخفت أعراضك أو تنهتهي... أو فإن عليك بلا أدنى شك أن تتواصل مع طبيب نفساني وتبدأ العلاج.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات
ويتبع>>>>: الشك في الغيب : عمه الدواخل والوسواس القهري م