السلام عليكم..
نحن أسرة أب وأم و3 أولاد و3 بنات، وقد استقر لنا بنتان في الكليات في مصر والباقي معنا في جده، والمجتمع المصري له عادات وتقاليد تربطنا، ولكن الأولاد بفكرهم الحديث يرفضون بعضها فنريد معرفة الصح من الخطأ مثلا:
1) نكون مجتمعين وبيننا خال الأولاد أو عمهم وأحد الأولاد أتى بشيء غير مقبول فيقوم الخال بنهره أو العم، زمان كان هذا مقبولا، لكن الأولاد حاليا يرفضون، بحجة أن الأب والأم جالسان وهما المنوطان بالتعديل على أولادهما فقط أو تصدير أي أمر لهم، وطبعا نحن -الأب والأم- إحقاقا لدور الخال أو العم لا نحرجه لأن له حقا عليهم.
2) مثلا بنت من البنات كانت في زيارة عند خالها أو عمها وأمرها أن تبيت عندهم ليلة أو يوما أو ألا تخرج من المنزل بزي معين؛ فيرفض الولد أو البنت بحجة أن الزي شرعا غير مخل أو أن ظروفه لا تمكنه من المبيت عند عمه أو خاله.
3) ولدان تشاجرا أمام عمهما أو خالهما في حضور الأب والأم؛ فقام العم أو الخال بنهرهما؛
باقي الأولاد اعترض على ذلك، وقال واجب عليك أنت يا بابا أو ماما التعديل علينا فقط.
13/8/2022
رد المستشار
أخي الكريم.. بارك الله لك في أبنائك.. تشكو عدم اهتمامهم بأوامر الخال والعم.. الله يسعدك ويسعدهم.
هناك من لا يهتم بأوامر الأب والأم أصلا، سبحان الله بيوت فيها أبناء تحتكم إلى أهلها وتطيعهم، وتكون المشكلة في احترام الكبير القريب الذي يكاد أن يكون والدا... وبيوت أخرى لا يستطيع أب أو أم أن تجعل أبنائها ينفذون لها طلبا لا جبرا ولا اختيارا.
أحيانا أشعر أن عالمنا أصبح رغم انفتاحه الشديد على بعضه البعض عوالم مختلفة... ولم يعد الاختلاف غربة؛ فمع الانفتاح يجد كل إنسان من يشبهه ويكتفي به... فكثرت العوالم وكثرت المجتمعات وتباينت رغم أنه أحيانا لا يفصلهما إلا جدار على "نص طوبة".
لست أرى أي مشكلة حقيقية فيم ذكرت يا سيدي.. إذا كان الأبناء على درجة عالية من الأدب والأخلاق معكما (الأب والأم) ... حتى حين يعلق العم أو الخال على الملابس تصفها أنت أنها غير مخلة كزي شرعي.. سبحان الله.
لا تخسر أبناءك ولا بناتك.. لا تفقد صداقتهم لكما وحبهم بالضغط عليهم في نوافل الأمور.. فعلا الخال طول عمره والد .. والعم هو ولي الأمر الثاني، ولكن هذا يا سيدي زمن مضى من زمان.. أنا شخصيا عمري 50 سنة ولا عمي ولا خالي كان لهما عليَّ كلمة!!
ولا تحرج أيا منهما إذا تحدث إلى أبنائك أو لفت نظرهم لأحد الأشياء، بل استمر على هذه المجاملة.. ولكن حين تنفرد بابنتك اشرح لها كما شرحت لي.. اشرح لها أنك ربما غير مقتنع بطلب الخال، ولكن وجب عليك وعليها احترامه؛ لأن هذا من إسلامنا ولكن لا تجبرها على فعل ما طلب.. ما دام الموضوع يحتمل أكثر من رأي وليس حراما أو معصية أو خطأ بينا وواضحا.
على الناحية الأخرى افتح مع الخال والعم موضوع التربية الحديثة بصورة عامة.. وليس بصورة شخصية.. وكيف أن كثرة الأوامر للأبناء تفقد الآمر مكانته وهيبته.. وقد تكون هذه رسالة غير مباشرة بالكف عن المتابعة اللصيقة وكثرة الأخذ والرد،
وأهلا بك.