السلام عليكم
أنا حائر بين ملتزمتين، بداية تقدمت لفتاة أرى أنها من الملائكة، وكنت أرى أنه من المستحيل بأي حال من الأحوال أن أتزوج بفتاة مثلها؛ فهي ملتزمة، ومن عائلة غنية جدًّا، وأنا من أسرة متوسطة ؛ لذا كانت سعادتي عظيمة لمّا تقدمت لها، ورحبت بذلك.
ولكن جاءت بعد ذلك وأخبرتني برفض أهلها الشديد لذلك، وكانت نتيجة متوقعة، وقد أخبرتها أن فتاة مثلها مثل الجواهر النادرة لا بد وأن أهلها يريدون لها عريسا بمواصفات خاصة جدًّا ، ولكني اكتشفت أن رفض الأهل جاء؛ لأنها من قبل رفضت أحد الأثرياء .
وقد نسيت الأمر، ولكني بعد يومين اكتشفت أن قلبي معلق بها؛ فعدت لها من جديد، وطلبت منها أن نحاول من جديد، خاصة أن أساس الرفض مصدره والدها، وبعد شهور من الجذب والشد؛ طلبت مني أن أنسى هذا الموضوع، ولكن من داخلي لا أستطيع رغم أنني فعلت ما طلبت، لدرجة أنني فكرت في التقدم لفتاة أخرى، ولكني لم أقو على ذلك، خاصة مع إحساسي القوي بأنه في حالة موافقة والدها ستكون كل الأمور على ما يرام؛ لذا أنا في انتظار فرصة جديدة للحديث معه، خاصة أنني والحمد لله إيجابي دائما مع نفسي، ودائما أحول أي مشكلة إلى طاقة تعمل وتتعلم.
ولكن ظهرت شخصية جديدة؛ حيث تعرفت على أسرة كريمة كنت أعطي ابنتهم درسا في الكمبيوتر، وتعرفت والدتها عليَّ، وعلى أخلاقي، وفوجئت بها تحدثني منذ أيام وشعرت وكأنها ترحب بي كزوج لابنتها، والفتاة ملتزمة ومثقفة، ولكني لا أميل لها مثل ملاكي الآخر، ولكنى أخشى أن ينتهي الأمر معها إلى لا شيء، وفي الوقت نفسه أخسر الارتباط بفتاة ملتزمة؛ فأنا في النهاية أسعى وراء فتاة ملتزمة وتكوين أسرة مسلمة قوية قبل أن أنظر إلى الجمال أو إلى ميولي العاطفية، ولكن لا أستطيع أن أنكر ميلي الشديد للفتاة الأخرى، واستعدادي الكامل لمواجهة أهلها وعمل المستحيل للزواج بها.
أعلم أنني قد أطلت، ولكني أختصر الآن في كلمة واحدة: هل أنتظر ملاكي الذي أحبه، وأنتظر فرصة جديدة لأحاول من جديد رغم رفض أهلها؟
أم أنساها تماما وأسعى للفتاة الأخرى التي يرحب بي أهلها ويعرفونني حق المعرفة؟ رغم أنني لا أميل لها، لكنها في النهاية فتاة ملتزمة ومثقفة.
15/8/2022
رد المستشار
الأخ الكريم.. سأبدأ معك من الجملة التي وصفت بها نفسك: قلت بأنك: (إيجابي مع نفسك، وتحوّل أي مشكلة إلى طاقة)، وهذه الصفة الطيبة تشجعني أن أقولها لك صراحة وبلا مقدمات أنه ليس العائق في ارتباطك بالفتاة الأولى هو رفض والدها، وبالتالي فإنك تتصور أنك إذا قاتلت لتظفر بموافقته تكون المشكلة قد انتهت، هذا غير صحيح، فالمشكلة الحقيقية هي انعدام التكافؤ بينكما مما ينبئ بمنغصات ومشكلات مدمرة؛ حيث إن الفارق المادي والاجتماعي بينكما لا يمكن تغافله.
لا تنخدع بموافقة الفتاة فهي قليلة الخبرة، هي – كأي فتاة – تريد أن تكون زوجة وأمًا، وبمجرد أن يتقدم إليها شاب مقبول – من وجهة نظرها- فإنها تُرحِّب به وتُقبل عليه، ثم يتبدل هذا كله بعد الزواج، وتظهر المشاكل التي لا تتخيلها الآن وأنت في غمرة الميل، وتحت وطأة الإعجاب الآسر.
أحيانًا يمكن أن يكون هناك زواج ناجح مع عدم التكافؤ عندما يكون هناك عامل آخر عملاق يضبط الكفة، كأن يكون الخاطب مثلاً في مستوى علمي غير عادي ينبئ له بتميز اجتماعي، أو يكون مقبلاً على مشروع ما يحقق له قفزة مادية، وهذا العامل غير موجود بالنسبة لك، والذي يزيد الأمر تعقيدًا أن عدم التكافؤ في صالحها وليس في صالحك.
مما لا شك فيه أن تلك الفتاة لا تناسبك، وأن الفتاة الثانية أنسب، ومع ذلك فإني أنصحك بأن لا تتقدم لها إلا مع توافر شرط مهم، وهو: وجود قدر معقول من الميل تجاهها، وأن ترتضي من داخلك أن تكون هذه هي زوجتك، ولا تشعر أنك دفعت إليها دفعًا، أو أنك تركت (ملاكك) لتتزوج من هي دونها، عليك أن تنسى (ملاكك) وتؤمن أولاً أنها لا تناسبك، وثانيًا أنه لا يوجد على الأرض ملائكة، ولا تجعل صورتها تطاردك فتفسد عليك زواجك.
إذا لم تشعر بهذا القدر من الميل والرضا، فإني أنصحك أن تنتظر قليلاً لعل الله يوفقك في المستقبل القريب لمن هي أفضل،
ولا تنس الاستخارة، واللجوء إلى الله من قبل ومن بعد.