السلام عليكم
أنا خجولة جدا.. وأعاني من الخوف من الآخرين وفقدان الثقة بالنفس؛ فأنا مثلا لا أستطيع أن أتحدث أمام مجموعة بصوت مرتفع، وإذا تعرضت لإحراج أعاني من إحمرار في الوجه وخفقان شديد في القلب وارتجاف .. بدأت معي هذه المشكلة في سن المراهقة، ولم يساعدني أحد على تجاوزها، وحتى في الجامعة كنت أتحاشى النقاش في المحاضرات أو المشاريع العملية لدرجة أثرت على علاماتي وتحصيلي.
وبعد التخرج بسنوات عديدة حصلت على عمل مدرسة في مجال تخصصي، وعلى الرغم من ذلك فأنا لا أشارك في النشاطات المدرسية أو الاجتماعات، وأبقى دائما بعيدة عن الأضواء حتى لا أتعرض للإحراج.. وهذا أثر على عملي .. بدأت أحس بالفشل؛ فأنا لا أستطيع أن أسيطر على الطالبات، أي لا أستطيع ضبط الحصة؛ فالطالبات لا تهابني وهذا الأمر يعذبني كثيرًا.. فبدأت المعلمات والإدارة يشكون من الفوضى في صفي.
مع ذلك فأنا ملتزمة بديني والحمد لله، ولكن ضعفي وخوفي وخجلي وعدم الثقة بنفسي تعذبني جدا، فلم أعد أحتمل أن أبقى دائما خلف الأضواء، هل تصدقون لو قلت لكم إن أبناء إخوتي الصغار لا يهابونني كما يهابون أخواتي.. لا أعرف السبب، لماذا لا أستطيع التأثير في الآخرين وإخافتهم حتى الأطفال؟
أرجوكم هل مشكلتي بحاجة إلى علاج نفسي أم كيميائي؟ وقد حاولت كثيرا تغيير نفسي وسلوكي فلم أنجح أبدا، وأحمد الله كثيرا أنني لم أتزوج؛ لأن بضعفي وخوفي لا يستطيع تأسيس عائلة أو الاستمرار في حياة مشتركة دون أن يسحقه الآخرون.
19/9/2022
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هداك الله يا أستاذة "سمر".. تتركين نفسك تكابدين كل هذا الشقاء على مدار ذلك العمر الطويل.. من الواضح أنك تعانين من الرهاب الاجتماعي الذي يصل للحد المرضي، ويحتاج بالتالي لعلاج كيميائي يصاحبه علاج معرفي وسلوكي.. إنه مرض نفسي اجتماعي لا علاقة له بالذكاء ولا التدين.. سارعي لطلب العلاج ومع زيادة ثقتك بنفسك ستصبحين أكثر قدرة على التعبير عن نفسك والثبات على مواقفك، وعندها سيبدأ من حولك تغيير طريقتهم في معاملتك.
طريق علاجك سيكون أسهل إن شاء الله مما تحملته من معاناة طوال السنين، وشجعي نفسك على القيام بهذه الخطوة بقولك إن تخلصك من معاناتك وقلقك سيزيد من كفاءة أداء عملك الذي سيحاسبك عليه الله .. لا تكفي محاولاتك الشخصية في التخلص من معاناتك كما أشرت، فلا بد من تدريب عملي بالتعاون مع مختص على ما حصلت عليه من معلومات حول تأكيد الذات وصلابة الشخصية.
بالنسبة لعدم قدرتك على الزواج بشخصيتك الحالية فهي فكرة خاطئة تخلصي منها، فربما تزيد التجارب والخبرات الاجتماعية من ثقتك بنفسك.. فأنت لديك القوة الكافية كي تعملي كمدرسة، وهي ليست بالمهنة السهلة؛ فإن كان أمامك فرصة للاستقرار فلا تتردي فيها بسبب شخصيتك فقد يكون فيما تخشين بعض دوائك.
واقرئي أيضًا:
في الرهاب الاجتماعي، هل الطبيب النفساني مهم؟
الرهاب الاجتماعي : خطوات لبداية الع.س.م
اضطراب القلق أو الرهاب الاجتماعي