وسواس النجاسة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكركم على جهدكم المبذول لطالما كان موقعكم الأنيس في معاركي والليالي المظلمة!
أتمنى إحالة استشارتي للدكتورة رفيف الصباغ فقد انتفعت بقراءتي لردودها بارك الله فيها.
أنا عندي وسواس قهري بكل أمور الدين والدنيا ومتأقلمة معه إلى حد ما، لكن منذ أربعة أشهر ظهر عندي نوع آخر غريب وحقيقي أخرجني من مرحلة العصاب إلى الذهان!! وهو وسواس اللزوجة النجسة! بالبداية لمست نجاسة ثم غسلت يدي وأحسست بلزوجة يدي مع أنني غسلتها جيدًا بالماء والصابون ولكن اللزوجة بقيت وبقاء اللزوجة يدل على بقاء النجاسة إذًا أنا نجسة منجسة! والله مهما غسلت يدي تبقى لزوجة أو نعومة بيدي لا تذهب وأغسل يدي لمدة لا تنقص عن عشر دقائق وقد تصل لأربعين دقيقة ومع ذلك لا تذهب هذه الدهنية من يدي!!
فكل شيء لمسته نجسته وكل شيء سألمسه متنجس لأنني قد لمسته مسبقًا! الآن أفتح الأبواب وأمسك الأواني بمنديل لأني إذا لمستها أحس بلزوجة بيدي وهذه اللزوجة تذكرني بالنجاسة السابقة! كل شيء كل شيء ألمسه أحس بلزوجة فيه حتى هذا الجوال الذي أكتب به! أتمنى أن ترحل هذه اللزوجة من يدي حتى أستطيع أن أعيش حياتي كما ينبغي فقد تأذت يدي كثيرا من كثرة الغسل.
أفتيني هل إذا بقيت اللزوجة هذه أو نعومة الصابون باليد بعد لمس النجاسة أو الأدوات المتنجسة طاهرة؟! أريد جوابًا شرعيًا ليس جوابًا يناسبني كمريضة. ولا أظن أنني سأستطيع الخلاص من هذا النوع من الوسواس ليس لكونه جزء من فطرتي بل لأن أختي لا تهتم بأمور الطهارة أبدًا وأسهل ما ترى هي النجاسة تخيلي يا دكتورة أنها تغير حفاظ أبنائها بالمناديل الزيتية فقط ثم لا تغسل يديها بعد ذلك وتبدأ بلمس أغراضنا كالأواني أو تطبخ أو تمسك بالشاحن والمقابض دون أن تغسل يديها من لمس النجاسة!!!
كيف سأتخلص منه وهي تعيش معي بنفس البيت؟ ولا تغسل يديها؟ والمناديل الزيتية تسبب دهنية باليد التي ستطبع على كل شيء تلمسه، وأنا كل شيء سألمسه ستنتقل لزوجته ليدي وأعيش بدوامة اللزوجة الحقيقة التي ستوافقوني هذه المرة بوجودها!
أريد حلًا عاجلًا لأنني أفكر جديًا بالإضرار بعقلي حتى أرتاح!
شكرا لكم
8/8/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "ريماز"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مجانين
دعيني من إحساسك باللزوجة، وتعالي نحتكم إلى العقل والتجربة، برأيك، هل من الممكن أن يبقى شيء على اليد بعد 40 دقيقة من الغسيل والفرك بالصابون؟!!! هذه المدة كفيلة بإزالة الجلد وليس فقط اللزوجة!
ثم لنفرض أن هناك لزوجة نجسة غريبة عجيبة قادمة من المريخ لا تزول بعد كل هذا التنظيف، ألا ترين أن إزالتها فيها من المشقة ما يفوق إزالة لون الدم بمئات المرات؟ وقد عفا الله عما يبقى من لون الدم على الثياب فلا يضر ولا ينجس شيئًا، بالمختصر وجوده كعدمه، وذلك للمشقة في إزالته... يغسل مكان الدم ثلاث مرات واللون المتبقي كعدمه... ألا تستحق هذه اللزوجة العجيبة أن تعامل نفس المعاملة على أقل تقدير؟؟ عزيزتي، لو فرضنا بقاء مثل هذا، فهي لا تضرّ قطعًا وجزمًا، ويدك طاهرة 1000000% . وعن سؤالك هل اللزوجة الباقية طاهرة (في حال فرضنا وجودها ونجاستها) نعم هي طاهرة بعد الغسل بالماء فقط مرة واحدة
ومع هذا ما ينبغي أن تعتقدي وجود تلك اللزوجة المزعومة، ولا أن تطبقي عليها حكم لون الدم المتبقي، لأن هذا منافٍ للعقل والتجربة. وعليك أن تحتكمي إلى العقل وتنفي وجودها، وإحساسك لا يهمنا فهو لا يعدو الأهلاس الحسية، وأرجو ألا تكوني مقتنعة بوجودها إلى درجة القطع، فهنا فعلًا يخشى عليك من الذهان لا قدر الله.
أما أختك، فهي حالة متكررة في البيوت، ويتعذر التحرز عما يمكن أن تنجسه، والمشقة تجلب التيسير، وعند تعسر التحرز عن النجاسة، فضلًا عن التعذر يعفى عنها، فيكون وجودها كعدمها (التعذر أي الاستحالة، والتعسر هو الصعوبة البالغة). يعني تصرفي وكأن أختك ملتزمة بأحكام الطهارة 100%، فليس في الإمكان أفضل مما كان.
أخيرًا: أعلق على قولك: (أريد جوابًا شرعيًا ليس جوابًا يناسبني كمريضة)!! عندما نقول إن الجواب المناسب للمريض أن يفطر في رمضان، أليس هذا بجواب شرعي؟؟!! كيف تريدين جوابًا شرعيًا، وفي نفس الوقت لا يناسبك كمريضة؟!!! الشرع جاء مناسبًا لجميع الخلق، مراعيًا للحالات المرضية، والاختلافات الفردية، (الجواب الذي لا يناسبك كمريضة ليس بجواب شرعي).
الموسوس حكمه الشرعي أن يعمل بالرخص كلها، وهذا هو المناسب له. وما رأيك؟ ألا يجب عليك الأخذ بالتخفيفات والرخص وقد وصلت إلى مرحلة تريدين فيها الإضرار بعقلك؟؟ هل يعقل أن يكون حكمك الشرعي كحكم من يخشى على عقله ويعيش متصالحًا مع نفسه؟ هل من العدل أن يكلف الله فاقد الرجلين كما يكلف الشخص السليم، ويأمره بالوقوف في صلاته؟
أرجو ألا تهملي نفسك، وأن تراجعي الطبيب النفساني بسرعة.
وفقك الله وعافاك