السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولا وقبل كل شيء أود أن أشكر كل من ساهم في هذا الموقع الممتاز الذي يقدم حلولا أجدها صائبة.. شكرا لكم، ما دفعني للكتابة لكم هو حزني الشديد الذي خيم على حياتي وأصابني بالاكتئاب بسبب تأخري في الحمل؛ فزوجي متلهف للأطفال وأنا كذلك.. لكني لم أرزق بعد رغم مرور سنة على زواجنا.
أعرف، سوف تقول لي ليست مدة طويلة؛ لأن الكل يقولونها فانا أجدها كما لو أنها 100 سنة خصوصا أنني أعيش تحت ضغوطات زوج يحرص كل الحرص على الوقت الذي يمر ولم يقع فيه الحمل؛ لأنه بلغ سن الأربعين ويظن أنه إذا تعدت سنه أكثر من ذلك فلا داعي للإنجاب، لتركه لهذا الطفل بالوفاة -لا قدر الله-.
ما هو ذنبي إذا تأخر في سن الزواج؟! لماذا يحملني ذنبا لم أرتكبه رغم أن طبيبة أخبرتني بأنه ليس هناك أي مانع للحمل، فالأمور طبيعية بالنسبة لي وله.. برغم ذلك فأنا جد قلقة.
أخشى أن يطول تأخري ويمل زوجي من الانتظار، وكذلك أستحي منه بطلبي منه المال كل شهر للذهاب إلى طبيب، مع العلم أنه كريم جدا ومع ذلك أستحي منه لصرفه للأموال بدون فائدة.
فكرت أن أبيع شبكتي بدون علمه وأصرفها على علاجي لكي أطمئن أكثر وأكثر، لكن أمي منعتني..
أرجوك يا سيدي الفاضل أن توجهني فأنا ضائعة وحائرة.. ماذا أفعل؟
12/10/2022
رد المستشار
ابنتي.. أشعر بألمك وبمعاناتك، فلقد مررت بها مع نفسي ومع ابنتي ومع كثيرين ممن حولي.. وأعرف أن السنة التي نراها فترة قصيرة يمر كل شهر فيها بالدموع والعذاب وخيبة الأمل.. ولكنها حقيقة علمية طبية يا ابنتي .. وسؤالي هل سافر زوجك أثناء هذا العام فترات طويلة؟ هل هجر فراشك لأي سبب حتى لو كان المرض؟ كل هذه عوامل تؤخذ في الحسبان وهي عوامل معطلة للحمل ومؤخرة له.. وإذا كانت الطبيبة أكدت أن كل الأمور طبيعية فأي علاج تحتاجين إليه؟
هل تصدقيني، إذا قلت لك لا تذهبي إلى الطبيب ما دمت سليمة ولا موانع لديك؟ فالزيارة المستمرة للطبيب بلا داع تخلق قلقا وتوترا.. وكأن الطبيب يستطيع أن يفعل شيئا؛ وبالتالي لن تطلبي من زوجك المال.. ولن تشعري بالحرج لصرفك المال بلا داع.. وذلك لأن حالة التوتر أو القلق أو الخوف أو الانتظار التي تضعين نفسك فيها كل شهر قد تكون مانعا للتبييض.. فتؤخرين نفسك عن الحمل الذي تحتاجين إليه.
حاولي أن تكون العلاقة الحميمة في أيام وسط الدورة الشهرية (مثلا إذا كانت دورتك مدتها 30 يوما يكون الوسط هو أيام: 11-13-15-17 و19)، وألا تكون العلاقة الحميمة يومية بل يوم بعد يوم.. هذا هو ما بيد الإنسان.. والله سبحانه يرزق من يشاء متى شاء وهو سبحانه على ما يشاء قدير.
إذن يا ابنتي.. عليك أن تكثري من الدعاء وقراءة القرآن لا لشيء إلا لتحصلي على شيء من الهدوء والاستقرار النفسي.. فهما عاملان مساعدان على التبييض .. أعرف أيضا يا ابنتي أن النصيحة سهلة والمشكلة في قبولها.. ولكني أؤكد لك أني وغيري مررنا بما تمرين به فهي شكوى من كثرتها أصبحت سمة لأجيال متعاقبة من النساء.
نعود إلى زوجك الذي بدأ حماسه يفتر لفكرة الإنجاب خوفًا من أن يترك هذا الوليد ويموت! من ضمن عمره يا ابنتي؟ ثم منذ متى كانت الأربعون سنا كبيرة ومتقدمة للرجال؟ إننا نحتج على ذلك الوصف للنساء فما بالك بالرجل الذي يكون في عنفوان النضج والقوة؟ لا أتصور أنه جاد في عدم رغبته في طفل.. بالعكس فإن الرجال كلما كبر عمرهم كلما اشتاقوا للإنجاب أكثر.. ويبدو أنه كما وصفته شخص كريم ودود وطيب.. هو غالبا يريد أن يرفع عنك الحرج.. ربما يضايقه سعيك المستمر وآلام الانتظار وعذاب عدم الحصول على الطفل.. فأراد أن يحرر مشاعرك من ضغطه عليها.. ربما تهدئين أكثر، وترتاحين أكثر.
وهو مشكور على ذلك يا ابنتي.. فأحيانا يكون إلحاح الزوج وأهله هما السبب الأول في التوتر النفسي للمرأة بما يعيق عملية التبييض الطبيعية، فيتأخر الحمل وتدخل الزوجة في دائرة مفرغة: ضغط وإلحاح – توتر – عدم تبييض – عدم حمل – ضغط وإلحاح مجددا.
إن شاء الله يا ابنتي قبل أن تصلك هذه الرسالة وهذا الرد ستكونين حاملا.. ولا تبيعي شبكتك ولا تزوري أي طبيبة بعد ذلك إلا حين ينقطع الحيض وتقومين بعمل تحليل حمل منزلي وتجدينه موجبا.
وأخيرا أكثري من هذا الدعاء: "ربي لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين" .. فهو دعاء سيدنا زكريا حين تمنى الإنجاب.