السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا حامل في شهري التاسع وأنتظر أن أضع طفلة.. لدى أربع أخوات وأمي كلهم ينتظرون الطفلة معي، بالإضافة إلى أم زوجي وأبيه.
ولكنى أخشى على طفلتي أن تصبح دلوعة لأن هناك أناسا كثيرين يريدون الاهتمام بها، كما أخشى ألا يكون هناك ارتباط أو تأثر بي أو بأبيها أو ألا أربيها كما أريد أو أن يربيها معى100 شخص. فبماذا تنصحوني؟
13/8/2022
رد المستشار
يتطلب الأمر وجود مرجعية تربوية تنتظم من خلالها عناصر التربية المختلفة وهذه المرجعية تتوقف على ثقافة الأبوين وانتماءاتهما وأولوياتهما وتعتبر هذه المرجعية هي برنامج العمل الذي يحرك الأبوين ويحرك الطفل فيما بعد وهناك قواعد أساسية وضعها علماء التربية كي تسمح بنفاذ هذه المرجعية وتأثيرها في الجهاز النفسي للطفل من هذه القواعد مثلا: أن وسائل التربية تنحصر في:
1- القدوة
2- الثواب
3- العقاب
فإذا كنا نريد لأبنائنا أن يكونوا صالحين فعلينا أولا أن نراجع مدى صلاحنا واستقامتنا وإذا أردنا أن ندعم سلوكا معينا فعلينا أن نثيبه بكل الوسائل الممكنة وإذا أردنا أن نطفأ أو نمنع سلوكا آخر فعلينا أن نقرنه باستجابات غير سارة أو منفرة.
ومن القواعد أيضا الموازنة بين متطلبات التكيف ومتطلبات التطور بحيث نعطي فرصة لهذا الكائن الجديد (الطفل) لكي تنمو مواهبه وقدراته في جو من الحرية وفي ذات الوقت نعلمه كيف يحترم الضوابط الدينية والأعراف الاجتماعية البناءة وألا يتصارع معها تصارعا يستنزف طاقاته ويفسد علاقاته.
القاعدة الثالثة: هي أن ننظر إلى الدوائر المتسعة وأولها دائرة الطفل وثانيها دائرة الأم وثالثها دائرة الأسرة ورابعها دائرة المجتمع وخامسها دائرة الكون الأوسع، فالعناية بهذه الدوائر كلها تعطي نموذجا تربويا متسع الآفاق ومتواصل الحلقات والمستويات وينتج عنها عقل يتسع للجوانب المختلفة للحياة وقلب يتسع لمستويات متعددة من المشاعر الإيجابية البناءة.
بحيث تراعى في النهاية الأبعاد الجسدية والنفسية والاجتماعية والروحية في كل البرامج والأنشطة التربوية داخل البيت وخارجه.
وإذا قويَ تأثير الأسرة من خلال مرجعية تربوية راسخة ومرنة في ذات الوقت ومن خلال وسائل تربوية فعالة فإن هذا يجعل الابن قادرا على التفاعل مع المتغيرات البيئية بشكل انتقائي يتيح انتفاعه بالإيجابي منها ويعطيه مناعة ضد سلبياتها.
أهلا بك ابنتنا الغالية، وتابعينا بأخبارك...
وتقول د. نعمت عوض الله
يا ابنتي يا حبيبتي .. وأنا أيضا أنتظر معكم الطفلة الأولى.. من قال إن انتظار الناس للفرحة سوف يتبعها حتما تدخل لا معقول وغير مسؤول فى وسائل التربية الصادرة من عدم منهجية التفكير؟؟ كلام كبير ولا معنى له.. أليس كذلك؟؟
ألم يمر بك من قبل موقف أي أسرة -ولو حتى في التليفزيون- ينتظرون بكامل عددهم أول حفيد لهم ومدى التشارك الجميل في الفرحة .. والمتابعة والتلهف والترقب على ظهور إنسان جديد لم يكن موجودا من قبل ثم أصبح موجودا بينهم يحمل دماءهم وأوصافهم واسمهم أيضا؟؟
سامحيني يا ابنتي.. فهذا ما شعرت به بعد قراءة رسالتك: هل تستكثرين على أهلك الفرحة؟؟ هل تجدين أن سعادة أمك بأن ابنتها سيكون لها وليدة وهذا بالطبع يطمئنها عليك أنك إن شاء الله ودود ولود ولن تمر معك بمشاكل البحث عن الحمل والإنجاب. مبالغ فيها؟
هل إخوتك الذين يتصورون أنهم سيحصلون على طفلة من صلبهم تحمل صفاتهم وتنتمي إليهم ... يتدخلون بسعادتهم تلك فيما لا يعنيهم؟ .. هل أم زوجك وأبوه وهم ينتظران أول عقب لابنهم. أي إن ابنهم إن شاء الله وهما معه لهم ذكرى وذرية إن حملت الاسم أو لم تحمله، إن ورثت الثروة أو لا ولكنها ستظل دائما بنت ابنهما ... أليس من حقهما الاهتمام والسعادة والتشاور من أجل الاسم وأشياء كثيرة؟
طيب.. انظري إلى الصورة التي تتمنينها: حامل، وحدك، ولا يسأل عنك أحد، ولا يهتم بك أحد، إن أنجبت أو لم تنجبي تعبت أو لا! ووحدك مسؤولة عن نفسك وعن طفلتك وكأنك تنجبينها في الحرام! هل تنوين أن تعاملي وليدتك بالحديد والنار من لحظة مولدها حتى تعلميها الأدب وتمنعيها من التسيب؟ ما هذا الفزع يا ابنتي؟ وما هذا الإحساس الأناني بالامتلاك ولأول مرة، على نظام "حاجتي ومحدش له دعوة بي".
اسعدي معهم وشاركيهم ألمك وفرحك وقلقك، ولا تخافي على ابنتك، فلن تكون دلوعة بل بالعكس ستكون إن شاء الله طفلة سوية، فمن علامات السواء التربوي التعامل مع أعمار مختلفة بمستويات سلطة مختلفة باهتمامات مختلفة.
ويا ابنتي انتظري وهو ليس ببعيد ذلك اليوم الذى ستقول لك هذه الوليدة: من فضلك مالكيش دعوة بى، ولن تسمح لك بأن تستمتعي معها بأي موقف في حياتها ... فهو لا يعنيك.