وساوس الصيام: التطور الطبيعي يا محمد! م6
الأفكار العقائدية والوسواس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، منذ آخر رد وصلني منكم وأنا أعد نفسي يومياً أن هذه المرة هي المرة الأخيرة وأن هذا الوسواس هو الأخير وأن هذه الشهادتين هي آخر مرة سأنطق بها خوفا من الكفر.
كل مرة أقول لنفسي ماذا بعد هذا الدش الساقع من طبيبك؟ حتى أتاني ما لم أتحمله، أتتني أفكار عقائدية وأسئلة عقائدية أصبحت أشعر أني وإن لم أعرف إجابتها فعقيدتي قد اختلت وأني لا أعلم ما هو معلوم من الدين بالضرورة
أخبر نفسي أن هذه وساوس لكني أجد نفسي مطالبا بالإجابة عن كل سؤال، كيف أتركه دون إجابة، طفت على جميع مواقع الفتوى ولم أجد ضالتي، من أجابني بأنه يعتذر عن الرد على الأسئلة التي تتعلق بالوسواس، ومن اعتذر بأنه يستقبل الكثير من الأسئلة العاجلة لم أجد من يجيبني!
هناك من يجيب الأسئلة العقائدية دون أن يخبرني أنها وساوس ... لا تفعلوا مثلهم!!! ربما الوسواس اجتررني لتلك الأسئلة نعم. لكن! الآن هي أسئلة تحتاج مني إلى إجابة ... الأستاذة رفيف ربما هي ملجئي الآن، وأنتظر من طبيبي د. وائل دش ساقع جديد لكن ماذا أفعل؟ كيف أجيب على أسئلتي؟ كيف لا أتهم نفسي بالكفر وإن لم أعرف:
١- الله قد تكلم بالقرآن حقاً... وفي للقرآن كلمات بها مد عارض للسكون تجوز قراءته بحركتين أو أربعة أو ست، ثم أتى السؤال: هل هذا يعني أن الله قد تكلم بكل كلمة بها مد عارض للسكون بحركتين وأربع حركات وست حركات فسمعها سيدنا جبريل عليه السلام ومن ثم سمعها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم ماذا عن الكلمات التي أقف عليها في وسط الآيات؟ ثم السؤال الآخر هل يلزم أن أعرف الطريقة؟ هل سأكفر إن لم أعرفها وتكون لدي إجابة، وإذا كان الحال أني سأكفر إن لم أعرفها.. ماذا أفعل إن لم يجبني أحدهم؟ هل سأدع الأمر إلى تفكيري.. حسنا تفكيري أوصلني في وقت ما إلى طريقة.. ماذا لو كان تفكيري خاطئا.. قد افتريت إذا كذباً.. وربما كفرت بهذا الاعتقاد الخاطيء ... أصبحت أجول بين المواقع، وفي أثتاء جولاتي تظهر أسئلة جديدة أراها وتقع عيني عليها، فيصبح هناك مسعى إضافي أريد معرفته بجانب مسعاي الأساسي، حتى وصلت إلى سؤال:
٢- من أطلق على الملائكة أسماءهم.. وكفرت نفسي أكثر من مرة أني لم أجب أنه الله جل وعلا ... والوسواس الآن بينما أكتب تلك السطور يخبرني أني ربما أنا خاطيء أو حتى ربما أنا غير مقتنع بالإجابة التي أجبتها ... حسناً ربما سيجيبني أحدهم، سواء أستاذة رفيف أو غيرها، لكني قبل هذا كان الانتظار يؤلمني وحدي
لكن الآن زواجي ينهار: زوجتي أخاف من لمسها حتى شكت في زوجتي أنهاها أن تصلي خلفي حتى بكت، زوجتي تلمسني فأقشعر، ولو أقنعت نفسي بأني لم أكفر، أتهم نفسي مع كل لمسة بالزنا، أصبحت أقوم بأفعال لم أعتدها هكذا من قبل، أصبحت أرطم رأسي بيدي كلما قطعت صلاة أو أتاني وسواس، أصبحت حتى أنطق بالشهادتين أستر عورتي وأقف في مكان ليس به صوت حتى لزوجتي أو مكان ليس به معصية .. أصبحت أخشى التسمية قبل الأكل فصوت التلفاز به أغاني وامرأتي ترتدي ملابس البيت أمامي فكيف أنطق بلفظ الجلالة في وسط هذا؟!
أصبحت أتلجلج في الكلام .. لا أكمل الكلمة أو الجملة حتى يكاد يظن من أمامي أني أصبت بسكتة دماغية
كل جملة أتكلم بها عقلي يسابق لساني في تحويل مسارها لشيء إما معصية أو كفر فأسكت
أصبحت أتهم نفسي بكل فعل أني أفعله رياء
أصبحت أخبر نفسي بأن فعلي للمعصية يعني أني استحلها ولا أراها حراما إذن فهو كفر
أنا أعاني كما لم أعان من قبل، أصبح التفكير في الانتحار ليس سخيفا كما كان من قبل ولولا إسلامي لكان التفكير فيه أكثر .. زدت جرعات أدويتي ربما تساعدني وأعتقد أني سأزيدها مجددا
أكتب تلك الكلمات وزوجتي لا تستطيع أن تفهم لماذا اتخذت عنها جنبا؟ لماذا لم أعد ألمسها؟
لماذا أنا ممسك بهاتفي طوال الوقت هكذا؟
26/8/2022
رد المستشار
الابن والزميل الفاضل "محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
لا أدري ماذا أقول لك؟! وأنت الزميل النابه "الفاهم" تقول: (أخبر نفسي أن هذه وساوس لكني أجد نفسي مطالبا بالإجابة عن كل سؤال، كيف أتركه دون إجابة) ... معنى أنها وساوس أن ما يليها من نزعة للتفكير أو الفعل الظاهر أو الباطن (أجد نفسي مطالبا بالإجابة) هو منزلق الفعل القهري! .. وأنت تحب الانزلاق أو تراه لازما لمناجزة الوسواس وهي بئس المناجزة هداك الله.
ثم دعني إمعانا في تبصيرك بالحال المؤسف لطريقة مناجزتك للوسواس... أنت تقول (طفت على جميع مواقع الفتوى ولم أجد ضالتي، من أجابني بأنه يعتذر عن الرد على الأسئلة التي تتعلق بالوسواس، ومن اعتذر بأنه يستقبل الكثير من الأسئلة العاجلة لم أجد من يجيبني!) ... ودعني أقول لك أنك لو أجابك الجميع أو أحدهم أو بعضهم وجاء في الإجابة أنها "وساوس" -يعني لا غبار على فهمهم وتقديرهم للأمور- ثم أيدتهم إجابة د. رفيف الصباغ فإن "محمد" لن يجد نفسه اقتنع وسيبحث عن مصادر أخرى للرد على تساؤلاته نفسها! أي أنك لن تستريح وستعود إلى حيث بدأت لأن المشكلة ليست في الردود التي تتلقاها وإنما هي النزعة القهرية للتساؤل والتعمق في الأسئلة الغيبية والتشكيكية (أي التعنت في السؤال عن عويص المسائل التي يندر وقوعها في ذهن الإنسان العادي، وإن وقعت أهملها ببساطة ولم يقف عندها طويلاً) وليس هذا إلا زلاقة ليجترَّ ويفكر ثم يخطر في ذهنه أنه بهذا الفهم أو التصور أو ذاك قد أذنب ذنبا عظيما أو كفر والعياذ بالله... وبالالي تكتمل حلقة و.ذ.ت.ق أي وسواس الذنب التعمق القهري وقد أحلناك إليه قبلا يا زميلي العزيز.
يمكن جدا أن يكون السبب أنك لا تشعر باكتمال اقتناعك بالرد رغم سلامة منطقه ومعناه فليس غريبا من الموسوس أن يقول (والله يا دكتور كلامك منطقي وشامل لكنني لا أستطيع الاقتناع كأن شئا يحول بيني وبينه) هذه اسمها مشاعر اللا اكتمال وربما إ.ل.ص.ت وقد أعطيناك ارتباطاتها من قبل فأحسن من فضلك قرائتها.
زوجتك من حرمها عليك؟ يا أخي اتق الله في نفسك وزوجتك ألا تستطيع أن تأخذ من وسوستك وقتا تكون فيه خارج الخدمة؟ خارج خدمة الوسواس فأنت غالبا في الخدمة!! .. يعني تصرف مع زوجتك بناء على ما علمناك وفهمناك من أنك لا تكفر مهما حصل! ... وبالتالي فلا تعذب زوجتك، ولا معنى عندي لاتهامك نفسك بالزنا (ولو أقنعت نفسي بأني لم أكفر، أتهم نفسي مع كل لمسة بالزنا) اسمع افصل تماما بين كونك معذبا بإيمانه (أي مريض و.ذ.ت.ق) وكونك زوج وأب قريبا إن شاء الله، احتضن زوجتك وعاشرها لا تؤجل هذا أبدا -وهذا على مسؤوليتي أنا شخصيا- أو فإن عليك مصارحتها بمعاناتك من الوسواس القهري ولعلها تكون معينا على العلاج.
من المضحك المبكي قولك (أصبحت حتى أنطق بالشهادتين أستر عورتي وأقف في مكان ليس به صوت حتى لزوجتي أو مكان ليس به معصية، أصبحت أخشى التسمية قبل الأكل فصوت التلفاز به أغاني وامرأتي ترتدي ملابس البيت أمامي فكيف أنطق بلفظ الجلالة في وسط هذا؟!) طبعا ليس غريبا منك هذا الكلام فقديما كانت إحدى فقرات الدرجة القصوى في مدرج مخاوفك (النطق بالشهادة في مكان بعيد عن أي مصدر للمعصية مخافةً ألا تقبل والعياذ بالله) ... وليس ما أنت فيه الآن إلا تطورا على نفس النهج الحزين! يا أخي كم مرة قلت "الله" وأنت تعاشر زوجتك؟ أترى في ذلك شيئا من الإساءة؟ أي غلوٍّ هذا!؟
من المزعج أن أخبرك بأني لا أتوقع أن زيادة العقاقير أو جرعاتها ستعطي كثيرا من التحسن إلا على مدى قصير إن حدث، وسأرسل نسخة من متابعتك هذه إلى فقيهتنا د. رفيف الصباغ لتجيبك، رغم علمي بأن بهذا إثقالا إضافيا عليها حفظها الله، وأنا بالأصل متأكد من أنها تقرأ كل الاستشارات التي أرد عليها خاصة ما يتعلق بالوسواس ولو وجدت خطئا أو شططا لا سمح الله فإنها تنبهني بمجرد النشر على الموقع.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع >>>>>>: وساوس الصيام : التطور الطبيعي يا محمد ! م8