أحلام يقظة مزعجة
السلام عليكم ورحمة الله، أعاني من مشكلة غريبة وهي أنني أتخيل حدوث أمور مستقبلية سيئة (مثل وفاة أهلي أو تعرضي للإهانة في مكان العمل أو زواجي من شخص سيء...إلخ) ثم يتغير مزاجي بسبب هذه الأفكار والتخيلات بشكل سيء جدا، فأشعر بالحزن والغضب الشديد كأن الأمر حصل فعلا، وهذا يؤثر على تعاملي مع من حولي وعلى ردة فعلي تجاه ما يحصل معي، فيكون الغضب والعصبية مسيطران أغلب الوقت.
الموضوع بدء من عدة سنوات لكنه كان بسيطا ولا يستغرق وقت طويل ... أما الآن فهو يبقى معي طوال اليوم تقريبا مع العلم أنني أحاول شغل نفسي قدر المستطاع إلا أن الأفكار تراودني حتى وأنا أعمل أو أقرأ أو أمشي (أحاول أثناء المشي والعمل، قراءة الأذكار أو تذكر مهام اليوم لكن لا فائدة) ويزداد الأمر سوءا قبل النوم فرغم إشغالي لنفسي طوال النهار ووصولي آخر اليوم إلى السرير منهكة إلا أن هذه التخيلات تمنعني من النوم وتشعرني بكآبة مزعجة ومرهقة جدا
أعتذر جدا على الإطالة
أتمنى مساعدتكم وأحتاجها
24/8/2022
رد المستشار
صديقتي
لقد عودت نفسك بطريقة غير واعية على تخيل الأسوأ ربما لكي تستعدي له وتتجنبيه... وكما اكتشفت، هذه الخيالات تحسين بها وكأنها حقيقة وتترك فيك أثرا سلبيا ومدمرا.. هذا لأن الجهاز العصبي لا يستطيع التفرقة بين الحقيقة والخيال.. إذا ما تخيلت بوضوح أنك تغرسين أسنانك في ليمونة مززة فسوف يسيل لعابك مع أن الليمونة غير موجودة في فمك حقيقة... اللعاب يسيل لحماية الفم من حامض السيتريك الموجود في الليمونة الخيالية.
الحل يكمن في أن تدربي نفسك على العكس... عندما تتخيلين الأسوأ، تخيلي أيضا عكسه والأفضل وفكري في كيفية تحقيقه.. مع الوقت والتكرار سوف تتخيلين ما يجعلك سعيدة ومتفائلة وسوف تحققينه باتخاذ الخطوات اللازمة... كوني عادة جديدة في التفكير والخيال.. ربما ليس لديك اختيار في الأفكار التي تطرأ على ذهنك (مثلنا جميعا) ولكن لديك اختيار فيما سوف تفعلين بهذه الأفكار والخيالات.. هل ستقويها وتستمري فيها أم ستغيريها إلى شيء أفضل؟
من المهم أن نتخيل الأسوأ لكي نحتاط منه، والأفضل لكي نرسم له خطة ونحققه... ولكن التركيز والتكرار يجب أن يكون على الأفضل.
قد تحتاجين إلى مراجعة معالج نفساني ومدرب حياة لكي تناقشي هذه الأمور باستفاضة وتضعي برنامجا لتغيير عاداتك الفكرية والتخيلية.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويتبع>>>: أحلام يقظة مزعجة، وسوسة أم قلق اجتماعي! م