أنا امرأة متزوجة منذ 6 أشهر، زوجي سافر بعد زواجنا بشهر للعمل، أسكن الآن عند أهلي. مشكلتي مع زوجي هي أهله، فقد كان يريدني أن أسكن مع أهله بدل أهلي، مع العلم أنهم يقيمون معنا في نفس المنطقة، طبعا رفضت تماما، كيف أعيش بين حماتي وحماي بدون وجود زوجي وما الداعي لوجودي في بيتهم، علما أنني لن أكون مرتاحة بينهم وستكون تحركاتي مقيدة ومراقبة لأنهم أناس غير بسيطين.
حدثت بيننا مشادات كثيرة لهذا الأمر عن طريق الهاتف طبعا، كنت أعلم بسفره عندما خطبني واشترط عليه والدي أن أقيم عند أهلي وهو مسافر ووافق على هذا الشرط. المهم في النهاية ومع إصراري أقمت في بيت أهلي، علما أن بيت أهله صغير، ولا يوجد مكان لي للنوم سوى غرفة صغيرة، أما في بيت أهلي فلي غرفتي المستقلة التي اعتدت عليها.
بالإضافة إلى مشكلة الإقامة هناك مشكلة الزيارات: زوجي يريدني أن أزورهم كل يوم أو كل يومين، كل يوم يسأل عن نفس الموضوع، هل زرتهم؟ هل رأيتهم؟ كم ساعة جلست عندهم؟ ماذا تحدثتم؟ ومن هذه الأسئلة المستفزة بالنسبة لي ... أنا بطبيعتي ثقيلة لا أحب أن أزور الناس كثيرا حتى لو إخوتي أو أخواتي، لا أحب أن أتردد على الناس كل يوم، وماذا يضطرني لزيارة أهل زوجي كل يوم؟ وحتى لو كنت في بيت مستقل فلن أزور أهلي كل يوم.. هذا طبعي!.
حاولت إقناعه بأن العبرة ليست بكثرة الزيارات، يعني ممكن أزورهم كل يوم ولا أفتح قلبي لهم، والنتيجة في النهاية واحدة، يريدني أن أذهب لأتغدى عندهم هكذا بدون حتى أن يتصلوا بي هاتفيا، يعني أنا أعزم حالي على الغدا، يقول لي: "هذا بيتك ومش محتاجة عزومة" ... والله مرت فترة 5 أشهر لم يتصلوا بي فيها شخصيا إلا مرة واحدة تقريبا حتى أتغدى عندهم، وبقية الأيام أنا من يذهب بدون أي اتصال بناء على رغبته، ثم يريدني أن أنام عندهم! يعني ألا تكفي زيارة ساعتين أو ثلاث؟ أيجب أن أقضي يومين متتاليين مثلا؟! وأنا لا أحب أن أنام في أي مكان، كما أني عندما أبيت عندهم أقلق طوال الليل، لا أقدر على تغيير مكاني هكذا كما يريد هو.
إن نفسيتي أصلا متدهورة لأني عروس وهو بعيد عني، يعني بالعامية "مش ناقصة" هَم فوق همي،. وهو همه على أهله، والله بتصرفاته هذه كرهني فيهم، أصبحت أزورهم فقط بناء على رغبته، أو أنام عندهم مجبرة، يعني صار الأمر تأدية واجب ثقيل، مع العلم أن علاقتي معهم بالنسبة لي جيدة، أي إنني أزورهم، ولا أقصر معهم بالمجاملات، الهدايا مثلا أحضر كل فترة وفترة غداء أو عشاء ونتناوله معا، أي أجد نفسي بارة بهم ولا أفهم لماذا يطلب مني المزيد؟!!
كانت هذه مشكلتي وسألخصها في أسئلة:
* هل قراري بالإقامة في بيت أهلي صحيح؟.
* هل زيارتي لهم مرة أو مرتين بالأسبوع كافية أم يجب كل يوم على رأيه؟.
* هل يجب أن أبيت عندهم مع العلم أنه ما عندهم مثلا بنت من عمري.. فقط حماي وحماتي، يعني أمل لو جلست أكثر من ساعتين.. تنتهي بيننا الأحاديث!.
* ولو باختصار كيف ممكن تكون علاقتي بأهل زوجي؟ العلاقة المثالية!
ملاحظة: سألحق بزوجي عندما تنتهي إجراءات السفر.. وزوجي فضلا عن ذلك إنسان رائع جدا، لكن لا أريد لحياتنا حتى في المستقبل أن تتعلق بحياة أهله،
ولكم مني جزيل الشكر على سعة صدوركم،
أرجو أن أسمع منكم الجواب الشافي.
29/8/2022
رد المستشار
أهلا بكم أخت "سماح"
وأبدأ بعدة اعتبارات إيجابية:
زوجك إنسان رائع .. أنت في الأصل محبة لأهلة ولا تكرهينهم وتقدمين لهم المجاملات .. في ترتيبات للالتحاق بزوجك فهذه فترة مؤقتة
والسؤال المهم لماذا يصر زوجك على زيارتك لهم؟ ما نواياه في ذلك الأمر؟ ربما قصد ونية زوجك ليس استخدامك بقدر رغبته في برهم والإحسان إليهم من خلالك على اعتبار أنك امتداد لوجوده في بلدكم الأصل، ويبدو أنه يشعر بتقصيره معهم ويريد تعويضهم من خلالك أو يعتقد أن الزواج الصحيح يكون للزوجة دور إيجابي نحو والديه. وأيا كانت الإجابة فهي غالبا مقصد خير ولا يعني ذلك أن عليك التسليم في الأمر جملة وتفصيلا.
ربما هذا الإدراك يجعلنا نتعامل بهدوء ودون شعور بالتحكم من الزوج أو القهر عند النظر للمقاصد المحتملة والنوايا وتفهمها، والتفهم لا يعني الاستجابة الحتمية لتوقعات الزوج.
وأعتقد أن مشكلتك هي مشكلة ثقافية يعني ليس هناك صواب أو خطأ إنما تخضع لمعايير الثقافة، وإن كان إصدار للحكم فأنت على صواب فقط لوجود شرط قبل الزواج، فإذا ذهبنا للصواب والخطأ – وهذا ليس مناسبا في العلاقات الزوجية في كثير من مواقفها – فستكون النتيجة سوء تفاهم يزداد مع الوقت، لذلك أرى أن يمكنك التفكير في تقريب توقعات الزوج من قدرتك على التحمل لأقرب نقطة خاصة وأنها فترة مؤقتة.
فمودتهم والإحسان إليهم كذوي القربى وسيكون ذلك عربون محبة وثقة بينك وبين الزوج وأهله والمحيطين، مع الحديث بلغة توصل رسائل توضيحية للزوج كي يصل لدرجة من التفهم بأنك تحبينهم ولكن لك تفضيلات، والتفاوض حول عدد المرات في الزيارة أو ترك الأمر لك ولظروفك وأنك ستلبين هدفه ورغبته لكن بالطريقة المناسبة وعلى حد قولك العبرة بنوعية الوقت وليس كم الوقت.
لا تنظري للصواب والخطأ لأن الأمر نسبي للغاية بين العائلات، واجعلي هذا الأمر بينك وبينه قدر المستطاع، لست مضطرة لدخول أهلك حتى الآن، وتفهمي حبه لأهله وأخبريه بذلك وأن هذا لا يعني أن تكون زياراتي وتواجدي بنفس الطريقة وأنك ستحاولين قدر المستطاع.