السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري هل ستسنح لي الفرصة بإرسال هذه المشاركة أم كالعادة، فموعد استقبالكم محدد وقصير وهو وقت الصلاة غالباً ومما شجعني على الإعداد قبل المشاركة هو استجماع وترتيب الأفكار والعرض الذي من خلاله لن يعذبني طول انتظار الإجابة، فأنا أكره الانتظار مع أني صبورة بالعادة!!! ولكن يصعب انتظار حكم المحكمة وأنا أضع حالي تحت مجهركم ومجهري قبلكم وأنشد الجواب الصادق، وأدعو الله أن يزيدكم علما ونورا ويجزيكم خير المثوبة على هذا الموقع الأكثر من رائع.
ولأعطيكم نبذة عني قبل أن أطلب العون في عدة نقاط: أنا فتاة أعيش في السعودية أبلغ من العمر 24 عاماً، عازبة تعرضت في صغري لاغتصاب، عندما أكتب هذه الكلمة أشعر بالعار والخزي الآن لأنها خرجت مني ومن قلبي بعد أن خبأتها وما أذكره أني حكيت لإخوتي ونقلوها لأمي ولكن لم يحدث شيء وهذا ما تجود به ذاكرتي، أحيانا أشعر بأني كنت شديدة الغباء، ولكن هل البراءة شيء ألوم نفسي عليه وأنا حينها كنت في الـ7 أو الـ8 من عمري؟.
لأن ما حدث هو أنني ركبت معه السيارة بملء إرادتي حيث أنه وبمحض الصدفة ذكر اسم والدي مستفسراً هل أنا ابنة فلان فأجبته بالإيجاب فسألني أن أركب معه السيارة فركبت وحدث ما حدث بشكل مرعب وما أذكره أنني لم أتألم ولم يدخل عضوه لذا لست خائفة على غشائي ولكن ما يشعرني بالغرابة أنني لا أشعر أن ما حدث لي وما ذكرته أثر علي نفسياً أو جعلني أكره الرجال، بالعكس أشعر أن ميلي الفطري موجود ولا أعاقب نفسي أبداً على ما حدث ولا أحمل أي ضغينة عليه (المعتدي) بل أحياناً أحدث نفسي أنه إذا تاب أو استغفر عن ذنبه فإنني سأسامحه فهل هذا طبيعي وهل أنا بحاجة إلى تأهيل ما؟.
إذ إنني لا أرى أن هناك مشكلة تتمثل لدي ولكن في هذه اللحظات أشعر بالألم ولا أدري هل السبب أنني أخرجته أخيراً أم لأنني شعرت أحياناً أن غبائي هو ما أوصلني إلى هذه النتيجة وهو ما ينافي العقل والمنطق لأنني كنت حينها صغيرة ومنطقي يخبرني بسبب أنه كان هناك الكثير من أصدقاء والدي يزوروننا وعددهم كبير ونحترمهم كثيراً وبالتالي عندما أسمع أنا هذا صديق والدي وذكر لي اسمه أي والدي أطعته وركبت معه السيارة؟.
لا أدري ليست هذه مشكلتي أو تساؤلاتي التي أردت أن أطرحها ولكن أردت أن أعطيكم خلفية أكبر عن طفولتي وتساؤلاتي التي لا يتسع المجال أن أشرحها بالتفصيل سأطرحها سريعاً.
عندي مشكلة وهي الخوف والجبن وحاولت أن أتخلص منهما وهو أنني إذا غضب مني شخص أسكت وأهون الموضوع ولا أعطي بالا لكرامتي وهذا حصل لي في عدة مواقف. أجد صعوبة كبرى أن أصف نفسي بالجبن فأنا لدي شجاعة أن أقول الحقيقة حتى لو عوقبت عليها ولكن الآن أصبحت أكثر أوازن بين التسامح وعدم التغاضي عن حقي ولا أسمح لأحد بهضمه. والمشكلة الحقيقية هي عندما أواجه شخصا يصرخ بوجهي فأنا أواجهه بقوة ولكن تعودت أني يشوب صوتي البكاء الذي أحاول أن أخفيه. كيف أتخلص نهائيا فأنا أعالج نفسي تدريجيا وأشجع نفسي كثيرا وأشعر أنني من الداخل إنسانة جميلة وذكية اجتماعيا ولكن كثيرا وفي الطفولة ما حطمت من قبل أخواتي فكانوا ينعتونني بالغباء والضعف وأنني أخاف إذا ضربني أحد ولا أدافع عن نفسي وأقول في نفسي ربما أن السبب ما حدث لي وذكرته لكم.
بالإضافة أنهم توقعوا فشلي بعد اجتيازي الثانوية ولكن ولله الحمد فتحت لي فرص كثيرة وتحديتهم بداخلي حتى تخرجت وكنت الأولى ونلت شهادة لحسن سلوكي وأخلاقي وكذلك حصلت على وظيفة في مكان لم ينجحوا هم بالوصول إليه فأنا راضية عن نفسي وغيرت نظرهم عني ولكن أريد أن أتخلص منه أي الضعف في مواجهات المواقف الصعبة في حياتي العملية والاجتماعية.
أرجو نصحكم لي فيما ذكرت، ولا أعتبرها مشكلة بقدر ما أرغب في حلها!! للمعلومة: كتبت هذه الرسالة ليلة العام الهجري الجديد ولكـن لم يكن لي نصيب في إرسالها في نفس الوقت، الحمد لله على كل حال.. بالمناسبة شكراً على صفحتكم هذه الرائعة التي دائما أتعلم منها، وعلى المختصين الرائعين الممتعين في الإجابة والصادقين.
شكرا لكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
09/10/2022
رد المستشار
مرحبا بكم صاحبة الرسالة التي لم تذكر اسمها لكن ذكرت وصفها "وأشعر أنني من الداخل إنسانة جميلة وذكية اجتماعيا" .. تأتي المعاناة بالنضج والنمو والتطور لبعض الناس وهذه من نعم الله أن معاناتكم جعلتكم أفضل وطورت قدراتكم.
الموضوع الأول: تعرضكم للتحرش أو الإساءة الجنسية، هذا أمر حدث في الطفولة، طبيعي أن نتذكره لنتعلم منه، ربما شعورك بالضعف وقتها وعدم رفض تلك الإساءة ليس منك وإنما عمل العقل الذي فضل الحفاظ على النفس وقتها بالسكوت لعدم وجود تصرفات بديلة في ذهنك وقتها، فكما ذكرت لا لوم ولا عتاب عليك ولا على شخصيتك ولا سماتك الشخصية، وعلى كل حال أحداث الطفولة انتهت، ولا داع للحديث كثيرا عنها إنما تأملها وكيف يمكن أن تكوني أكثر وعيا باحتمالات التعدي الجنسي خاصة من المقربين على الأطفال وهذا يفيدكم في تربية أولادكم وتنشئتهم بوعي أكثر.
الموضوع الثاني تفاعلاتك مع الآخرين : فأنت تتطورين من المواجهة العنيفة لمحاولة التسامح والموازنة في الأمور، فلا داع للتركيز على صوتك وقت الانفعال بقدر تركيزك على الموقف نفسه والتصرف بالطريقة المناسبة وتقييم تلك المواقف في وقت قصير لتأملها والتعلم منها وهذا ما يحدث.
الموضوع الثالث: معاملتك بطريقة غير جيدة وتوقع فشلك هذا جزء من الواقع والحياة والتركيز على العمل والإنجاز يغير الواقع، وأنت لست في حاجة لتصحيح صورة أحد عنك ولا إثبات نفسك لأحد، لكن بحاجة للاستمتاع بإنجازك ونجاحك وتحمل شعور الاحباط أحيانا.
لا توجد لدي نصيحة لكن ربما ألمح لك عن أهدافك وآمالك في الحياة، رسالتك التي تشغلك الفترة المقبلة؟ هل تعدين نفسك للزواج بالتعلم والتثقيف لتلك المرحلة؟ هل تتطورين في مهنتك؟ هل تتعلمين مهارات اجتماعية ونفسية؟ تعرفين أكثر عن نقاط قوتك؟ تقدمين مساعدة لمن حولك والمقربين؟
تحياتي لكم وسعيد بتساؤلاتكم وفرصة التجاوب معها
واقرئي أيضًا:
الضرار الجنسي ليس دائما ضرارا!