السلام عليكم
الحقيقة ما أود عرضه على حضراتكم ليس بالمشكلة بقدر ما هو شيء يشغل بالي وتفكيري، كما أني أخجل من أتكلم فيه مع أي أحد؛ فأنا فتاة في الـ 25 من العمر، تم عقد قراني ومقبلة إن شاء الله قريبا على الزواج.
أحب خطيبي جدا جدا.. ومتعلقة به بكل معنى الكلمة.. ما يشغلني هو جهلي تماما بالأمور الجنسية، أبحث دائما عن مادة أقرؤها لأني أجد أنه من الصعب جدا طرح أي سؤال على أي أحد مهما كان.. أخجل جدا من هذه المواضيع.
يتكلم معي خطيبي في هذه الأمور وأذوب خجلا عندما يتكلم معي فيها، يتكلم بشكل عقلاني ومهذب لكني أخجل. يسألني دائما عن سبب خجلي وأني يجب ألا أخجل منه لأنه زوجي ولا يجب أن أخجل منه.. لا أستطيع أن أسيطر على نفسي؛ فعندما يتكلم معي في هذه الأمور أظل صامتة لا أتكلم.. أرغب بأن أكون الزوجة الصالحة لزوجي وأن أمتعه بزواجه مني وأن أتمتع أنا كذلك، ولكن لا أعرف كيف؟!
ومجرد التفكير في هذه الأمور يشعرني بمشاعر متضاربة لا أعرف تفسيرها سوى الخوف! وأنا لا أريد أن أخاف منه؛ لأني عندما أكون معه أشعر بأمان الدنيا كله.
عندما يقترب مني أرجف لا شعوري الدرجة أنه أصبح يخاف علي جدا، ولكنه يطمئنني دائما ويطلب مني أن لا أخاف منه.. أنا لست كذلك ولكن لا أعرف لماذا يحصل معي ذلك؟! كنت دائما الفتاة الخجولة، وظننت لفترة أني تغلبت على خجلي المفرط لكنه يبدو أنه ما زال في داخلي.. دائما كنت الفتاة البريئة بنظر الجميع.. حتى الآن بنظر زوجي أنا بريئة جدا.. أحبه وأحب أن أظل بنظره أحب مخلوق له.. ولكني أخاف أن أستمر بهذا الخوف عند الزواج ولا أريده أن ينفر مني، ماذا أفعل لأزيد ثقافتي الجنسية؟
هل يجب أن أعرف كل شيء وتركيبة جسم الرجل؟ (أعتذر)،أتمنى أن تفيدوني بمصادر موثوقة للقراءة عن الزواج وأسراره، مع الشكر الجزيل مسبقا لكم.
10/8/2022
رد المستشار
عندما أراد الصحابة –رضوان الله عليهم- أن يصفوا لنا حياء رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذوا يبحثون عن نموذج تجسد فيه أقصى درجات الحياء، فلم يجدوا أفضل من نموذج (الفتاة العذراء)؛ فوصفوا النبي الكريم قائلين: "كان أشد حياءً من العذراء في خِدْرها".
أريد أن أقول: إن (حياء العذراء) هو أمر طبيعي وفطري لدرجة أنه مضرب المثل في هذه الصفة.
وأعتقد أن خطيبك في غاية السعادة لأنه يلمس فيك هذه العذرية البريئة الحيية، ولكن المشكلة -كما ذكرت أنت نفسك- ليست في "الحياء" ولكن في شبح "الخوف"، ولا شك أن القراءة في الثقافة الجنسية ستقهر هذا الشبح وتهزمه إلى حد كبير؛ لأن "العلم" أقوى من "الخوف"، ولعلي هنا أرشدك إلى المشكلات التي وردت على صفحتنا حول ليلة الزفاف والتي ستجدين بعضا منها في الروابط المرفقة أسفل المشكلة.
ولكن تبقى كلمة أخيرة أريد أن أختم بها حديثي معك:
من الضروري أن يستذكر الطلبة دروسهم جيدًا، ويحتفظوا "بالمعلومات" في رءوسهم لوقت الامتحان، ولكن من الضروري أيضًا أن يتخلصوا من "التوتر" قبل أن يبدؤوا في الإجابة... أنا لا أريدك أن تركزي فقط على جمع المعلومات، ولكن أريدك أيضا أن تساعدي نفسك على مقاومة "التوتر"، ومن الوسائل في هذا:
أن توجهي لنفسك رسائل إيجابية حول العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة، وأن تمتلئي بالتفاؤل وتوقع الخير وتخيل صور سعيدة ومبهجة لهذه العلاقة، وأن تستشعري وجود الله معك في هذه اللحظات الطاهرة المباركة، وأن تسترخي عصبيًّا ونفسيًّا وجسديًّا وتمتلئي شعوريًّا أنك مقبلة على لحظات من التواصل الروحي والعاطفي وليس فقط العضوي الجسدي.
المسألة أبسط كثيرًا مما تتخيلين، ملايين من البشر عانوا هذه اللحظات عبر آلاف السنين، وعندما اجتمعت "الفطرة والهدوء" مع "العلم والمعرفة" كانت النتيجة هي: أسعد لحظات الحياة.
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
واقرئي أيضاً:
ليلة الدخلة مخاوف وتفاصيل
ليلة الدخلة مخاوف وتفاصيل متابعة
التربية الجنسية (4) قبل ليلة الزفاف (اللقاء الأول)
فن الإمتاع والاستمتاع 2ب