بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهنئكم بهذا الموقع الرائع، حيث تحتم لكثير من الأشخاص إيجاد الحل لمشاكلهم الخاصة جدا.. لن أطيل في التعبير عن مدى إعجابي بكم، ولكني لن أكف عن الدعاء لكم، وجزيتم خير الجزاء.
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاما، وأدرس في المستوى الثالث من المرحلة الجامعية في مجال طبي، مشكلتي بدأت وأنا في السادسة عشرة من عمري تقريبا، ولا أعرف كيف أشرح لكم تفصيلا أو إجمالا، ولكني سأحاول قدر المستطاع أن أوضح لكم حتى أجد منكم المساعدة والعلاج الشافي بعد الله عز وجل، فلقد أرهقتني نفسيا، وفي بعض الأوقات أظن أن مشكلتي لا أحد في الكون يعاني منها؛ لذلك أتراجع عن أن أطلب المساعدة، وفي بعض الأوقات أستجمع قواي لأكتب لكم، والحمد لله أن أتيحت لي الفرصة، وأتمنى أن تفهموني، لا أدري هل أنا مختلة عقليا أم مريضة نفسيا.. أحتاج لعلاج، فمشكلتي تتلخص كما أراها في أنني مصابة بمرض الخيال اللاواقعي.. كيف؟
إنني أتخيل مواقف أتمنى حدوثها على أرض الواقع، ولقلة ثقتي بنفسي ولخجلي لا أستطيع أن أمارسها على الواقع، فأتخيلها في مخي، وأنفذها بيني وبين نفسي وحيدة في غرفتي، فمثلا: عندما أعجبت بمعلمتي في بداية مراهقتي كنت أتخيل أنني أحادثها، وأني أقوم بأمور كأنها تشاهدني.. أي كل ما أتمنى من كلام أو أمر أتمنى أن أراه أو أحادث به أحدا ولا أستطع، أقوم لأتخيله بمفردي، أي أنني أحادث نفسي كالمجنونة، وكلما قررت أن أتوقف حتى لا أحبط نفسيا فشلت، حتى وصلت لهذا.
وأنا لا أعرف كيف أعالج نفسي طبعا، فاليوم لا أتخيل معلمتي، بل أتخيل كل من أثر في عاطفيا، فأبدأ بتخيله وكأنني أحادثه.. هل أحتاج لعلاج؟ وماذا تسمى حالتي هذه؟ وما هو التفسير العلمي لحالتي هذه؟ مع العلم أني أحب العلم النفسي والـ(nlp)، وأحب كثيرا القراءة عن أمور كهذه، كما أن الآخرين يرونني فتاة مثقفة من حيث المعلومات والتعامل مع الآخرين، أي أنني طبيعية أمام الغير، ومجنونة أمام نفسي، فهذا الإحساس يصيبني بالإحباط والحزن، فأنا أخشى أن أتزوج وأنجب أطفالا وأنا مازلت في حالتي هذه، وقد يفيدكم لو أخبرتكم أنني لاحظت أنني أقوم بهذه الأمور عندما أحزن.. يأس، وفراغ، واكتئاب.. وأنا "كتومة" جدا، ولا أحب أن أتكلم عن أحزاني مع غيري.
كما أجد صعوبة في التركيز مدة طويلة، كتركيزي وقت المحاضرات أو المذاكرة، فسرعان ما أبدأ بتخيل أمور في ذهني، فأحاول وأضغط على نفسي بأن أركز؛ لأستوعب أثناء المحاضرة، وما هي إلا 10 دقائق حتى أبدأ في فقد تركيزي، وأجد صعوبة في ذهابي لطبيب نفساني لخجلي منه، وحتى لو تغلبت على خجلي فسأجد صعوبة في وسيلة الوصول إليه.
وقد يفيدكم لو أخبرتكم أني منذ عامين وقعت في حب شاب ثم تخلى عني، وقد أصبت بعدها بإحباط شديد، وعادة ما أتضايق، وقد تبت إلى الله، ولجأت إليه، وقد شغلت نفسي في الأعمال التطوعية حتى أنسى، ولكن كلما تذكرت أن بعضا من أصدقائه يعلمون بحكاية حبنا - حيث إننا من كلية طبية ونلتقي في المستشفى - أصابني شعور سيء وإحباط، حيث أفكر في سمعتي، ونظرتهم لي.. كم أتمنى أن أثق بنفسي أكثر، وأبني حياتي للمستقبل، وأرتقي بنفسي وأمتي، وأود استشارتكم: هل من الصحيح أن أخبره؛ كإرسال رسالة له بأنه غلط في حقي وأخذني كتجربة، حيث إنه عندما أخبرني أنه لن يستطيع خطبتي بحجة والدته وعدم موافقتها، وهذه حجتهم دوما.
أعترف بعمى عقلي وقتها، وعذرته وأخبرته أني سامحته، لكنني أشعر بقهر شديد في داخلي، وهو أني لم أوضح له حجم الغلط والظلم الذي ظلمني به.. ما رأيكم؟ فأنا لا أجد سواكم.. أثابكم الله.. أفيدوني أفادكم الله.
14/10/2022
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
ليس هناك في رسالتك ما يشير إلى وجود أعراض اضطراب عقلي٬ وما تتطرقين إليه هو ما نسميه أحلام اليقظة والخيال. أحلام اليقظة والخيال عنصر أساسي من معدات الحياة بصورة عامة ويصعب تعريفها بصورة علمية من قبل علماء النفس والناس عموماً٬ ولكنها بحد ذاتها ليست من أعراض الاضطرابات العقلية.
أحلام اليقظة هي عملية عقلية عفوية لا تختلف تماما عن الشرود الذهني سوى أنها أكثر نشاطاً منه. هذا النشاط أحياناً يدفع الإنسان نحو الخيال صوب احتياجات ناقصة فشل في تلبيتها وتجنب الواقع الملموس وتحدياته. كذلك النشاط الخيالي له علاقة طردية بالنضج العاطفي للإنسان ولا علاقة له بالكفاءة العقلية.
الصراحة لا أظن أنك بحاجة إلى طبيب نفساني ولكن بحاجة إلى مراجعة وتحديد أهدافك في الحياة والضغوط البيئية التي تواجهك وتلعب دورها في عدم سد احتياجاتك الناقصة. الكلام مع معالج نفساني يساعد الكثير.
وفقك الله.