وسواس واكتئاب
السلام عليكم، إزي حضرتك يا دكتور، بس أنا محتاج أكلمك في موضوع مهم جدا بالنسبالي لأني الموضوع ده بقى بيتعبني نفسياً جدا
أنا يادكتور كنت خاطب تلات أو أربع مرات ويمكن أكبر فترة قعدت فيها مع خطيبتي شهر وممكن أسبوع وممكن أسبوعين على حسب يعني المهم أني أول ما بشوف واحدة بتعجبني وأتقدم لها وتبقى الأمور تمام وفي لحظة بشوفها إنها مش عجباني يعني الموضوع كله بيبقى معايا في نقطة القبول يعني في شكل البنت
الأول بتبقى بالنسبة لي تمام وبعد كده أشوفها مش زي الأول وممكن اللي بيخليني أغير وجهة نظري من ناحيتها شكلها مثلا أو شعرها أو أي حاجة من ملامحها يعني مفيش مشكلة بتحصل بينا ولا أي حاجة يعني اللي بيخليني أغير وجهة نظري هو القبول بس، وفي اللحظة دي بيحصل عندي قلق وتوتر وتفكير بطريقة رهيبة وعدم شعور بالراحة النفسية وتلاقيني دائما مهموم ووزني ينزل وبيحصل عندي تهيج للقولون وإسهال وارتجاع مرئ وأكتر حاجة بتتعبني هي الارتجاع وقلة النوم يعني بنام في مواعيدي عادي بس عامل زي اللي نايم صاحي حاسس وأنا نايم دماغي شغالة برضو ودا بيخليني مرهق جدا وتعبان جدا
وعملت كل حاجة حتى أني رحت لمشايخ وقالوا لي مفيش حاجة والمشكلة في كل مرة أني مش برتاح غير لما أفسخ الخطوبة، طالما بقى عندي قناعة أني لازم أفسخ الخطوبة خلاص ببقى كويس ومن الأعراض كمان لما بكون في الحالة دي بيبقا مفيش رغبة جنسية غير لما أتخلص من الموضوع ده لحد ما خطبت بنت وخاطبها عن حب يعني أنا بحبها جدا وأنا لسه معاها لحد دلوقتي وبعد الخطوبة بعشرين يوم رجعتلي نفس الحالة بس الفرق أني مش عاوز أسيبها وفي نفس الوقت القلق والتوتر والارتجاع وقلة النوم والإرهاق وكل الأعراض اللي قلتلك عليها هتموتني
وبصراحة يا دكتور زي ما قلت لك إن اللي بيخليني أغير وجهة نظري من ناحيتها بتبقى حاجة في ملامحها بتخليني مش مرتاح نفسيا ومتردد وقلقان يعني البنت دي مثلا أنا لاحظت إن شعرها من قدام خفيف شوية ومن ساعة ما لاحظت الحاجة دي وأنا جاتلي نفس الحالة اللي بتجيلي كل مرة أنا حاسس إن في صراع جوايا ومش عارف أعمل إيه وحاسس إني لو سبت البنت دي مش هلاقي زيها تاني وهل إذا صبرت يادكتور واتحملت ممكن الموضوع يهدأ معايا؟ ولا ممكن يبقى فيه مشاكل أكبر بعدين؟
إيه الصح اللي ممكن أعمله؟
آسف على الإطالة يادكتور، وشكرا
22/8/2022
رد المستشار
أهلا بك يا "أحمد"
الفقرة الأخيرة لخصت فيها ووصفت المشكلة وربما الحل
أنت تعايش صراعا وتوترا مؤلما وأستطيع أن أتفهم تلك المعاناة من واقع العمل والممارسة، شعورك بالقلق الذي يقارب الوسواس في الإحساس والمشاعر مما يجعلك تشعر بالريبة من خطواتك نحو الزواج، وكلما اقتربت خطوات أكثر من الزواج يزداد التوتر. يبدأ المخ يبحث عن أي مؤشرات ترجح صراعك الداخلي نحو الإحجام عن هذا المشروع، وأول ما تجد شيئا ما وغالبا لن يكون عيبا صريحا مثل "شعر خفيف" أنف فيها جزء غير جميل أو... فهذا يزيد التوتر لديك وعندما يزداد التوتر فأنت لا تستطيع التعامل معه سوى بالتفكير في الإحجام والانسحاب وتجنب التجربة، بعدها تشعر بالراحة والهدوء.
ما تعانيه في لغته البسيطة هو قلق، والحل ببساطة أن تذكر أن ذلك نوع من القلق ناحية من اخترتها بعقلك وشعرت بالقبول في أول الأمر وتوافقت أراء من حولك على أنه اختيار مناسب، ثم ينتابك شعور وإحساس بالشك وعدم الارتياح، هذا الشعور نعتبره نوعا من القلق أو وسواس واتخاذ قرار بناء عليه يعتبر مستشارا سيئا لك، وأي قرار يغلب عليه التجنب سيتبعه راحة لكنك ستظل في نفس المشكلة.
بناء على ذلك أنصحك في نقاط محددة بالآتي:
- ما تعاني أمر مؤلم ولكن عليك تحمله فهو نوع من الإنذار الكاذب بوجود خطر حقيقي في الزواج فلا تستجب له وتمسك بمن اخترتها بعقلك.
- كلما شعرت بإحساس معين بالرفض أو عدم القبول ناحية خطيبتك، اعتبره مجرد إحساس لا يساوي الحقيقة، وأنك لن تتخذ قرارات بناء على إحساس مشكوك فيه في حالتك مرفوض الاعتماد عليه.
- لا تتجنب زياراتك للفتاة ولا الرد على الهاتف ولا تخبرها بحقيقة مشاعرك المترددة ناحيتها ولا تتصرف بتكلف أو تكثر من الهدايا لإثبات عكس مشاعرك وكن واعيا بهذا الشعور وتحمله ولا تخبر به أحد وتصرف كما يتصرف الخاطب نحو خطيبته.
- المشاعر أنت لن تحاسب عليها شرعا فلا تدخل مع تلك المشاعر في خناقة، إحساسك ومشاعرك موضع تقدير لكن في أمور حسبتها بالعقل وأتت عليك بقلق وصراع فاعلم أنها وساوس ولا ترد عليها ولا تتجنبها واقبل وجودها دون تفاعل معها.
- إن كان كلامي هذا غير واضح أو ليس له تطبيق واضح وسهل فاذهب لمختص وتمسك بالفتاة التي قلت عنها "البنت دي مش هلاقي زيها تاني"
بالتوفيق يا "أحمد".
اقرأ على مجانين:
تأخر الزواج هواجس ومخاوف ومغالطات!
في الزواج مسير أم مخير؟
التي تسُرُّه إذا نظر! مَن وبمَ؟