أعاني من الوسواس منذ الصغر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أتمنى معلوماتي الشخصية تكون مخفية
مشكلتي هي أنا أعاني من الوسواس القهري منذ أن كنت في العاشرة من عمري، أتذكر وقتها كنت في الصف الخامس الابتدائي وسألت أستاذتي إن كان المرتد له توبة أم لا لأني كنت خائفة من الوقوع في الردة
مشكلتي أني تربيت تربية خاطئة وكنت أعتقد أن الكثير من الأمور المحرمة هي حلال وأشياء كثير كنت أفعلها خاطئة لكن الحمدلله الله هداني، لكن أنا خائفة جدًا، فأنا مصابة بوسواس الكفر، وأغلب الأفعال التي أفعلها يجب أن أفكر إن كانت كفر أم لا، وكل سنة تأتيني نوبة من الوسواس، أي فترة يشتد فيها الوسواس، والحمدلله الوسواس ابتلاء من الله وصحيح أنه معاناة ولكن تعلمت أشياء كثيرة في ديني وأصبحت حريصة أكثر
لكن أنا خائفة جدًا من أن أكون أفعل كفر وأنا لا أعلم ولست مستوعبة وأخاف أموت على الكفر وأخلد في النار، ففي كل مرة تأتي لي نوبة وسوسة استوعب أنه فعل من الأفعال التي كنت أفعلها في السابق عندما تجاهلت الوسواس كانت كفرًا فعلًا، مشكلتي أني عندما أبتعد عن الوسواس وأتجاهله أقوم بأفعال ومن ثم أستوعب لاحقًا أنها كفر أو حرام
لأكون صريحة أنا لست متأكدة أن كل أفعالي التي أشك فيها هي كفر ولكن أعرف أن بعضها كفر، وبعضها ليس له إجابة إن كانت كفر أم لا وأحيانًا لا أستطيع سؤال شيخ وحتى إن سألت الإجابة لا تأتي بسرعة، أشعر بخوف جديد لدرجة أني أرتعش وأبكي وأحلم بكوابيس وأحلام مزعجة ولا أستطيع النوم وأستيقظ أكثر من مرة أي نومي متقطع وقلبي يخفق بسرعة وأصبح نفسي صعب أي تنفسي صعب
لا أعرف إن كانت الأفكار التي في رأسي هي حقيقية أم لا أي لا أعرف إن كانت ليست كفر وأنا فقط أوسوس أم هو كفر فعلًا أصبحت لا أفرق كثيرًا وأصبحت أعتقد كثيرًا أن بعض الأفعال كفر وأكون مصدقة ذلك ومن ثم أقرأ أنها ليست كفر وأحيانًا أيضًا أخاف أكون كفرت بسبب أني أعتقد أنها كفر وهي ليست كذلك وأخاف أني أشك هل هي كفر أم لا كي لا أكفر ودائرة كبيرة جدًا لا أستطيع الخروج منها
حتى في أحلامي أوسوس وأفكر في الأشياء هل هي كفر أم لا داخل الحلم، ولو أنا جالسة مع أهلي أو أدرس أتذكر الوساوس وتأتيني وخزة وخوف غير طبيعي وكبير جدًا أشعر أني مختنقة
وكلما أتخلص من فكرة معينة وأرتاح تأتي لي فكرة أخرى وأسترسل معها وبعد الاسترسال أندم لأن الوساوس زادت وبطريقة أخرى خصوصًا أن في الإنترنت هناك معلومات غير صحيحة مثلًا عن معاني الأسماء ولكني أظن أنها صحيحة وأني فقط من يكذبها لأني أريد أن أرتاح ولا أريد أن أقوم بالأفعال
مثلًا أقوم بالبحث عن معنى اسم قطتي، وهو اسم لا معنى له ولكن أخاف أن يكون له معنى بلغة أخرى وأنا لا أعرف، وأقوم بالبحث عن معنى اسم فلانة ومعنى اسم علانة وأقوم بالبحث عن كيفية كتابة اسمي بالطريقة الصحيحة باللغات الأخرى كي لا أكتبه بطريقة وأخرى ويكون اسم يحتوي على شرك
وبحثت عن معنى اسمي المستعار في كل المواقع الإنجليزية والعربية وكلها تقولان معناه "زهرة، أو جمال حقيقي" ولكن موقع واحد فقط قال أن معناه المقدس holy بالإنجليزي ووضع بجانبها معنى زهرة أيضًا وقلت في نفسي ربما خاطئ لأنه موقع واحد فقط ولم يذكر هذا المعنى في أي المواقع الثانية ولكنني أخاف جدًا ماذا إن كان صحيح وغفلت عنه المواقع الثانية؟؟
وأيضًا عندما أسأل شيخ في موقع من المواقع عن شيء هل هو كفر أم لا ويقول لا أخاف في نفسي أن يكون لم يفهم مقصدي من السؤال ولهذا قال هو ليس كفر ولكنه في الواقع مقصدي في السؤال كفر فعلًا، وأنا كنت عانيت من وساوس مختلفة في الماضي عانيت أيضًا من وساوس الطهارة والصلاة والنطق في الصلاة وأشياء كثير
أنا لا أستطيع أخذ أدوية أو شرائها لوحدي ولا أستطيع الذهاب إلى شيخ أو طبيب ماذا أفعل أنا أريد العلاج ولكن لا أعرف كيف هل يجب علي الانتظار حتى أكبر؟ أنا حتى أحيانًا عندما تشتد الوساوس أقعد أفكر أنه ياليتني لم أكن موجودة ياليتني كنت مولودة عند عائلة مسلمة ومت وأنا طفلة وأدخل الجنة من غير حساب، أنا عائلتي ليست نصرانية أو غيره هي مسلمة ولكنهم يقومون بأشياء سيئة جدًا وأنا أقوم بتكفيرهم في نفسي ولا أعلم هل تكفيرهم صحيح أم لا وأظن أن بسبب وسواسي حكمي وتفكيري أصبح مشوشًا
وأيضًا هناك أشياء تضايقني كثيرًا مثل أني أحلم بأحلام جنسية كثير أو أشياء لها علاقة بذلك مثل أحلم أن أحد يتحرش بي أو أحلم أن شخص ما عاري وأشياء مثل تلك وأيضًا لدي أحلام متعلقة بالدم والأشياء العنيفة وأنا أخاف من تلك الأشياء، قرأت في موقعكم عن محاولة العلاج الشخصي الوسواس وهذه محاولة أفعلها طيلة حياتي ويختفي الوسواس فترة ومن ثم يعود من جديد كما قلت، علاقتي مع أهلي متوسطة أنا لست قريبة جدًا منهم ولكنني لست بعيدة أيضًا وأنا كثيرًا -للأسف- ما أهمل نظافتي وتأتيني رغبة وتخيلات أحيانًا في جرح نفسي مثل أن أمسك آلة حادة وأجرح بها نفسي ولكنني لم أفعل ذلك
أصبحت مشتتة في الدراسة وفي علاقاتي الاجتماعية حتى أني أقوم بتكفير أصدقائي وعائلتي والناس من حولي وأصبح تركيزي الدراسي أقل أنا صراحة تعبت جدًا والحياة أصبحت صعبة جدًا علي
3/10/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا بنيتي وأهلًا وسهلًا بك في موقعك
مؤلم هذا الذي تعانين منه منذ طفولتك، لكن هوني عليك، فكل شيء له حل، وكل ما كان له بداية فله نهاية.. أمر معتاد عند أكثر الأسر في أيامنا، أن يكون هناك جهل وتكاسل، وتهاون في تطبيق الأحكام. ولا أحد يحكم على هؤلاء بالكفر مهما فعلوا من الكبائر واستهانوا بها، إنما هم مسلمون عصاة
استوقفني قولك في البداية (ولكن تعلمت أشياء كثيرة في ديني وأصبحت حريصة أكثر). الحرص عند غير الموسوسين شيء جيد، لكنها عند الموسوس تعني مزيدًا من الألم والتشدد والإفراط والوسوسة. ذلك أنه لا يفرق بين الورع والتشدد، وبين الحرص والوسوسة.
قلت أيضًا أنك تخافين أن تفعلي أفعال كفر وأنت لا تعلمين فتدخلين جهنم! لا يوجد في الدنيا كلها شيء اسمه (أكفر وأنا لا أعلم)، لو أن أحدًا تَصَرَّفَ تَصَرُّفَ كفر دون علمه أن هذا كفر، فإنه لا يؤاخذ ولا يكفر، ويبقى مسلمًا، ثم إذا علم يقينًا 100% أنه فِعْلٌ مكفر، فعليه من وقت علمه لحكمه، أن يمتنع عنه.
وتقولين إن مشكلتك، أنك بعد أن تتجاهلي الوسواس، تستوعبين بعد فترة أنك قمت بفعل مكفر!! لا يا حبيبتي أنت لا تستوعبين، ولكنك توسوسين.
من يستوعب هو من يتأكد 100% من أنه فعل مكفرًا، ولكنه مع هذا لا يكفر، لأنه كان ساهيًا غير متعمد، وأما الموسوس فعليه أن يتعمد التجاهل حتى لو كانت الأفعال كفرًا، ولا يحكم عليه مع هذا بأنه كافر! لقد خفف الله عنكم معاشر الموسوسين، فلا تشقوا على أنفسكم يرحمكم الله.
وقد قلت لك قبل قليل أنه لا يوجد شيء اسمه كفر دون أن يعلم الإنسان، حتى لو كنت فعلًا قمت بشيء مكفر في الماضي دون أن تنتبهي فإنك لا تكفرين. ولاحظي أنني أتكلم عن أحكام غير الموسوسين، أما الموسوسون فأكرر: حكمهم الشرعي أنهم لا يكفرون حتى لو فعلوا الفعل المكفر أو نطقوا بالكلام المكفر وهم يعلمون ذلك.
ثم كل ما ذكرتِه عن شكك في كل شيء أنه كفر، واستفتائك للمشايخ وعدم ثقتك بجوابهم عندما يقولون إنه ليس بكفر، وبحثك عن كل شاردة وواردة لمعرفة أهي كفر أم لا؟ وإلصاق تهمة الكفر بغيرك وليس بنفسك فقط، إلخ....، كل هذا معتاد في الوسواس، أي أنه يحصل عند جميع الموسوسين، ودواؤه التجاهل وعدم الاهتمام به، فهو ليس شيئًا حقيقيًا تؤاخذين عليه، إنه موجود عند الموسوسين فحسب.
وأخيرًا: من الخطير أن تنتظري حتى تكبري لتذهبي إلى الطبيب، لأن الوسواس المبكر في الصغر، يكون مآله سيئًا إذا لم تتم معالجته سريعًا. يمكنك التكلم مع إحدى قريباتك المقربات منك، والاتفاق معها على طريقة للذهاب، إما بإقناع الأهل، أو بالذهاب معها مباشرة
لا تهملي نفسك رعاك الله وعافاك ووفقك