استشارة دينية عن الوسواس القهري والكفر والخلود بالنار
أرجو أن تجيبني د رفيف الصباغ أو أي شيخ مسلم.
أعاني من الوسواس من أكثر من عشر سنين جائني في العبادات والعقيدة وغيرها... يتحسن كثيرا ثم يعود .. أستخدم أدوية نفسية وأتابع مع أطباء ومعالجيين نفسيين في أمريكا.. لكن الوسواس يأتيني بشدة أحيانا خاصة في الكفر.
واختلافات العلماء في الكفر والخلود في النار.. مما يجعلني أبحث لساعات طويلة في النت عن فتاوي العلماء وأقارن بينها... مثال قتل المسلم عمدا مع أني أعلم أنه لا يكفر والله يتوب إن تاب. لكن عندما أحس وأنا أقرأ أنه في قول ولو خطأ من العلماء يقول قاتل المسلم عمدا كفر أو لا يتوب الله على القاتل يدخل في نفسي قلق كبير.. مع أني لم أقتل مسلم.
سؤالي: ماذا أفعل حتى يذهب هذا نهائيا؟
على ماذا سوف يحاسبني الله يوم القيامة في كل الاختلافات بين العلماء؟ هل يحاسبني على ماترجح عندي بالدليل؟
بالنسبة للقاتل هل سيحاسبني الله على أنه مخلد بالنار ولايقبل التوبة. أم يحاسبني على ماترجح عندي بالدليل؟
هل ممكن أن أتواصل مع د رفيف الصباغ أو أي شيخ مسلم للأسئلة الدينية.
جزاكم الله خيرا
7/8/2022
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا دكتور على موقعك، شرفت مجانين
أما عن: ماذا تفعل حتى يذهب هذا نهائيًا؟ فالحل هو العلاج المعرفي السلوكي، وغالب ظني أنك تتلقى مثل هذا في أمريكا. وإذا خضعت للعلاج، فالخلاص التام هو المأمول، لكن يكفي أن تستطيع الحياة دون قلق رغم ورود نفس الأفكار الوسواسية عليك.
في مثالك عن القتل، كان ينبغي عندما شعرت بالقلق أن تقطع التفكير وتلهي نفسك بشيء آخر غير موضوع الوسواس. وإذا استطعت أن تفعل هذا دائمًا دون تحاشي القراءة عن حكم قتل المسلم، (لا تحاشي ولا انشغال وبحث)، إذا استطعت وقف الفكرة والالتهاء عنها وعن القلق فقد تم المطلوب، ومع الاستمرار تزول هذه الأفكار نهائيًا بإذن الله. ولا تجزع إذا عادت الأفكار بعد مدة فهذه طبيعة الوسواس كما تعلم، فقط عد إلى تطبيق العلاج السلوكي مرة أخرى، وستزول بسرعة أكبر من المرة السابقة.
وأما على ماذا يحاسبك الله يوم القيامة؟ فهو على أنك مريض وسواس –وهو أعلم بك- ومريض الوسواس واجبه أن يعمل بالرخص، وأن يتبنى الرأي الأسهل، حتى لا يخرج عن الصراط المستقيم بتضييقه على نفسه وأخذه بالأشد.
وبالنسبة لمسألة الترجيح بالدليل فهي للعلماء الكبار وحدهم (يعني ليست لي ولا لغير المختص). و(قول المجتهد بالنسبة للعامي، كالدليل بالنسبة للمجتهد)؛ فلست مطالبًا أن تبحث عن الدليل الراجح عندك، لسبب بسيط: أنك لا تعلم كيفية الترجيح الشرعية، ولم تبلغ مرتبة المجتهد الذي يستطيع الترجيح، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
أعتذر منك، فالتواصل يكون عن طريق مجانين فقط حاليًا
عافاك الله