أعاني الوحدة ولا ألوم أحدا !!
تحياتي لحضرتك دكتور
تابعت جلسات العلاج النفساني بمثابرة والحمد لله تحسنت كثيرا لأنني خسرت كثيرا ولا خيار لي إلا الشفاء، انقطعت عن تناول الدواء خفيف الجرعة وأمارس الرياضة بدلا عنه، أحاول التعايش مع الوحدة وفهم نفسي، فهمت أن حياتي ليست بذلك السوء وأنني ممكن أكون سعيدة.
ستقول لي: وما المشكلة إذن؟ اكتشفت أنني شخصية كمالية جدا وفي داخلي وحش مفترس يلتهمني دون رحمة حين أقصر في شيء مش مهم بقصد أو بدون قصد... أصلا ممكن مفيش تقصير بس مش مهم بالنسبة له، المهم أي شيء لا يتناسب مع توقعاته يدمرني وينكل بي وأعرف جيدا هذا بسبب التربية الصارمة والمتزمتة
ما حدث أنني وجدت جروا صغيرا مشردا أشفقت عليه وأخذت أرعاه بمودة ولكن ليس بمبالغة، كنت أخشى التعلق به، كنت أقول بس يشد حيله وأجد له من يرعاه حرام لو يظل بره ممكن يموت ... أخذ يكبر وكنت أدلِله بأطيب الأطعمة ورغما عني تعودت عليه بس حرام مرض، ولما أخذته للبيطري أعطاه حقنة فإذا بحاله يسوء جدا وتوفي رحمه الله، حزني شديد عليه والله
ولكن الوحش اللي بداخلي انتهزها فرصة وشوف يا دكتور ماذا يقول لي:يا نكرة أنت اللي أهملتيه ولهذا مرض... أنت ما حضنتيه ولهذا مرضه هو الكآبة بسبب قلة الحنان أنت قتلته،، الحقنة قتلته، لو تركتيه كان تحسن ما كانت حالته خطيرة أنت السبب في موته أنت نحس... أنت حثالة، عاجزة عن الحب ولهذا مات الجرو ما تحملك... لو كان طفلا لمات أيضا.. يعني لو أنجبت أنت لمات طفلك بسببك.
كنت تطعمينه جيدا... برافو بس شاطرة بالأكل.. لو كنت جعلتيه ينام قربك كان شعر بالدفء والحنان،، ليش ما سألت عن بيطري شاطر؟ رحت لأقرب واحد على البيت، وما تأكدت من مستواه.. طلع حمار مثلك وقتله،، أنت فاشلة في كل شيء حيوان صغير مسكين.. كان رائعا وأنت جعلتيه حثالة يا حثالة
أعلم أنها أضاليل، وتهم باطلة بس كلما حاولت إقناع الوحش تضخم وأمعن في التهامي.. أعلم أنني قدمت أفضل ما عندي صحيح لم أكن أحضنه ولكن كنت أربت على رأسه وعلى ساقه بحنان وكنت أغني له والله بس هذه إرادة الله... لو توفي دون أخذ الدواء كان الوحش سيجلدني ويقول: استكثرت عليه العلاج.. لا يرضيه شيء أبدا سوى تعذيبي،، السم في داخلي دكتور
سؤالي: كيف أقص مخالب الوحش وأخليه يحترم حاله وما يعذبني؟
وسؤال بايخ أيضا: هل أنا فعلا قتلت الجرو؟ شكرا لحضرتك
3/10/2022
رد المستشار
شكراً على متابعتك الموقع.
ليس هناك وحش في داخلك وإنما هناك إنسان. الحداد الذي يشعر به الإنسان بعد رحيل حيوان أليف تعلق به ظاهرة طبيعية وهذا الحداد لا يختلف عن الحداد الذي يشعر به الإنسان عند رحيل إنسان قريب له.
رعايتك لهذا الحيوان الأليف يعكس الإنسان الذي في داخلك، حداد على رحيل الحيوان الأليف يعكس الإنسان الذي في داخلك وليس الوحش.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>>>: أعاني الوحدة ولا ألوم أحدا !! م1