السلام عليكم..
من فضلكم أعينوني لإيجاد حل لمشكلتي العويصة هذه والتي أنهكت قواي..
أنا سيدة في الـ 26 من عمري، تقدم لخطبتي شاب في الـ 34 من العمر؛ وذلك في سنة 2019، وهو معروف في منطقتنا بطيب الأخلاق، ومتدين كما يشهد له الجميع.. قبل به الأهل وكل الأقارب، كما قبلت به أنا أيضا بعد أن استخرت ربي وشاورت الناس، علما بأنه هو الذي اختارني كزوجة له بمحض إرادته.
تم زواجنا في أواخر أكتوبر 2020 وكان زواجا ميسرا حيث كانت حياتنا الزوجية طيبة خلال شهرين، وفي جانفي (يناير) 2021 بدأت المشكلة بعدما صارحني زوجي أنه كانت له علاقة مع طالبة كانت تدرس عنده في الجامعة منذ أيام خطوبتنا، وتواعدا بأن تكون زوجة ثانية له وهذا بدون علمي أنا كخطيبته في ذلك الوقت، وهذا عن حسن نية في ألا يفقدني كما يقول، على أن يكون هذا الزواج الثاني له بعد عدة سنوات من زواجه الأول؛ حيث كان هذا سرا بينهما دون معرفة أحد، وكان يكلمها في الهاتف أحيانا.
خلال شهر جانفي 2021 تقدم شخص لخطبة هذه الفتاة فاتصلت بزوجي لتخبره بهذا الأمر الذي لم يكن متوقعًا لديهما، ولهذا طلب مني أن أكون راضية على هذا الزواج لأن رضاي كان شرطهما الوحيد كما ادعى... لما أخبرني أصبت بصدمة نفسية ولم أوافق أولا، ثم وافقت بعد إصراره، وطلبت منها أن تتزوج منه، إلا أنها رفضت وقالت إنها مخطوبة الآن ومتعلقة بهذا الخطيب ولم تستطع أن تتركه، وكانت هذه الموافقة رغما عني إرضاء لزوجي الذي كان يقول دائما إنه لا يستطيع العيش معي بدون هذه الفتاة، وإن حياته لا معنى لها معي دونها.
وبعد مدة طلبت منه الفتاة أن ينساها ويعيش في سعادة معي، لكنه لم يستطع، وهو الآن ينتظر متى تفسخ خطوبتها من هذا الرجل الذي خطبها كي يتزوجها، ويقول لي اصبري معي حتى أتزوجها ثم نعيش نحن الثلاثة بسعادة، علما بأن زوجي لم تكن لديه فكرة التعدد مطلقا إلا بعدما جاءت عنده هذه الفتاة في الجامعة وطلبت منه أن يتزوجها.
وفي شهر مارس 2021 أخبرت الأهل بالمشكلة التي أتعبتني كثيرا طلبا منهم للمساعدة فذعروا من الأمر جميعا، وقد رفض أهله هذا الزواج مطلقا وقالوا إن ابنهم تحت تأثير سحر أو عين، أما أهلي فمنعوني من السفر معه إلى مكان عمله الذي يبعد عن منطقتنا بـ 1500 كم بسبب مرضي النفسي بهذه المشكلة المتمثلة في الخوف الدائم وعدم الأمن مع هذا الزوج الذي لم يوفر لي السكينة .
لما منعوه من الزواج من هذه الفتاة أخبرني بأنه لابد أن يتزوج بأخرى وهذا بسبب عدم انجذابه الجنسي نحوي أنا كزوجته الذي أَحَسَّ به من يوم زواجنا كما يقول، حيث لم يخبرني بإحساسه هذا إلا بعد حدوث المشكلة، علما بأنني لم ألاحظ هذا قط من قبل، ثم نصحته بالذهاب إلى الطبيب النفساني أو الراقي لكنه رفض وقال إن حالته طبيعية وعلاجها هو الزواج بأخرى، وطلب مني البقاء معه إلا أني رفضت الفكرة وقلت له كيف لي العيش مع رجل لا ينجذب إلي كما يدعي وله زوجة ثانية ينجذب إليها كما يتخيل ويتوهم؟!.
أنا ماكثة عند أهلي وحائرة في إيجاد الحل، فهل أطلب الطلاق، أم ماذا أفعل مع هذا الزوج الذي لم أعد أعرف هل هو مريض أو حالته طبيعية؟ ساعدوني بآرائكم حفظكم الله.
7/9/2022
رد المستشار
قبل أن أشرع في حل مشكلتك كنت أحتاج للتأكد من إعادة ضبط انفعالاتي التي اشتعلت غيظا وسخطا! وأتصور أن معظم من سيقرأ سطورك ستصيبه نفس الحرائق بداخله، ليس من عجب ما تسردين بقدر العجب من التأقلم مع معاني عجيبة الشكل!
لن أخفيك سرا وسأبوح لك بمعلول قلبي، ثم أشرع في التفكير معك في الحل، ولا تتصوري أنك لست مخطئة يا صديقتي مثله تماما رغم كونك ضحية لقصته العجيبة.. وسأبدأ به أولا؛ فهو ملتزم من "الفيرجن" الجديد الذي يصلي ويصوم وتثني عليه الناس جميعا، ولكنه يستطيع أن يقع في قصة حب مع فتاة وهو خاطب لك بعد أن اختارك بمحض إرادته لتكوني زوجة له، ويظل على التواصل المزدوج بينك وبينها بكل ما حملته تلك المراحل الانتقالية من خطوبة، لعقد، لبناء معك، سواء على المستوى العاطفي أو المستوى الحسي بقدرة مذهلة على الازدواج للدرجة التي ترضيكما أنتما الاثنتين!
أنت كمخطوبة محبوبة سعيدة ومتزوجة أيضا، وهي كحبيبة تصل بدرجة حبها المزعوم لأن تطلب وتقبل أن تكون زوجة ثانية له بعد أن تترككما تستمتعان بزواجكما لبضع سنوات بل وتعرض هي عليه تلك الفكرة!
طمع زوجك في أخذ كل شيء، الزوجة الطيبة التي يقبلها زوجة له بغض النظر عن قوة العاطفة تجاهها أو الميل الجنسي لها -كما أوضح لك فيما بعد- فيضمن بذلك الشكل الاجتماعي المقبول لنفسه "ظاهريا" وكذلك الحبيبة المختبئة في الظلام التي تُفجّر بداخله مشاعر عاطفية، وكذلك انجذابا جنسيا فظيعا ليهنأ بها بعد سنوات قليلة.
كما أنه وقع ضحية فكرة سيطرت عليه وجعلته يتصور أنه لا توجد لديه مشاعر تجاهك، ولا انجذاب جنسي نحوك وهو "واهم " تماما؛ لأنه حين ترك مشاعره تذهب بعيدا مع تلك الفتاة وهي بعيدة عنه وقع في فخ الخيال الذي يرى أن كل شيء جميل سيجده فيه، فالمشاعر الساخنة ستكون معها، فليحبك إذن حب "القبول " والانجذاب الجنسي نحوك مفروغ منه لأنه تذوقه معك، لكن العلاقة الخاصة معها ستكون أمرا آخر، والموضوع لا حب ولا جنس معها، ما هو إلا الوهم والتخيل والرغبة فيما لا يملك لأن الممنوع مرغوب .. إن زوجك أوقع نفسه في قصة ليس لها أي أساس حقيقي لا على مستوى المشاعر أو القرب البدني أو الشرع.
أما أنت، فلقد تشوش عندك عمل الترمومترات التي يهبها الله للأنثى؛ منها الترمومتر الخاص بالمشاعر وصدقها فأعماك عن الوقوف أمامها بحس الأُنثى ما يعمي بصر معظم الفتيات من فرحة الزواج والفوز برجل متدين يصفق له الجميع حتى أهلك، دون أن تستشعري أين يقف تماما معك من شكل وحقيقة المشاعر بين الرجل المحب وحبيبته، ومهما أتقن التمثيل فلن يستطيع أن يفعل ذلك طول الوقت، وسيخرج منه حتما تصرف أو كلمة تفضح صدق تركيزه معك أنت كحبيبة وزوجة، ولكنك لم تنتبهي.
ووقعت في المساحة الشائكة التي لم يحسمها أكبر المتشدقين في الحب وهي موضوع "الكرامة"، وهل هناك كرامة بين المحبين أم لا؟! فقبلت أن يتزوج عليك، بل وحدثتها أنت لتقنعيها بعد أن نكصت هي بوعدها مع زوجك المصون! واختلطت عليك فكرة إرضاء الزوج وطاعته ورجاء راحته، حتى صارت راحته في موتك، وإرضاؤه على حساب أهم نقطة تبحث عنها الزوجة مع زوجها وهي حبه وإشعاره بأنوثتها؛ لأنها لن تأخذ ذلك أبدا إلا منه وحده.
فقصته تختلف تماما عن قصة شاب أحب فتاة قبل زواجه واضطر لتركها لأسباب خارجة عن إرادته، وتراوده نفسه بعد حين أن يتزوج منها بعد انتفاء العوائق -مع التحفظ- فلقد اختارك قبلها وأرادك زوجة له وأحبها، ووصلت بهما المشاعر لأن يتفقا على الزواج بعد أن يتزوج منك، فلا تخلطي الأوراق يا صديقتي.
أما هي -تلك الحبيبة المزعومة- فأراها هي الفائز الوحيد "دنيويا "؛ فلقد نفدت من معركة المشاعر المحرومة والزواج من رجل متزوج بخطيب "بكر" يرضيها، فليسامح الله عز وجل الجميع، سبحانه يرى تجاوزات البشر ويظل يقبل توبتهم!
أما الحل فأراه أنه لابد أن يبدأ من عندك فورا؛ فكثير من الرجال لا يجوز في حقهم المعاملة بالمعروف، ولا يفيقون إلا كما نقول في مصر "بالعين الحمرا " فزوجك لم يردعه أحد حتى الآن ! لا أنت، ولا أهله، ولا أهلك ولا شرع حث على الرفق بالقوارير والتسريح بإحسان دون تجريح أو ظلم، فأحيانا نتعلم بلطمة على الوجه يخرج معها دم، فليكن، فيبدو أنه من ذلك النوع.
ما أحاول أن أقوله هو أنك لن تسافري معه ولن تطلبي الطلاق وستتحلين بنبل الأخلاق "الواعية" لا "البلهاء"، وستوضحين له أنك أنت التي تحتاجين فرصة للتفكير في حقيقة حبك له وأنه يحتاج هذا أيضا، ولتكن هدنة من كل تلك المعارك ليرى نفسه وهو وحيد؛ ليعيد حساباته ويفهم ما قلناه دون اتصال بينكما أو تواصل حتى يقف على حقيقة الفتاة التي خذلته وحقيقة الزواج وحقيقة وجودك في حياته، ولتأخذ تلك الهدنة ما تأخذ من وقت، فإن عاد فاهما واعيا لنفسه وحياته التي سيبدأها بك ومعك فأنت أهل للعفو وكرم الأخلاق، وإن لم يعد أو تشبث بفكرة زواجه من أخرى فليذهب غير مأسوف عليه، ولتحمدي الله أنك لم تحملي بطفل منه، وأنك كنت نعم الزوجة.
واقرئي على مجانين:
نفسي عائلي: زواج ثاني Second Marriage