لدي طفلة صغيرة تظل مستيقظة معظم ساعات الليل وتنام معظم ساعات النهار، حيث أكون في عملي؛ وهو ما جعلني مضطربة في كل شيء وبالذات في أداء الصلوات؛ فأنا أنتهز فرصة نومها لأنام، فأصبحت أصلي بعض الصلوات بعد فوات الوقت، غالبا فرض واحد على الأقل يوميا،
مع العلم أني كنت مواظبة على الوقت قبل أن أرزق بها..
فكيف أعود إلى المواظبة؟
26/09/2022
رد المستشار
أهلا وسهلا بك أختنا الغالية "أم سندس"على موقعك
في الحقيقة لا تحلمي أن تنتظمي على برنامج نوم أو عمل أو أكل أو صلاة مع وجود الأطفال!! كل شيء سيضطرب في حياتك وليس فقط صلاتك ... ولا أدري كم عمر ابنتك، لكن عندما يبدأ الطفل بالحبو، تبدأ المعاناة الأكبر، ستجدين ابنتك جلست في حضنك أثناء الصلاة، أو شدت لك ثيابك فظهر شعرك أو يدك أو غيرهما من عورة الصلاة، وستحاولين أن تبعديها عنك فتصرخ بشدة ويصل صراخها إلى بيت الجيران، وتنسين هل قرأت الفاتحة أم قرأت غيرها... وغير ذلك من أفلام الأكشن التي لا تنتهي!
فالمحافظة على الصلاة في هذه الظروف يعد إنجازا كبيرا، ولو لم يكن صعبا لما جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) لكن الحديث وضع للمرأة الحد الأدنى الذي يجب عليها فعله، يعني الإنقاص عن ذلك غير مسموح البتة وهو محرم، فوطني نفسك أن عليك القيام للصلاة مهما كانت الأسباب، ضعي أمامك أكثر من منبه واجعلي بين الأول والثاني بضع دقائق، وأوصي زوجك إن كان في المنزل أن يوقظك... وقومي وإن كنت نصف نائمة ونصف مستيقظة فصلي الفرض وارجعي للنوم.
فإن فعلت هذا كله واتخذت جميع الأسباب لكن كنت غارقة في النوم من شدة الإنهاك فلم تشعري برنين كل المنبهات، فالمرجو من الله تعالى أنك غير مؤاخذة على إخراج الصلاة عن وقتها، وتصلينها فور استيقاظك.
واطلبي من الله تعالى المعونة فالزواج ومسؤولياته ليس بالأمر الهين، والتي تستطيع أن تتنفل وتحفظ القرآن وتزداد من الطاعات وعندها أطفال صغار، فهي إما من أولي العزم والصدق وقوة الإرادة، وإما أن الله تعالى أكرمها بأطفال لطيفين زيادة عن الطبيعي
استعيني بالله واعلمي أن الأمر محسوم، الصلاة في وقتها مطلوبة منك لا جدال في ذلك، ولا يسعك التهاون بها مهما كانت الأسباب إلا أن تنامي كمن غاب عن وعيه بعد اتخاذ جميع الأسباب.
أعانك الله ووفقك