ثنائي القطب والوسواس القهري
اكتشفت من حوالي سنتين أني مصاب باضطراب ثنائي القطب والوسواس القهري، مبدئياً أهلي أقارب وأعتقد أن هذا لم يكن له التأثير الأكبر عليّ إنما كان على إخوتي، أخويا الأصغر مصاب بطيف توحد، أما ثنائي القطب فانتقل لي بطريقة غير مباشرة من والدتي فهي مصابة بالقولون العصبي أخذت هذا منها أولاً -والحمد لله على كل حال- شدة هذه المتلازمة عند أمي لا تقارن بما أعانيه والذي تسبب مع الوقت بإصابتي بثنائي القطب
أما الوسواس القهري فورثته من أمي، ولكن ليس بنفس الحال أيضاً فالذي عندها هو مجرد وسواس نظافة وترتيب لهيئة البيت مثلاً بالشكل الذي تستريح له، أما الذي عندي فهو موضوع آخر أكبر من فهم واحتمال عائلتي التي بالمناسبة بعد أكثر من سنتين من تفهمي للواقع الذي أعيشه وإخبارهم بما أمر به لم يفهموا الأمر بعد
حين اكتشفت ما أصابني فهمت أنه كان يرافقني منذ الصغر، لكن ليس بنوبات الاكتئاب التي تكاد تُجهز على حياتي الآن ولا نوبات الهوس التي أعيشها منذ أربع سنوات تقريباً.... فهمت الأمر من تصرفاتي صغيراً، من شخصيتي في طفولتي، من كثرة كلامي الذي لا معنى له، من طلبي المبالغ فيه لكثير من الأشياء (تبذيري) وغيرها من الأشياء التي ترهق تفكيري وتعيي عقلي حتى أصبحت قدماي تتورمان من كثرة التفكير (هكذا قال لي الطبيب-طبيب أوعية دموية-) والتفكير لا يقتصر على الماضي بذكرياته وما فيه إنما في كل شيء، فهذه الاضطرابات لا تترك عقلي وشأنه، ففي كل مرة تقريباً أقيس فيها ضغط دمي أجده ١٥٠على١٠٠ تقريباً
ما ذكرته حتى الآن مجرد عناوين تحوي الكثير من المآسي، فتأثرت شخصيتي بشكل كبير وتعاملاتي مع المجتمع هذا موضوع آخر ملخصه أني أصارع وحدتي، لا أحبها ولا أحب أن أكون مع الآخرين بسبب المشاكل التي يسببها ثنائي القطب والوسواس القهري في التواصل مع الناس من كلام لا يجب أن يقال، وانعدام الثقة بالنفس بالإضافة إلى إصابتي منذ الصغر بـ Acanthosis Nigricans (الشواك الأسود) ... عجيب ما يمليه عليّ عقلي فهناك أكثر من هذا أريد أن أتحدث فيه، ولكن يبدو أنه يبقيه لي كي يسلي وحدتي واكتئابي.
أود أن أذكر في النهاية أن ما أنا مصاب به من متلازمات واضطرابات يقف عقبة في حياتي لا أستطيع أن أتصرف بشكل طبيعي ولا أتمكن من المضي قدماً هكذا، وإذا كان الحل في الذهاب إلى الطبيب فقد ذهبت إلى أكثر من طبيب وكان من المفترض أن أبدأ في تلقي العلاج لكن كما أعرف عن نفسي أن نَفَسي قصير ولا أستمر
فهل دخولي المستشفى والبقاء هناك حتى تتحسن صحتي هو الحل الأمثل أم أحاول مرة أخرى مع طييب؟
مع أني أجدها محاولة غير مجدية لعدم استمراريتي
31/7/2022
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "M. A. M" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
إفادتك يا ولدي لم تفدنا إلا بكل الأخبار المحبطة: أنك مريض بثنائي القطب والوسواس القهري ولديك تاريخ عائلي للاضطرابات النفسية، وغير ملتزم بالعلاج ولديك مشاكل في التواصل مع الناس، وأخيرا تعاني من الشواك الأسود الذي تبدو مضخما لتأثيره الاجتماعي.
الأكثر جلبا للأسف هو أن مناجزة كلا الاضطرابين (الثناقطبي بشقيه الاكتئابي والهوسي واضطراب الوسواس القهري) هي مناجزة حياتية، يعني لا تنجز في مستشفى لأنك لا يمكن أن تعيش في المستشفى للأبد... لك أن تقدر حجم الأسف بنفسك حين تصفها بقولك (أعرف عن نفسي أن نَفَسي قصير ولا أستمر) وحين تسأل أيضًا (أم أحاول مرة أخرى مع طييب مع أني أجدها محاولة غير مجدية لعدم استمراريتي؟).
عدم استمراريتك في العلاج سواء جانبه العقَّاري من موازنات المزاج أو السلوكي المعرفي معناه استمرار حياتك معرضا للاضطراب في أي وقت وربما بمعاناة مستمرة... لذلك فإن عدم استمراريتك هي الأولى أولا بالعلاج من خلال العمل مع معالج سلوكي معرفي ... ويمكنك بعد ذلك أن تبدأ رحلة العلاج الناجح للثناقطبي والوسواس القهري وهي رحلة تبدأ ... لتستمر وتستقر أنت وتستمر ... ولا تنتهي.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.