وسواس انتشار النجاسة
أنا مصابة بالوسواس من عمري 13 تقريباً فجأة أصابني ما أتذكر متى. أول ما بلغت كنت ملتزمة جداً في صلاتي وديني وفجأة أصابني الوسواس في البداية كان وسواس نظافة وبعدها أصبح في الصلاة والوضوء والطهارة وكل سنة يتغير وتيجي فترات أجاهد ويخف وسواس ويزيد وسواس آخر.
في الفترة الأخيرة أصابني وسواس انتشار النجاسة فأصبحت بعد قضاء حاجتي أغسل كامل ذراعي بالصابون خوفي من تطاير الماء وما ألمس أي شيء بيديني في البيت بس خارج البيت ألمس كل شيء بشكل طبيعي سببه كان أبناء أختي الصغار وأنا أشوفهم يدخلوا الحمام وما يستنجون وكذلك كنت أشوف إخواتي وهم يبدلون لأولادهم الحفاضة وكانوا ينظفون لهم بالمحارم المبللة وما يغسلون أيديهم بعدها ومواقف كثيرة فصرت أوسوس أنه كل البيت نجس وصرت ما ألمس أي شيء ويدي رطبة وحاولت أتجاهل بس ما قدرت وصار الوسواس يزيد كل يوم أكثر.
اليوم بعد ما قضيت حاجتي لم ينظف كل ما في الأفرنجي ورشيت الأفرنجي بالشطاف لإزالة النجاسة وأزيلت بعد مدة من رشها والمنشفة وملابسي كانوا معلقين في العلاق في الحمام فوسوست أنه يكون تطايرت نجاسة على المنشفة وأصبحت نجسة لأن اندفاع الماء كان قوي وبعدها استخدمت المنشفة في التنشيف بعد الاستحمام واستخدمتها بعد غسل يدي والحين صرت في قلق وخوف من أن المنشفة نجسة ونقلت النجاسة لكل مكان بس ما راح أغسل يدي وراح أستمر في استخدام المنشفة نفسها في التنشيف بس أعرف أنه ما بقدر أقاوم وراح أبدل منشفة ثانية من القلق والتوتر والحين حاسة أني نجسة.\
إذا فرضنا أن المنشفة نجسة ونقلت النجاسة لكل البيت هل يأثمون أصحاب البيت؟ وهل الماء يكفي للتطهير من النجاسة؟ لأني ما أرتاح إلا إذا استخدمت الصابون ... خوفي كله في أني أكون السبب في تنجيس البيت لأني أوسوس كثير من تطاير الماء في الحمام وهذا الشيء أتعبني جداً هذا أصعب وسواس مر علي كلهم قدرت أتجاهلهم مع أنه ما شفيت منهم بس كانوا سهلين جداً.
أتمنى يكون كلامي مفهوم لأني تعبت من هذا الوسواس وأحس نفسي نجسة طول الوقت.
موقعكم ساعدني كثيرا في الوساوس السابقة وأتمنى إني أقدر أتجاوز هذا الوسواس.
24/8/2022
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا بنيتي على موقعك، والحمد لله أن كان موقعنا سببًا لمساعدتك في محنتك
يمكن تلخيص أسئلتك بما يلي:
1- شعورك بانتشار النجاسة في البيت كله، وعدم قدرتك على لمس أي شيء في البيت
2- كيفية تطهير النجاسة (هل تحتاج إلى صابون)؟
3- هل التجاهل ينشر النجاسة ويجعل أهل البيت آثمين؟
1- من الطبيعي في وسواس النجاسة أن تشعري بانتشارها فيما حولك، وأن تشكي بتطايرها إلى أبعد مسافة ممكنة. لكن لو تأملتِ قليلًا، لوجدت أن الأمر من مبتدئه إلى منتهاه مبني على الشك.
هل وصلت النجاسة إلى /الذراع، المنشفة، الجدار../ أم لا؟ (شك).
هل لمس الأطفال موضع النجاسة من جسدهم بعد قضاء الحاجة، أم بقيت في مكانها على الثياب؟ (شك).
هل لمست أخواتك شيئًا بأيديهن الرطبة قبل غسلها من المنديل المبلل أم لا؟ (شك)، علمًا أن رطوبة المنديل ستذهب عند وضع الحفاظ للطفل.
في الشرع هناك قاعدة: (لا تنجيس بالشك). لابد من يقين وجود النجاسة 100% على الأشياء. رغم أن تخيل إمكانية وجود النجاسة في مكان ما، شيء مزعج، بل مرعب بالنسبة للموسوس، إلا أن الله لم يرد أن يزعجنا ولا أن يقلقنا، وكان الحكم أنك ما لم تتيقني النجاسة فلا وجود لها شرعًا.
في الواقع يحتمل التنجيس ويحتمل عدمه.. لكن في الشرع لا يوجد شيء اسمه (يحتمل) يوجد شيء اسمه (يقين). وإذا كان الشرع يحكم بعدم وجود النجاسة، فهذا يعني أنه يحكم بصحة الصلاة، وجواز لمس الأشياء، ويعطيك حرية كاملة في الحركة ولمس ما حولك بيدك الرطبة.
ثم: لو تيقنت أن يد أختك أو أولادها متنجسة ورطبة، ولكن لم تعلمي ماذا أمسكوا، وماذا لمسوا؟ فهنا عندما تلمسين شيئًا، فأنت غير متأكدة أن يدك الرطبة قد لامست المكان الذي تنجس؛ ربما لمسته وربما لا! وهنا نرجع إلى مسألة (لا تنجيس بالشك)، ونحكم على يدك أنها طاهرة لأنك لم تتأكدي من تنجسها. وإذا لم تتنجس يدك شرعًا فلا داعي لغسلها ويمكنك إمساك أي شيء ولا تنتقل النجاسة من محلها.
ثم لنفرض أن البيت غارق في النجاسة بيقين، حينها يُعفى عن هذه النجاسة لعسر التحرز، ولم يجعل الله علينا في الدينا من حرج، ويتم التعامل مع البيت كله على أنه طاهر! ما رأيك؟
2- هل يحتاج تطهير النجاسة إلى صابون؟ لا يجب الصابون بالطبع، ويكفي الغسل بالماء
3- هل يأثم أهل بيتك بتجاهلك للنجاسة ونشرها؟ أنت يا بنيتي لا تتجاهلين النجاسة، وإنما تتجاهلين وسواس النجاسة. واستنادًا إلى الجواب الأول، عندما تتجاهلين وسواس النجاسة، فإنك في الحقيقة تطبقين الحكم الشرعي بعدم التنجيس بالشك. تجاهلك لما تظنينه نجاسة لا يغير شيئًا في الشرع، ولكنه يغير أفكارك الوسواسية. ففي الشرع لا شيء تنجس، ولا أهلك أثموا، وأنت تعافيت بإذن الله.
تابعي التجاهل حتى لو شعرت أنك تتمزقين من القلق، فإنما هو صبر أيام، تنعمين بعدها بالراحة إلى آخر العمر بإذن الله تعالى.
وفقك الله