حد يلحقني!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا هقول الكلام ده مرة واحدة بس في حياتي ولأن محدش سمعني أو هيفهمني ولأني هقول الكلام ده مرة واحدة نظرا لكثرة ودقة التفاصيل فأتمنى تفهموني لأني هطلع كل اللي جوايا
بسم الله الرحمن الرحيم، أنا طول عمري كنت إنسان سوي جدا عقليا خالي من أي أفكار غريبة وعايش حياة طبيعية لحد ما في سنة ٢٠١٩ اللي فاتت حصل لي صدمة تعتبر شديدة شوية، الصدمة أخدت وقتها ومشت ونسيتها، لكن لاحظت بعدها بفترة أني بدأ يحصل لي تصرفات غريبة زي إني بكون فاتح فيديو على اليوتيوب وأحس أني مسمعتش الكلمة كويس من صاحب المحتوى فأضطر أرجع تاني وأعيد هو كان بيقول إيه، بدأ الموضوع يزيد معايا بالتدريج لحد ما بقيت عشان أسمع فيديو ربع ساعة مثلا أستغرق ساعة علشان أسمعه لأني كنت كل شويه أقعد أعيد الكلام
طبعا في الأول حاولت أتجاهل الموضوع ده بإني أطلع من الفيديو خالص ومكملهوش لكني مش بقدر نهائي لأني لما بعمل كده بيجيلي شعور غريب جدا وقلق وتوتر قوي ومشاعر مؤذية مهما قاومتها مش هتهدى فبضطر أرجع تاني أفتح الفيديو وأشوف كان بيقول إيه وأقعد أعيد الكلام تاني وتالت لحد إما أحس إني هديت، الموضوع بدأ يزيد ويدخل في كل جوانب حياتي لدرجة إني بقيت كل حاجة بعملها بالعافية أو أي حاجة عموما بقيت موسوس في كل حاجة أقعد بالساعات أفتح وأقفل في باب أوضة .. فتحت النت ودورت على حالات شبه حالتي وعرفت إن ده مرض اسمه وسواس قهري وعرفت كل حاجة عن المرض تقريبا بس فضلت ساكت ماحبتش أقول لحد ولا لأهلي عن اللي بيحصل وفضلت كده بتعذب طول اليوم وكل يوم وجاء لي اكتئاب شديد بدأ الموضوع يتدهور ويتدهور لحد ما مرة طلب مني الوسواس إني ألبس تيشيرت معين وأتصور .. قعدت كده طول النهار ألبس وأقلع في التيشيرت وأتصور صور كتيرة جدا وكل ما خلاص أخلص أحس أني مش مرتاح وأبتدي أروح تاني ألبس التيشيرت وأتصور بطريقة معينة مع نفس ضوء الشباك بتاع الأوضة والتيشيرت كان لسه جديد وقررت إني هرميه من كتر ما تعبت .. بس فضلت كده عمال كل شوية ألبس وأتصور لحد ما خلاص
خلاص فعلا جبت آخري وقعدت أصرخ بأعلى صوت عندي وكنت لوحدي في البيت واترميت على الأرض وكنت منهار فقررت في اللحظة دي إني أعرف بابا وهو كان في الشغل فقررت ساعتها إني أكلمه أقوله وأحكيله كل حاجة واتفاجئ جدا وقالي أنا جي وهوديك عند دكتور (هبدأ أنا أسرع شوية في الأحداث لأنه أقل موضوع أهمية) روحت عند دكتور وحكيت له كل حاجة وقالي إن عندي مرض اسمه وسواس قهري وكتب لي أدوية .. بدأت آخد الأدوية واتحسنت تدريجيا وأنا مش مصدق نفسي لدرجة إن في أول عشر أيام من تناول الدواء كان في تحسن ملحوظ وكنت أسعد إنسان في الدنيا وفضلت أتحسن وأتحسن لحد ما خفيت بنسبه ٩٩.٩٪ من الوسواس القهري حرفيا .. بدأت أرجع تاني لحياتي الطبيعية، وطبعا زي أي مريض بياخده الغرور أنه خف خلاص بيبطل الدوا، بطلت الدوا ورجعت تاني أسوء من الأول بمراحل لدرجة إني كنت حاسس إن ممكن أموت من الحزن والوجع الشديد وطبعا كل ردود الفعل بلا فائدة.
رحت للدكتور تاني زود لي دواء تاني اتحسنت بنسبة بسيطة جدا ورجعت تاني بعدها كل يوم حاولت كتير أرجع أنتظم على الدواء لفترات طويلة لكن لا بردو المرض بيزيد كل يوم أكتر والدواء مش مأثر ففقدت الأمل وبطلت الدواء خالص
(السرد هنا بطئ ودقيق لأن ده أهم جزء) أنا ماكنتش قريب من ربنا كنت في غفلة وكنت مهمل لصلاتي فقررت أقرب من ربنا وبدأت أصلي لكن اللي حصل ده كابوس بعد كام يوم كده على ما أتذكر بدأت أفكار غريبة أول مره تجيلي في حياتي عن سب وتجديف في الذات الإلهية والعياذ بالله، الموضوع كان قليل لكن بدأ يكتر ويكتر ويتطور لحد ما وصل الأمر إني بقيت بصحى من النوم من أول ما أفتح عيني تجيلي الأفكار دي لحد ما أبقى بقفل عيني مفيش دقيقة واحدة في اليوم بتكون خالية من أي فكرة سيئة وبذيئة وقذرة.
الموضوع تطور لدرجة إني مابقتش عارف أصلي من كتر الوساوس، تخيل معايا إن واحد بيعيد صلاة العشاء أكتر من ١٥ مرة في اليوم والمغرب كتير جدا والضهر والعصر أنا أستغفر الله العظيم الصلاة بدأت تعملي مشقة كبيرة جدا لحد ما بطلت الصلاة لأني فعلا مبقتش قادر أصلي .. الموضوع ماختلفش كتير وفضلت الوساوس القذرة بتلاحقني طول اليوم في أي حاجة وكل حاجة شتايم شتايم والعياذ بالله شتايم قذرة جدا جدا عن أي حاجة ليها علاقة بالدين بتاعي .. شتايم والعياذ بالله لربنا ده وصل الأمر أنه بيخترع شتايم جديدة .. طبعا أنا متدمر وببكي أغلب اليوم مش بقوم من على السرير حتي وزني زاد ٢٥ كيلو وفي عذاب مفيش كلام يوصفه أد إيه أنا بكره اللي جوايا ده كأن مخك ضدك.
(آخر فترة وآخر التطورات لحد الرسالة دي) أنا بحب واحدة وبحبها حب عفيف مش حب خروجات وسهر وكده وبطلب من ربنا كل شوية أنها تبقى من نصيبي ويجمعني بيها في الحلال أنا بحبها حب مش موجود في الدنيا تقريبا دي نقطه كان لازم أوضحها عشان هنرجعالها بعدين .. أنا قررت ماستسلمش وقررت أرجع تاني أقرب من ربنا بدأت أصلي وكل صلاة في وقتها وبدأت أصلي الفجر مبقتش أفوت فرض وبقيت برقي نفسي كل شوية لاعتقادي أنه مس أو سحر أو حسد لكن ماطلعش أي حاجة من دول لأني ماتأثرتش بالرقيا نهائي وفضلت نفس الحال كما أن الصلاة بتبعد الحاجات دي وأنا الحمد لله مبقتش أسيب فرض .. فضلت كده كتير ولكن الوسواس فضل يشتد ويشتد ويشتد إلى درجة لا يمكن تخيلها بقيت بكلم نفسي بصوت عالي ومسموع زي المجانين طول اليوم بكلم وبرد عليى نفسي لحظة هجوم الوساوس بعمل تشنجات وحركات لا إرادية غريبة عشان الوسواس يمشي طول اليوم حضرتك شتايم في ربنا والعياذ بالله طول اليوم شتايم في أي حاجه تخص العقيدة مفيش دقيقة بتعدي بدون فكرة .. عارفين حالة "ندى" المشهورة هنا على الموقع أنا زيها بالظبط كل اللي قالته بيحصل معايا بس ضيف على كده الذل والكسرة والمهانة اللي ببقى فيها للوسواس
الوسواس مفضلش عند كده وسكت .. الوسواس بيذلني بحبي للبنت اللي حكيت لحضراتكم عليها كل وأي غلطة مهما كانت صغيرة وكبيرة غلطة أو مش غلطة الوساوس بيقولي ربنا هيعاقبك بأنه هيخليك ماتحبش البنت دي متخيل حضرتك الذكاء مش أن هي مش هتحبك لا إنك أنت اللي مش هتحبها .. والمصيبة!! أني مجرد مبفكر ماسمعش كلام الوسواس بحس فعلا أني مش بحبها مع أني بحبها جدا بحس فعلا أن مفيش مشاعر مع إن فيه مشاعر وبعدها بيوم لما الموقف الوسواسي يمشي أرجع تاني أحس بمشاعري الإيجابية
حضرتك أنت متخيل أنك تتمسك عليك ذلة بحاجة من أكتر الحاجات اللي بتحبها في حياتك .. بعد ما أصلي العشاء لعشرات المرات ومرة أقطع وأسلم لأني أثناء الصلاة الوساوس بتهجم علي هجوم بشع لدرجة إني بنطق بكلام لا إرادي عشان أوقفها وأنا عارف إن ده مش هيبطل صلاتي لأني في حكم المكره لكن يقولي أنت شتمت ربنا والعياذ بالله في الصلاة وعشان كده ربنا هيعاقبك إنك مش هتبقى بتحب البنت وأقوم وأسلم للمرة ال ١٢ أو ال ١٣ وأنا من جوايا حسرة وكسرة وذل مفيش كلام يوصفهم أقوم تاني أقطع الصلاة وأعيد لمجرد إني خايف إن ده يحصل وأبقى بعيط في الصلاة من الوجع والقهر والذل
لا حضرتك ماوقفش لحد كده الوضوء بيتعاد بالخمس مرات وقبل الوضوء كل مرة غالبا بطلع وكل هدومي مبلولة حرفيا كأني مجنون خوف لأن يكون فيه أي تنقض الوضوء على الهدوم .. كل صلاة لازم أخش قبلها الحمام بساعة أستحمى بهدومي وأطلع وساعة كمان في الصلاة وأخلص وأرجع لمصيري في الحياة من جديد سب وتجديف في الذات الإلهية مش بتقف وطبعا لا أخفيك سرا أني طبعا بعاني كل شوية هل نطقت هل مانطقتش هو ده وسواس ولا أنا؟؟ أنا أبسط حقوقي في الحياة معدومة أني أغير خلفية تليفوني دي حاجة صعبة حتى لأن المرض هيشتم فهضطر أرجع تاني أغير الخلفية لأني لو ماعملتش كده ربنا هيعاقبني وهيخليني ماحبش البنت أي حاجة حرفيا في الحياة .. حجة الوسواس إني لو ماسمعتش كلامه ربنا هيعاقبني نفس العقاب أي حاجة غلط عملتها بدون قصد زي أي بشر بيغلط يجيلي ويقعد يقولي كده وأحس فعلا إني اتعاقبت العقاب ده فعلا على أبسط حاجة لو جالي وأنا رايح الكلية وتجاهلته بيحسسني أني اللي شتمت فبالتالي هتعاقب العقاب ده
لا أخفيك سرا أيضا أن الحاجة الوحيدة الإيجابية في الموضوع ده أني عرفت أن ديني هو أغلى حاجة في حياتي وبجد أنا بحب ديني جدا أكتر حاجة بحبها في الدنيا هي ديني ومستعد أعمل أي حاجة عشان ديني .. فلما ديني يتمس بالكلام ده طول اليوم أد إيه ده جارح وموجع بالنسبالي .. أبسط حقوقي كإنسان محروم منها لا مشاعر ولا حياة ولا راحة بال ولا بعيش طول اليوم في معاناه وعذاب مفيش بني آدم يتحمله حتي الكلام بتلعثم فيه لهجوم الوساوس لدرجة أني بقيت قليل الكلام جدا بيوسوسلي في كل شيء حتى أني لما أكون بتكلم مع ناس وأشتم شتيمة بهزار أو كده مش بعرف
أي كلمة وأي حاجة مش كويسة بينسبها لربنا والعياذ بالله وحاشا لله
مش عارف أعمل إيه!!!
17/8/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "زياد"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك
لقد آلمني ما أنت فيه جدًا يا بني، ودعوت الله لك أن يشفيك شفاء عاجلًا تامًا مما تعانيه... نصيحتي لك وبشدة، أن تعود فتتابع عند الطبيب، ولكن في حالتك لا بد من العلاج المعرفي السلوكي، ولن يكفيك الدواء، فابحث عن طبيب ماهر في هذا.
ولابد أنك من خلال قراءتك الكثيرة صرت على علم بما هو هذا العلاج، وبما يأمرك به من عدم اتباع الوسواس في التكرار وقطع الصلاة... ومن عدم الخوف من أفكار السب، أو من فكرة أن الله سيعاقبك بنزع حب الفتاة من قلبك، مهما شعرت بالقلق والذعر والألم من عدم الاستجابة.
هذه الكلمات السابقة سهلة عند كتابتها، سهلة عند قراءتها، لكني لا أعتقد أنها سهلة أبدًا عند التطبيق على واحد مثلك، ولهذا قلت لك لابد لك من جلسات علاجية تعلمك كيف تطبق العلاج السلوكي، وتنظم لك الأدوية حسب التغيرات التي تطرأ عليك.
وبالنسبة لحبك الذي تكلمت عنه، هو جميل من حيث المشاعر والأحلام، لكن عليك أن توطن نفسك أنه ربما يخفت أو يذهب، لا من باب العقاب الرباني، بل من باب الرحمة الربانية في تقدير ما هو أصلح لك.
أنت الآن في أول الشباب، وأمامك كثير من التجارب التي تزيدك نضجًا وفهمًا وإدراكًا صحيحًا للواقع...، ستتعرف بعد دخولك الجامعة، ومخالطتك للشباب والفتيات، على شخصيات أخرى، وبيئات لم تكن على علم بوجودها... وستعرف من أنت أكثر، وما الذي يناسبك أو لا يناسبك من الأشياء كلها في هذه الحياة... فربما رأيت أن هذه الفتاة وإن كانت جيدة، لا تناسبك كزوجة، لاختلاف البيئة الاجتماعية مثلًا، أو الاقتصادية، أو الفكرية والنفسية، أو غير ذلك من الأسباب.
فلا تتعلق كثيرًا بمن تحب، وبما تحب، وأغلق باب عذاب ووسواس أنت في غنًى عنه... ربما كلامي هذا يرعبك كثيرًا... ولكنك ستفهمه وتتقبله دون خوف مع مرور الأيام، وتكتشف أنك لن تتمتع بالحرية والسعادة في هذه الحياة إلا عندما تترك التعلق المفرط بالأشياء والأشخاص...، ابذل جهدك في دراستك وتكوين نفسك، وفي علاج وسواسك، حتى لا تتعب عروسك وتشقيها معك.
عافاك الله ووفقك لما فيه رضاه
اقرأ على مجانين:
العلاج السلوكي للوسواس القهري(1-3)
وسواس الكفرية: الوسوسة تسقط التكليف فلا كفر!
وسواس الكفرية: فخ ضرورة الاقتناع!