السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي في موقع مجانين.. يعلم الله ما أكنه من احترام وتقدير ودعاء لكم بالخير والقبول على جهودكم اللا متناهية في تقديم الحلول الرائعة لمشاكل الشباب.. أنا فتاة جامعية أبلغ من العمر 23 سنة، سأتخرج هذا العام بإذن المولى، وأعمل بالإضافة إلى دراستي، ولي نشاطات دعوية واجتماعية كثيرة ولله الحمد، تقدم لخطبتي شباب معظمهم غير متدينين ولا يملكون الشروط الدنيا للقبول.
مؤخرا تقدم لي زميل في العمل يكبرني بعامين، لا أعرفه جيدا، فقد أعلمتني زميلة ثالثة لي بعد أسبوعين من تعرفنا على بعض أنه معجب بي وبشخصيتي ومعني بالارتباط بي، وكنت أملك معلومات قليلة عنه وهو أنه يصلي، ويغض بصره، يبر والديه، ويؤدي بعض النوافل، نشيط في عمله، ومتعلم. وهي بحسب رأيي شروط دنيا أتمناها في شريك حياتي.. وبعد مدة من التفكير والاستخارة أخبرتها أنني مبدئيا لا مانع عندي.
إلا أنني أتروى قليلا وأود أن نتعرف أكثر على بعضنا من خلال العمل.. ضمن الشروط الشرعية، ومع الزمن ومن خلال مخالطتي بباقي زملائي وزميلاتي في العمل، كانوا يمدحون بأخلاقه لكنهم يذمون فيه صفة بارزة وأنه يتحدث كثيرا بأشياء غير صحيحة.. قصص يؤلفها عن نفسه وقدراته ونسبة ومغامراته.. فكانت أول صفة لم تعجبني فيه.. ثم اكتشفت أنه ضعيف الشخصية أمام المدير والذي يكون قريبه، ولا يستطيع حتى أن يدلي برأيه في حضور المدير.. حتى أن بعض الزملاء المتسلطين في العمل يحاولون استغلاله وحتى إهانته أمام الموظفين.. وهو يتجاهلهم ولا يرد عليهم بما يحفظ له كرامته أو يفحمهم.
استشرت زميلا آخر لي في العمل بالموضوع، وأنا أثق به جدا مثل أخي، وقال لي إن ذلك الشاب طيب ومؤدب جدا، لكنه شخصيته جدا ضعيفة ولا تلائم شخصيتي، وأن علي العمل كثيرا على تحسين شخصيته، كما أخبرني أن أهله بخلاء جدا ومجهولي النسب.. وبذلك أصبحت في حيرة من أمري.. وأشعر أن الله يبتليني في هذا الشاب، فهو من جهة "من أرضى خلقه ودينه" ومن جهة أخرى ليس بذلك الشاب الذي كنت لأطمح به أن يكون مميزا ويعمل على أن يطور شخصيتي لأكون مميزة مثله.. حاولت أن أتفاهم معه لكنه خجول، ويتهرب من الموضوع.. حتى بت أشك بقدرتي على التفاهم مع البشر.. وأصبحت عصبية في تعاملي معه.. كذلك زميلتنا التي كانت الواسطة بيننا.
سافرت للعمل لمكان بعيد، ويصعب علينا التفاهم عبر الهاتف في الموضوع.. أخاف أن أرفضه فأظلمه من جهة؛ لأنه يحبني ويحترمني كثيرا، ويعبر لي عن ذلك بشكل غير مباشر في معاملته واهتمامه، أو أن تتكون لديه صورة سيئة عني وعن الفتيات الملتزمات بشكل عام، وأن يعتبرني متكبرة، وأن أؤثم من جهة أخرى؛ لأنني رفضت شابا ذا خلق ودين.. وأخاف إن قبلت به أن لا أستطيع التغيير كثيرا في شخصيته، خصوصا أنه لا تجربه لي في أمور الخطبة والزواج.. وأضطر لفسخ الخطوبة أو عدم إتمام الزواج وما يرفقها من أمور غير لطيفة للطرفين.
أرشدوني ما العمل؟؟
وبارك الله فيكم.
27/09/2022
رد المستشار
صديقتي
تقولين أنك ترضين خلقه ودينه ولكن وصفك لشخصيته ينقص من خلقه وينفيه تماما ... ليس بإمكان أحد تغيير شخصية آخر بدون رغبته واعترافه بضرورة التغيير والقيام بكل المجهود اللازم للتغيير .. ليس بالإمكان أيضا أن يثبت ويستمر التغيير إن حدث بسبب ومن أجل شيء وأحد سوى رغبة الشخص نفسه في التغيير والتزامه بهذا.
مثلا إنسان لا يصلي ونريده أن يصلي .. قد نضغط عليه بشتى الطرق، بالترغيب والترهيب إلى أن يصلي... ولكن لن يستمر على الصلاة على المدى الطويل إلا عن طريق رغبته الشخصية الذاتية في الاستمرار.
تأليفه لقصص عن حسبه ومغامراته تجعله إنسان كذاب بسبب إحساسه الداخلي بالضآلة.. أي خلق ترضينه في هذا وأي دين ترينه في هذا؟ لا يجب ان يكون الهدف الاسمى في الحياة هو الزواج والإنجاب بحيث نكذب على أنفسنا ونقبل الأقل سوءا بدلا من أن نبحث عن ما هو جيد وممتاز
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب