أشكركم على جهودكم وجزاكم الله خيرا.. إخوتي أنا فتاة في الحادية والعشرين من العمر، أدرس في الجامعة، والسنة المقبلة سأكون في سنتي الرابعة، وعلى "وجه الزواج"، ولكنني أشعر كما لو أنني في الستين من العمر.. لقد فقدت الشعور بطعم الحياة، ولا ألوم أحدا في ذلك غير نفسي، لدي مشاكل عدة وسأحاول اختصارها في عدة نقاط:
أولا: أنا مترددة بشكل فظيع، وخائفة ليس من شيء بقدر ما أخاف من نفسي ولومها وشعوري بالذنب، فعندما أرتكب خطأ أبدأ في لوم نفسي بشكل شديد، وهذا الشعور يتعبني، ويجعلني لا أستفيد من خطئي.. فتصوروا أنني أدرس في تخصص لا أريده، وأتت لي فرص للتغيير إلى التخصص الذي أريده حوالي أربع مرات، وفي كل مرة أخاف من اتخاذ القرار خوفا من ندمي في المستقبل إذا لم يكن القرار صائبا.
لقد تعبت من نفسي، إنني أعيد الأخطاء نفسها، ولا أستفيد منها، وهذا يمنعني من تطوير نفسي، ولقد قرأت مواضيع عدة عن اتخاذ القرار من موقعكم، وطبقتها كلها من سؤال واستشارة الأهل .. إلخ، ولكن في النهاية عندما يحين وقت اتخاذ القرار يصيبني الخوف والتردد.. أريد أن أتوكل على الله ولكني لا أعرف كيف ذلك.
مشكلتي الثانية: هي عدم الثقة بالنفس، فكيف أثق بها وأنا أرتكب كل هذه الأخطاء، قلة ثقتي بنفسي شعور مدمر ومحبط، فإذا لم أثق بنفسي فمن يثق بها.. ومرة أخرى قرأت مواضيعكم عن الثقة بالنفس، ولكن لا أشعر بأنني أهل لتلك الثقة .. إنني أبكي على حالي وما وصلت إليه، فبعد أن كنت من الأوائل في المرحلة الثانوية دخلت الجامعة، وقتلت كل طموحي.. لم أستفد من الدورات، ولم أشترك مع أنني مبدعة في أكثرها، وتركت صديقاتي ولم أعثر على صديقات جدد، حقا إن حالي مزرية.
أستطيع التظاهر لأهلي بأنني على ما يرام وقلبي يبكي على حالي، كنت أود النجاح والتفوق ولكن لا أدري ما حل بي، وعندما تأتيني فرصة لتطوير نفسي مثل الدورات والمشاريع لا آبه لها، مع أني مبدعة بشهادة الجميع، وعندما ينتهي التسجيل أبكي ندما وأعاهد نفسي على الاستفادة من كل الفرص، ولكن هيهات.
أشعر بأنني أدور في دائرة وأكرر كل أخطائي ولا أغير شيئا، والله إني مللت من نفسي، ومستحيل أن أخبر زوجي بهذه المشاعر فقد يمل مني هو الآخر، فعندما يأتي لزيارتي أظهر بوجهي الإيجابي والبشوش.
أرشدوني والله إنني مللت من نفسي وزوجي يطلبني أن أذهب معه بعد الزواج (أنا عاقدة عليه) إلى بيته وأترك دراستي وأبدأ من جديد في التخصص الذي أريده حتى لا أستمر في تخصص لا أريده، ولكن أهلي يعارضون ذلك. وفي النهاية أعرف أنه قراري لكني أريد منكم أن تساعدوني في تخطي مشكلة ترددي وقلة ثقتي بنفسي.
ثالثا: زوجي.. فأنا أؤمن بأن الزواج له مسؤوليات كثيرة ولست خائفة منها، ولكن أريد منكم بعض الإرشادات في كيفية التعامل والحوار مع الزوج وفهمه.
جزاكم الله خيرًا..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
15/10/2022
رد المستشار
الابنة الفاضلة "الحلم المفقود" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة الاستشارات بالموقع.
يعتبر كل من التردد وقلة الثقة بالنفس ظاهرتان نفسيتان مرتبطتان ببعضهما، ويبدو أن لديك اكتئابا خفيفا مزمنا أو عسر مزاج، والتردد صفة يمكن علاجها بعد معرفة السبب، وهذا يعني حاجتك إلى تشخيص أكيد أولا لسبب هذا التردد هل هو الاكتئاب أم سمات الشخصية القسرية أم وسواس قهري؟ يجب أن تسارعي بالتواصل واقعيا أو بالصوت والصورة مع طبيب نفساني للحصول على تشخيص.
أما فيما يتعلق بما تطلبين من الإرشادات في كيفية التعامل والحوار مع الزوج وفهمه، فستجدين في قسم ملفات زواجية ما يفيدك.
اقرئي على مجانين:
التردد وضعف الثقة بالنفس
اتخاذ القرار: التردد وطلب الكمال!
عدم الالتزام بقرار، هل هو التردد الوسواسي؟
التردد والوسوسة بين الصيدلة والهندسة
التردد متى يكونُ مرضيا؟؟
فرط التذكر والتردد: أم هي الوسوسة؟
علاج التردد الوسواسي (1-2)
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.