وسواس الفصام: بين الوسواس والفصام!
وسواس الفصام
أنا شاب عمري 37 عام في سنة 2008 تعرضت لنوبة هلع ورهاب اجتماعي والخوف من فقدان العقل وكنت أخاف من مواجهة الناس خوفا من انتقادهم لي أو أن ينعتوني بالمجنون وكنت لما أمر من جانب شخصين وهم ينظران إلي ويتحدثان أحس بأنهم ينعتوني بالمجنون لكن كنت مدركا أنها مجرد أوهام لا صحة لها
توجهت لطبيب نفساني بعد شهر من تلك الأعراض وخصص لي دواءً مضادً للاكتئاب ودواءً مضادا للقلق داومته 15 يوم ثم أصبحت بخير لكن بقي وسواس الخوف من فقدان العقل يلازمني وأحيانا يذهب وأحيانا يعود إلى أن اختفى.
وفي عام 2022 وفي شهر مارس بالضبط تعرضت لنوبة هلع أخرى وخوف شديد ورجعت تلك الأعراض فتوجهت لطبيب مباشرة وشخص لي حالتي باضطراب القلق والوسواس وخصص لي دواء سولبريد وألبراز ودواء سولبريد سألت الطبيب على سبب إعطائه لي قال لي أنه يعالج الخلعة أو الخوف الذي يسببه القولون، المهم قمت بمداومة الدواء لكن الدواء لم يفعل معي شيئا فدخلت أبحث عن تشخيص لحالتي على الإنترنت فأثار انتباهي مرض اسمه الفصام فتعمقت فيه كثيرا وبدأت أقرأ عن أعراضه فانقلبت حياتي رأس عن عقب وبدأت أخاف منه كثيرا إلى درجة أني أسقط كل تلك الأعراض من هلاوس بصرية وسمعية وشمية على نفسي وكنت لما أسمع صوت أذهب لأتأكد منه هل هو حقيقي أم لا وفعلا يكون حقيقي كذلك نفس الشيء بالنسبة للهلاوس البصرية والشمية لكن كنت مدركا تماما أني أتوهم ذلك وأني بخير ولا أعاني من شيء
وقرأت أيضا عن الأوهام وأنا شخص يحس بأن الناس تتحدث عنه بسوء فأرجعت التفكير إلى سنة 2008 عندما كنت أمر من جانب شخصين وأحس بأنهما ينعتاني بالمجنون فذهبت مسرعا لطبيب وقصصت عليه قصتي هاته وشخص حالتي بالفصام الخفيف مع أنني لا أعاني من هلاوس أو أفكار اضطهادية أو شعور بالعظمة فأصبت بخوف شديد وانقلبت حياتي رأس على عقب وخصص لي دواء ميديزابين 5 مغ وقال لي طبيب أنني شفيت تقريبا وأني يجب أن أعيش حياتي طبيعية بدون مشاكل والدواء الذي أعطاه لي هو مؤقت
المهم داومت على الدواء لكن نفس الشيء لم يؤدي إلى نتيجة فقمت بالتواصل مع أربعة أطباء نفسانيين على الإنترنت وقصصت عليهم قصتي من الأول وكلهم قالوا بأني لا أعاني من فصام بل مجرد وسواس وحساسية زائدة فذهبت إلى الطبيب مرة أخرى وقلت له بأني تواصلت مع أطباء وقالوا لي أنني لا أعاني من فصام فقام بإزالة دواء الذهان ميديزابين وشخص حالتي مرة ثانية بأني مصاب بوسواس وخلعة وخوف وأعطاني دواء سولبريد ودواء آخر مضاد للاكتئاب والوسواس
المهم داومت على الدواء وفي تلك الأيام تواصلت مع مريضة فصامية وأصبحت أتحدث معها يوميا وذات يوم قالت لي بأنها تحس بأن فيلما في التلفاز يتحدث عنها ويسرق أفكارها فترسخت تلك الفكرة في عقلي وأسقطتها على نفسي فبدأت أخاف من التلفاز رغم أني مدرك تماما أنها مجرد أوهام ولا شيء منطقي فيها وأن العقل لا يتقبلها لكن الفكرة الوسواسية تلح عليّ.
فبدأت أقرأ ثانية عن الأوهام الفصامية وكلما قرأت عن شيء أسقطه على نفسي لكني أطمئن نفسي بأني بخير وهذا كله مجرد وسواس هذه هي قصتي وسؤالي هنا هل أنا مصاب بالفصام فعلا؟ أم شيء آخر؟ أرجو الرد
14/10/2022
رد المستشار
الأخ الفاضل "إلياس" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
كنا في ردنا السابق أخذنا عليك عدم وجود أي إشارة لطلب العلاج وقد (حكيت لنا منذ بدأت معاناتك مع الاضطرابات النفسانية أي منذ 14 سنة قرأت فيها عن الأمراض والأعراض وتحاورت مع المرضى، وطبقت على نفسك...) ولكنك هذه المرة تحكي لنا عن زيارتك لطبيب نفساني أو أكثر (بعضهم عبر الإنترنت) وأحدهم شخص فصاما خفيفا! والآخرون خلطة القلق والوسواس والاكتئاب... وأخمن ربما أن الزميل الذي شخص فصاما كان يعني ذلك المفهوم القديم الذي كان يسمى فصام العصاب الكاذب Pseudo-neurotic Schizophrenia أو ربما رأى ما جعله يشك في وجود الفصام فقال لك ربما فصام خفيف... حقيقة لا فرق كبير فيما سيتعلق بالعقاقير التي تحتاج استخدامها ففي كل الأحوال ستكون خليطا من مضادات الذهان ومضادات الاكتئاب، واستخدام العقاقير في الطب النفساني هو استخدام توجهه وترشده الأعراض وهو لا يعالج إلا أعراضا لا أمراضا... يعني لا يرتبط استخدام أي عقار بأي تشخيص.
تبدو حالتك أكثر اضطرابا من مجرد وسواس قهري الخوف من الفصام، وقد أدرجنا لك ما يفيدك من ارتباطات في ردنا السابق، وعليك أن تكون متأكدا من أن التواصل مع طبيب واقعي والثقة في تشخيصه أكثر مصداقية من التواصل عبر الإنترنت، لكن أنت في كل الأحوال بحاجة إلى علاج سلوكي معرفي وليس فقط عقَّاري.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>: وسواس الفصام: بين الوسواس والفصام! م1