الوسواس الديني
في البداية كان الوسواس لدي خفيف أنا لدي مشاكل مع النجاسة أولا أعاني من القولون وأعراضه وصعوبة الاستنجاء بسبب بقاء البراز في المنطقة وأيضا حتى في التبول البول يخرج بطريقة غير منتظمة تماما ويسيل في كل مكان لا يوجد حل لهذه المشاكل حسب ما فهمت فبدأ الوسواس وأصبحت الآن أستحم في كل مرة أود قضاء الحاجة ولم أستطع التخلص من الأمر مهما حاولت
وبعدها تطور الأمر بدأت أشك بخروج نقاط البول والآن بدأت تخرج بالفعل ولم أعد أتحكم بنفسي أستمر بالتفكير وكلما فكرت أشعر أن المثانة تدفع لا إراديا البول وبدأت أستعمل الفوط الصحية دوما وكل هذا دفعني لترك الصلاة تماما من عدة سنوات ولازلت هكذا وحتى الصيام الذي أقوم به فقط كي أبقى معتادة الوسواس به كارثة فكلما أغلق فمي أشعر ببقاء الماء بين الشفتين وكل هذه الأشياء دفعتني لقراءة الفتاوى وسبب لي وسواس أكبر بسبب التشدد ولم أفهم شيئا ولم أجد من يفتيني
فكيف سأترك الوسواس وأنا لا أدري حكم الدين بالمسألة والآن الشك بالدين ووجود الدين أصلا لا أدري إن كان من الوسواس فلم أعد أشعر أن الإسلام ديني والشعور بأن الله ظالم لا أستطيع القول أكثر والتفكير بالانتحار المستمر والأرق والذنب فما الحل هل هو ديني أم نفساني؟ وكيف سأشرح كل هذا لطبيب؟
لا أفهم كيف سيفيدني فطرحت على الموقع وأنا خائبة الأمل كليا من التخلص منه
طبعا لم أتزوج وأرفض أي أحد بسبب وساوسي وحياتي الفوضوية التي لا يقبل بها أحد
11/9/2022
رد المستشار
أهلًا بك وسهلًا عزيزتي "مريم"، شرفت مجانين، وأشكر لك صبرك الطويل قبل أن يأتيك الجواب
أهم شيء في رسالتك كلها هو سطورك الأخيرة! إنها تدل على اكتئاب شديد لا تداويه كلمات نكتبها هنا، وإنما تحتاجين إلى الطبيب قطعًا. التفكير بالانتحار، والأرق والإحساس بالذنب، والشعور بالظلم (أيًا كانت الجهة الظالمة) كلها أعراض لا يستهان بها.
واجبك الآن الذهاب إلى الطبيب حالًا وسريعًا وتناول الأدوية، والأدوية ستعالج لك مشكلة القولون العصبي وبقاء البراز في المنطقة.
أما مشكلة التبول، فإنها بالفعل تحصل مع كثير من النساء، وأغلبهن يتخلصن من ذلك بتطبيق الجلسة المسنونة أثناء قضاء الحاجة، أو على الأقل تكون مساحة انتشار البول صغيرة جدًا. وهذه الجلسة هي أن تستندي وتجلسي أثناء قضاء الحاجة على رجلك اليسرى، وتنصبي الرجل اليمنى مستندة إلى أصابعها، أي الأصابع فقط على الأرض (داخل حذاء الحمام طبعًا)، وترفعين باقي القدم، مع ضم الركبتين إلى بعضهما البعض. فإن كنت تجلسين على المرحاض الإفرنجي، ألصقي ركبتيك ببعضهما فقط.
طبعًا ليس من واجبك غسل نصفك الأسفل كله، استنجي كسائر الناس، ولو فرضنا بقي شيء، فقلدي المذهب المالكي في أن إزالة النجاسة سنة من أجل الصلاة، فلا هي تضر في الصلاة، ولا هي تنتقل لأنها ستبقى تحت الثياب.
ومشكلة خروج نقاط البول لوحدها حكمها سهل جدًا، الموسوس بهذا الأمر شبيه بحكم دائم الحدث الذي يسيل منه البول دون إرادته ولا يستطيع ضبطه، تتوضئين وتصلين، ولا ينتقض وضوؤك بنزول البول سواء أثناء الوضوء، أم أثناء الصلاة، أم أثناء حملك للمصحف...، أنت معذورة، وأصحاب الأعذار لهم أحكام خاصة في الشرع، وما جعل الله علينا في الدين من حرج.
وسواس الصيام أنت معذورة فيما تشعرين به أيضًا، ولا تفطرين حتى لو ابتلعت هذا الماء، الذي هو غير موجود أصلًا. اطمئني، هو مجرد إحساسات وسواسية، فابتلعيه ما شئت، حتى لو أحسست به في حلقك وليس على شفتيك فقط.
الموسوس غير مكلف بما يكلف به غيره، تمامًا مثل المريض الذي لا يكلف أن يصلي واقفًا مثلًا، أو أن يسجد، أو مثل من يضره الماء في رجله مثلًا فيعفى من غسلها في الوضوء.
لماذا نقبل العفو في الأمراض الجسدية ولا نقبله في الأمراض النفسية؟! مع أن له أصلًا في الشرع، فالمجنون مرضه ليس جسديًا وهو معذور يرفع عنه التكليف، فإن كان جنونه متقطعًا، يرفع عنه التكليف وقت جنونه فقط. لماذا نقبل هذا ولا نقبل سائر المعاناة النفسية التي تؤثر على تصرفات الإنسان وتفكيره؟
الله أرحم بعباده من أن يحملهم ما لا يطيقون، وأداء العبادة مع الأخذ بالرخصة خير من تركها بالكلية. ربنا سبحانه يريد منا أن نؤدي العبادات ولا نتركها، كل حسب استطاعته، ولا نقيس من يستطيع على من لا يستطيع، فالله ليس بظالم ليجعل الاثنين متساويين.
أعود فأقول: يجب عليك الذهاب إلى الطبيب دون نقاش، أنت تحرمين نفسك من متعة الحياة، فاذهبي واصبري على العلاج، فالعلاج النفساني يحتاج إلى مدة أكثر من العلاج الجسدي حتى يشعر الإنسان بالتحسن التام.
عافاك الله وأسعد قلبك.