السلام عليكم ورحمة الله..
سؤالي كالتالي: أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما، شاءت الأقدار أن يكون ترتيبي الأولى في أسرتي، وجعلني ذلك أهتم كثيرا بأمور إخوتي الصغار، وجعلني ذلك أتحمل المسؤولية من وقت مبكر جدا، وأكون حازمة معظم وقتي، خاصة أن إخوتي بنين
بالنسبة للأب سامحه ربي فهو لا يفكر في أولاده مطلقا، لذلك قدمت الكثير من أجلهم.. لم أستطع أن أعيش فترة مراهقة كباقي جيلي، ولا أعرف هل هذا صحيح نفسيا أم لا؟ .. ارتبطت بأول شخص تقدم لي ليس هربا من شدة ظروفي، ولكن خشيت أن أجحد نعمة ربي علي، خاصة أنني علمت أنه يريدني منذ خمس سنوات، ولم يصرح بذلك حياء منه؛ ولأنني مؤمنة أن لكل بنت نصيبها.
المهم أنني لا أشعر بأي مشاعر تجاه هذا الشخص.. لا أعرف.. أحيانا أقول أنا عقلانية جدا ولا أعرف معنى الحب والمشاعر وكل ما يخص الأحاسيس.
من فضلك.. ماذا أفعل؟
هل أحتاج إلى مختص نفساني أم ماذا؟
28/7/2022
رد المستشار
بالنسبة للجزء الأول من سؤالك هل صحيح نفسيا أن تتحملي المسؤولية في هذا الوقت المبكر؟ فأجيب عليك وأطمئنك أن هذا النموذج الذي تعيشين فيه هو تجربة صحيحة نفسيًّا مائة بالمائة، وأن المراهقة تعني بداية التحمل الحقيقي للمسئولية.
ولا تعني كما يظن البعض أنها فترة جنون واستهتار، وأتصور أن الظروف التي مررتِ بها كانت في صالحك، في الحاضر والمستقبل، وزادتك نضجًا وخبرة وهي تجعل منك أمًّا وزوجة صالحة، هذا بالإضافة إلى الثواب العظيم الذي يدخره لك الله -سبحانه وتعالى- للعمل النبيل الذي قمتِ به مع أسرتك.
أما بالنسبة للجزء الثاني من السؤال: فأنت لست مضطرة للقبول بالارتباط بشخص لمجرد أنه يريدك منذ خمس سنوات؛ لأن الزواج شرعًا إيجاب وقبول، ولا بد أن يكون الطرفان سعيدين به، ولا يعتبر الرفض هنا جحودًا بنعمة الله، بل إن هذا هو ما أمر الله به.
وكثير من الصحابيات رفضن صحابة؛ لأنهن كن لا يشعرن بالقبول، وكان هذا وحده سببًا كافيا للرفض.
أما إيمانك بأن لكل بنت نصيبها، فإن هذا هو التواكل المرفوض، أما التوكل فهو أن نعقلها ونتوكل.. نفكر، وندرس الأمر، ونستشير، وفي نفس الوقت نتوكل على الله.
وأخيرًا.. ليس صحيحًا أنك لا تعرفين معنى الحب والمشاعر؛ فالعقلانية وتحمل المسؤولية لا تلغي المشاعر، وإنما فقط تجعلها أكثر هدوءًا؛ لذلك لا تتعجلي ثورة المشاعر بداخلك، فكل مرحلة لها طبيعتها، ومستوى المشاعر التي تناسبها.
مرة أخرى.. إذا كنت لا تشعرين بأي مشاعر تجاه هذا الشخص، وأنك لا تفتقدينه وربما تستريحين عندما يرحل، فلا أتصور أنه من الممكن أن تعيشي معه بقية حياتك.
لا مانع أن تعطي نفسك فرصة لمقابلته عدة مرات؛ لعله يحدث درجة من القبول، فإن لم يحدث هذا فلا داعي للارتباط.