السلام عليكم..
في البداية أعبر لك عن فائق إعجابي بردودك التي تتسم بالواقعية. وإليك سؤالي والذي هو نوعا ما عام.
إذا كان الزوجان يحترمان بعضهما جدا، ومتفاهمان، ولكنهما لا يرفعان الكلفة تماما عن بعضهما، أي كالمخطوبين، إذ إن كل من حولي أشار علي بأن هذا خللا في العلاقة وأنه لا توجد حواجز بين المرأة وزوجها.
وحتى أوضح الفكرة أكثر فمثلا أنا لا أستطيع أن ألطخ وجهي بقناع للبشرة وهو موجود، وغيرها من الأمور.. كما أنه رجل مهذب جدا وحديثه معي لبق، ولكن المقربين مني يرون أن هذا جفاء.
فهل في اعتقادك أن علاقتنا تحتاج إلى نوع من التعديل؟
أنتظر ردكم بلهفة واستبشار، وجزاكم الله خيرا.
18/8/2022
رد المستشار
ابنتي..
هل هناك فعلا بيوت بهذا الشكل الجميل البديع؟! هل هناك رجال ونساء بكل هذه الرقة وهذا الاحترام؟!
فى زمن عز فيه الأدب وأصبحت النساء قبل الرجال يبحثن عن الإثارة باستخدام كل ما يخدش الحياء وباللجوء إلى أفعال الراقصات والغواني تحت مسمى الاستمتاع، أنت وزوجك مثل يحتذى إذا كان في هذه الدنيا من يفهم، وأقول لك واثقة أن كل زوجين بينهما هذا القدر من الاحترام فهما أنجح الأزواج وحياتهما الزوجية هي أطول حياة مستقرة.
أنا أقول لك ذلك لأنك لم تذكري أي مشكلة بينكما، أي أن علاقتكما كزوجين جميلة.. بلا شجار ولا "نقار" .. بيت هادئ يسوده التفاهم والاحترام.. ورجل لا يراك إلا في أكمل زينة ولا ينطق بأي كلمة تخدش أو تجرح أو حتى تضايق، هذه مثالية أصبحت من طول فقدانها خيالية؛ ولذلك يقول لك الناس والمعارف إن في علاقتكما جفاء.
وأنا أقول لك: إذا كان كل ما سبق أن ذكرته من استقرار العلاقة وسيرها على نحو عادي حقيقي، وأن لديكما أبناء، أو علاقتكما الحميمة على ما يرام ولا يوجد لديكما أي شيء مختلف عن أي بيت آخر إلا هذا الأدب الجم، فأنا أغبطك وزوجك عليه.. وأدعو الله أن يديمه عليكما.
واسمحي لي أن أقول لك سرا صغيرا، ربما لا يجوز أن أفشيه، ولكن لتعلمي أني لا أجاملك فى الموضوع.. من أفضل العلاقات الزوجية التي رأيتها في حياتي وتمثلتها في بيتي كانت لجدي وجدتي لأمي.
كانت تعاقبنا إذا دخل البيت وسأل عنها فأخبرناه أنها في الحمام، (هل تتصورين لأى درجة بلغت صورتها الجميلة التي تحاول أن ترسمها)، كان لا يراها إلا في كامل ثيابها وزينتها، كان شكلها قبل وصوله كأي امرأة تستعد للخروج إلى لقاء هام جدا.. أناقة متكاملة وعطر غال جدا.. حذاء يلمع.. وشعر مرتب.. كانت تساعده في خلع ملابسه، وينام في حجرها ليقص عليها ما حدث في يومه.
لم نره يوما يقبلها إلا في الأعياد.. وكان يناديها: يا زينب هانم.
لدرجة أن أمي حين تزوجت لم تصدق أن بينهما - بين أبيها وأمها- ما يحدث بين الزوجين.. من شدة اللطف والرقة والذوق في التعامل، ورغم ذلك كان بينهما ستة من الأبناء، عاشا مع بعضهما قرابة خمسين عاما.. لم يسمع أحد - لا أبناء ولا أحفاد - أن بينهما أي مشاكل.. كنا نراهما فيلما عربيا مستمرا بلا أي خطأ ولا حتى في الرتوش.
توفيت قبله فنعاها على قبرها نعيا أبكى كل الحاضرين، ولحق بها بعد سبعة أشهر.
إن الأدب والرقة والتعفف في التعامل من سمات الأنبياء والرسل، فهنيئا لكما قرب مقعدكما من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
لي تعليق أخير: "برافو" عليك أنه لا يراك بماسك ترطيب الوجه.. أو يعرف أنك تزيلي الشعر الزائد.. أو يراك وقد كست الحنة رأسك وسالت على وجنتيك.. بل يجب أن يرى النتائج فقط.. هل اطلع رجل من قبل على "نجمة" من نجوم السينما المبهرات حين تستيقظ من نومها؟! ويعايروننا أننا لسنا مثلهن؟! حتى في الأفلام تنام بالماكياج وتصحو به.. هى دائما في أبهى زينة وأروع حلة.. حافظي على ذلك.. ولا تنساقي وراء حديث الجهلاء.. "جوزك يشوفك على طبيعتك".
فلمن إذن الجمال والأناقة.. (للأغراب؟!)
لا تنسيني في دعائك