فتوى
السلام عليكم أنا أخوكم "بدر" وأنا أعاني وساوس قهرية مرعبة وأبكي منها كل يوم تجاه الصحابة أتمنى أن لا أصحى من النوم لكي لا أعيش هذه الوساوس كل يوم،، مشكلتي بدأت من استرسالي تجاه وسوسة من حديث "من عاير أخاه لم يمت حتى يصيبه" جتني وساوس أن الصحابة كانوا .. خايف من الكفر والله ماقدر أكتبها لكن أتمنى أنك فهمتها وأنكرت هذا الشيء ودافعت عن الصحابة
وقريت إن في صحابي كان يدفن بنته وصحابي ثاني مارس الج….. والله فيني رعب وأنا أكتب الأسئلة لك خايف إني كفرت وأنا أوصفلك كذا بس لازم أشرحلك الأوجاع كلها أني يوم جتني وساوس تجاه الصحابة بموضوع الدفن البنات وهم صغار أنكرت وكذبت وبعدين قريت أن في صحابي أيام الجاهليه كان يسويها وخفت من الكفر إن انكرت هالكلام أنها كانت موجودة بالأحاديث ونفسه قصة الصحابي ماعز بن مالك قبل ما أعرف قصته جتني وساوس قذف تجاه الصحابة أعوذ بالله وقلت لإبليس كذبت وبعدها قريت قصة ماعز بن مالك وخفت أن أنكر القصة وأكفر
أنا محاصر بالكفر وعجزت أتوب، أنا كل هالوساوس شبت فيني من يوم سمعت شرط التوبة للقاذف أنه يكذب نفسه عشان تنقبل توبته إذا كذبت نفسي أتذكر قصة مالك وأخاف أكفر أني كذبت شيء بالأحاديث والسنة وبنفس الوقت خوفي ماكذب وأتهم الصحابة أعوذ بالله مع أني ما أعتقد وأنكر هالوساوس وماعز تاب وانمسح ذنبه كل ماقول ما أعتقد ولا أكذب أتذكر قصة مالك وأخاف أجحدها وأكفر هل تكفي التوبة بدون كلمة أنا أكذب هالشي؟؟ هذا خصوصا إذا كان قذف والله إني ندمان وخايف وأبكي
جاوبوني الشيطان يقولي أنت وش دراك وش كانوا يسوون الصحابة وكل مايجيبلي ذنب أقول كذبت يا إبليس خوفي أقول كذبت وأكذب قصة نفس قصة مالك والصحابي اللي قبل إسلامه كان يدفن بنته أتوقع يا إخواني ... جزاكم الله خيرا، لاتتركون سؤالي تكفون جاوبوا على كل النقاط
9/8/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "بدر"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مجانين
وسواسك هذا منبعه خلل في تصورك للصحابة، صحيح أنهم أناس عظماء، أولياء لهم حرمتهم عند الله تعالى، فهم الذين نصروا حبيبه صلى الله عليه وسلم، ووقروه، وضحوا بأرواحهم من أجله، ومن أجلنا أيضًا، ليوصلوا إلينا الدين الحق وينقذوننا من النار...، وصحيح أننا لو عددنا فضائلهم لن ننتهي ولن نوفيهم حقهم...، ولكنهم مع هذا بشر غير معصومين، ولهم عثراتهم، غير أنهم إذا أذنبوا اعترفوا بذنبهم وتابوا، وهذا ما يريده الله من خلقه، هم بشر عرفوا كيف يتعاملون مع الله ومع خلقه..، ونحن بشر ولكننا فرطنا كثيرًا، وقصرنا كثيرًا... وشأن المفرِّط المقصر أن يحترم الفاضل ويعرف له قدره، وأن يعلم أن هفوات هذا الفاضل يغمرها بحر حسناته، فكيف إذا كان قد تاب ولم يبقَ لذنبه أثر عند الله تعالى؟
وإذا وَقَر في قلبك هذا الاحترام لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرفت فضلهم ومدى طاعتهم لله وحبهم له، وقيمة ما بذلوه، وعرفت أن الله قد رضي عنهم، فلا ضير أن تصدق أن أحدهم وقعت منه زلة؛ لأنه ببساطة بشر مثلنا يخطئ مثلنا، لكنه يعرف كيف يتوب، فلا تزيده توبته الصادقة إلا رفعة عند الله تعالى، ولا تزيده إلا احترامًا لدينا...، فالصحابة قدوة لنا في طاعاتهم وعباداتهم، وفي توبتهم عند زللهم...، ولو لم يكونوا يذنبون لما صلحوا لأن يكونوا لنا قدوة.
لا تناقض بين إقرارك بفضلهم، وبين تصديقك لوقوع الزلل منهم، ولا حرمة ولا كراهة في تصديقك هذا، فضلًا عن أن يكون كفرًا! ووسواسك كله لا محل له من الإعراب!
وعندما تروي أو تصدق أن ماعزًا رضي الله عنه قد زنى فهذا ليس بقذف، وإنما أنت تروي أن فلانًا من الصحابة أقر على نفسه بالزنا! ولو كان قذفًا لما روى الحادثة مئات بل آلاف المحدثين وعلماء الشريعة على مر العصور.
علمك أن الصحابة يمكن أن يصدر منهم الزنى لا مشكلة فيه، لكن المشكلة أن ينسب غير الموسوس الزنى لواحد منهم أو من غيرهم دون بينة ولا إثبات. وأما الموسوس فأفكاره التي تهجم عليه لا إرادية، بدليل أنه ينكرها ومع هذا تبقى تلح عليه، ولا يؤاخذ الإنسان على الأشياء غير الإرادية. وبعض الموسوسين يتمادى بهم وسواسهم إلى درجة ينطقون فيها بما ينكرونه، ومع هذا لا يؤاخذون، لعدم الإرادة من أول القصة إلى آخرها.
ثم إن إنكار حديث ما، لا يكون كفرًا دائمًا، وأنت لست منكرًا للحديث، فأنت مؤمن بثبوت حد الرجم، ولكن عقلك لا يصدق أن صحابيًا يمكن أن يزني! واستعظامك لوقوع هذا من صحابي لا يعني أنك قد كذبت بالحديث، وقد بينت لك ماذا يعني أن يكون الإنسان صحابيًا، ولا أظنك بعدها ستستعظم وقوع هذا الذنب من صحابي إلى درجة تظن فيها أنك كذبت بالحديث.
وإذا كان الأمر كذلك، وتبين لك جذور الخلل عندك، وعرفت منبع وسواسك، فلا داعي لمناقشة كل النقاط التي ذكرتها، لأنها مبنية على تصورات باطلة، وما بني على باطل فهو باطل، ولست بحاجة إلى توبة ولا إلى تكذيب نفسك.
إذا اقتنعت بهذا الكلام، فمهمتك الآن أن تتدرب على قطع هذه الأفكار والوساوس فور ورودها على ذهنك، وذلك بأن تقول في نفسك: لا، إنها وساوسك سخيفة، لا تؤثر على إيماني، وما ينبغي أن أخاف منها ولا أن أنشغل بها. ثم انشغل بأي شيء آخر... وإذا ثابرت على هذا فستتخلص مما يقض مضجعك في فترة وجيزة
أعانك الله وعافاك ووفقك إلى التطبيق