وساوس الصيام: التطور الطبيعي يا محمد! م8
وساوس الطهارة أوقعتني في خلاف مع زوجتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أعتذر مسبقاً عن الإزعاج فما لبثت الاستشارة السابقة أن يرد عليها حتى عاجلتكم بواحدة أخرى
أخذت بنصيحتكم وصارحت زوجتي بمرضي - أو على الأقل بالفكرة العامة له - ولكن الوسواس جعل تعاملاتي معها تأخذ منحنى الصدام، هي تحاول أن تمنعني وأنا أخبرها أنها المرة الأخيرة أن المرة هذه ليست وسواسا، فبالتالي يجب أن أتحلل منها سواء بإعادة وضوء أو صلاة أو نطق بالشهادتين
أراها تبكي ليلاً.. تبكي لعدم قدرتها على مساعدتي.. تبكي لأنها تضايقت مني وتمللت وأظهرت ذلك لي عندما وجدت أرضية الحمام أصبحت بركة ماء من استنجاء أو وضوء لي.. حتى جاءت ليلة.. عزمت فيها على البدء من جديد.. قرأت الراوبط التي أرسلتموها في استشارات سابقة.. وتوصلت إلى نتيجة أن في كل مرة يخبركم شخص بأن لديه مشكلة قد تكون كالجبل على صدره وأشعر بها وأنا أقرأ كلامه حتى تشابهت بعض المواقف.. أجد الرد فيه مخرج له.. أجد الرد يربت على قلبه ويهديء من روعه
وقتها قررت الالتزام، ولكن! في نفس اليوم بعد دقائق فقط رأيت زوجتي تغسل جرحا أصاب إصبع قدمها فسال منه دم "يسير" ولمسته بيدها، فأخبرتها أن تغسل يدها ثم تغسل قدمها، ذهبت لحوض الحمام وذهبت خلفها لأتأكد من التزامها بما قلت، ولكن رأيتها تفرك أصابع يدها التي عليها الدم بالأصابع الأخرى تحت الماء وتفرك يدها اليمنى التي بها دم بيدها اليسرى الطاهرة ثم تفرك قدمها وترتب خصلات شعرها وأنا أخبرها بعصبية أن توقفي.. اغسلي رجلك دون أن تلمسيها وطهري يديكي الأخرتين.. تمللت وتضايقت وأخبرتني أنه لا أحد يفعل مثل ما أنا أفعل.. وأن يكفي هذا .. يكفي ما تفعله.. يكفي يكفي يكفي
تشاجرنا.. أنا أحاول أن أبين لها أن النجاسة قد انتقلت من إصبع لأصبع ليد لشعر.. وأنها تمشي في المنزل ربما تنقل كل تلك النجاسة.. وأني لن أستطيع أن أخطو قدما واحدة في كل التي خطت عليه.. تعالت أصواتنا.. شعرت أنها ربما تتهمني أني وصلت لحد الجنون ولمَ لا وهي أحيانا تسمعني أتمتم بشيء فتستفسر عنه فأخشى أن أخبرها أني كنت أتشهَّد فتلومني أني أخلفت وعدي لها بأني سأكف عن هذا.. ثم سكتنا.. زاد الصدع بيننا أكثر وأكثر.
ذهبت أبحث عن فتوى حتى أجد مخرجا من هذا الموقف، فوجدت فتوى تقول إنه يعفى عن يسير الدم، فقلت حسنا هو دم يسير، ثم قلت لكن هي فركته بيدها تحت الماء وبأصابع يدها الأخرى لامست شعرها فاليسير هذا لامسته يد مبتلة بالماء ولامسه ماء فهل خرج عن كونه معفوا عنه؟؟
أرسل إليكم تلك الكلمات وهي ممددة بجانبي ساكتة حزينة بعد أن اتهمتها بنشر النجاسة، أرسل إليكم تلك الكلمات ولم أخبركم بعد عن وساوس الصلاة التي ازدادت، وعن وساوس الكفر التي أنطق الشهادة بسببها في اليوم أكثر من مرة، عن سدي لأذني حتى لا أسمع أي منكر أو معصية وأنا أنطق بالشهادتين أو حتى بالتسمية قبل الشرب، عن إخراجي لمحفظتي وهاتفي من جيبي ووضعهم في أي مكان مخافة أن يكون بهما مال حرام فلا يصح أن أنطق بالشهادتين وأنا أحملهم! كم وضعتهم على كرسي الأتوبيس وأنا مغلق عيني سادٌ أذني أنطق بالشهادتين ولو سرقهما أحد ربما لا أنتبه له، كم وضعتهم على حافة درجات السلم... أعلم أن علاج الوساوس تجاهلها فأنا نفسي طبيب! لكني لا أستطيع حتى فكرة التجاهل نفسها أصبحت فعلا وسواسيا أصبحت أقول لنفسي تجاهل.. طنش.. وأكلم نفسي.. حتى صارت هي نفسها وسواس.
لا أدري سبب هذه الاستشارة، هل هي فضفضة! أم رغبة مقنعة بوجود رأي فقهي يهون مشكلة النجاسة التي حدثت مع زوجتي، أتعلم شيئاً؟ حتى الفضفضة أصبحت ألوم نفسي عليها وأقول إني هكذا ربما أتسخط على قدر الله والعياذ بالله، فأذهب لغرفة وحدي أقوم بالبكاء فيها قليلا ثم أعود لزوجتي التي لم ألمسها كزوج منذ أسابيع وقبل هذا من شهور! وعندما أخبر نفسي أن هذا وسواس وأنني لم أكفر، أجد نفسي أقول حسنا عامل زوجتك في علاقة كزوج، أم أن والعياذ بالله علاقتك مع زوجتك أهم من كفرك فتتعامل أنك لم تكفر لكن لا تلمس زوجتك إذا أنت تتهرب من الشهادتين ستتهرب من إعادة الوضوء والصلاة!! فأتحجج وأقول الأمر نفسي.. أنا لست مستعدا نفسيا، أو أقول حتى ولو لم أكفر فابتعادي عنها ليس معناه ما أظنه.. فكم من زوج يهجر زوجته
سنوات وسنوات.. أرهقت فيها.. أزيدكم من الشعر بيتاً ربما عندما يصلني الرد على تلك الاستشارة بعد أيام قليلة ربما وقتها ستكون طفلتي معي!! لكن هل تعلمون أني لا أريدها أن تلد! لا ليس لأني لم أشفى من الوسوسة بعد، ولكني قرأت أن المرتد زوجته تظل في عصمته طالما كانت في العدة -أو هكذا أذكر- وأخاف أن تنتهي عدتها بوضع حملها - أو هكذا أظن وأفهم - وربما يكون فهمي هذا خاطئا، ولكنه فكرة تجتالني
عذرا أطلت عليكم.. أعلم أني يجب أن أجاهد نفسي وأن كلامكم دون مجاهدة مني قد لا يصل لشيء، ادعوا لي.. وإن استطعتم الإجابة عليّ كفقيه وكطبيب فلكم الشكر ... وادعوا لزوجتي وابنتي المستقبلية أن يحفظهما الله.. سأختم كلامي معكم وأذهب لمكان به هدوء وأنطق بالشهادتين لعلها تكون المرة التي بعدها الشفاء
يا رب يا رحمن يا كريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
18/9/2022
رد المستشار
الابن والزميل الفاضل "محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
موضوع الدم وتصرف زوجتك لا يحتاج منا إلى نقاش جديد معك، بوضوح زوجتك إنسانة طبيعية تحرص على طهارتها وطهارة بيتها بنفس مستوى العقلاء المعتاد، وأما أنت فإن ولائك لمبادئك الوسواسية ما يزال أشد كثيرا من رغبتك في العلاج... يا سلام عندما تطلب (رأي فقهي يهون مشكلة النجاسة التي حدثت مع زوجتي) ... أنت ككل موسوس بالنجاسة -عاجز عن التعامل الطبيعي معها- يجب عليه اتباع مذهب المالكية والذي يقضي بأن الموسوس لا يجب عليه تحري النجاسة لأنه غير مكلف بذلك وإن فعلها فحكمها حكم السُّنة، عارف معنى تحري النجاسة؟ ربما تصلح عنوانا لوصف نهجك في الحياة! معناه أن رؤيتك للنجاسة كعدم رؤيتك أي إذا رأيتها فلا يجب عليك إزالتها، ولا الانشغال بشأنها ... يعني رأيت زوجتك توزع قطرات الدم هنا وهناك ... لا يجب عليك أن تتكلم معها بشأن النجاسة لأنك غير مكلف بكل ما له صلة بالنجاسة فيك وفي غيرك ... هذا هو الحكم الفقهي المناسب لك، وإن لم يعجبك ضع رأسك مكان رجليك وقل للوسواس لبيك.
أخشى ألا تكون الفائدة الأخيرة لك من كل هذه الاستشارات إلا مزيدا من الوسوسة وهذا مؤسف مؤلم، كل ما هو خلف ما تحكيه اليوم من مسائل فقهية سألتنا عنه وأجبناك، ومن الواضح أن العلاج الدوائي وحده لن يفيدك، فأنت بحاجة إلى استئناف العلاج السلوكي المعرفي لأن بقائك على هذا الحال واستمرار أسرتك مستقرة أمرٌ محال!
يعني فهمناك وبصرناك بأنك ككل موسوس بالكفر قد أعطيت حصانة شرعية ضد الكفر لأن الوسوسة تسقط التكليف وما زلت تلف وتدور وتهجر زوجتك وتكرر الحكم على نفسك بالكفر ثم تبدأ في طقس الدخول في الملة، ثم تفرط في ابتداعك شروطا لذلك التشهد... لتكرر!! وتكرر!! رغم كل ما يفترض أنك فهمته وأعدت قرائته مرات!!
دبر أحوالك وخذ لأجل علاجك وقتا من وقت عملك وتواصل مع معالج سلوكي معرفي متخصص.
ودائما أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع >>>>>>: وساوس الصيام : التطور الطبيعي يا محمد ! م10