الخلاص من الوساوس الكفرية: الفهم وطلب العلاج م1
أريد أن ألتزم، ولكن الوسواس يؤرقني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، نعم، لقد عدت بعد انقطاع طويل، بنفس الوساوس والأفكار الكفرية التي تأتيني في العلاقة الزوجية والعادة السرية، نفس الأفكار التي أتمنى الموت على أن تجول بخاطري، سبحان الله تبارك وتعالى عنها علوا كبيرا، وأتوقع أنه لا حاجة للاسترسال في ذكر محتواها لأنكم تعرفون ماذا أقصد، كلما قررت الالتزام وبدء الصلاة يأتيني هذا الهاجس أنني لن أقبل عند الله، وأن الوساوس والأفكار التي طرأت علي في يوم من الأيام لم تخطر على بشر من بشاعتها، وبالتالي كيف أتوب منها ومن وروردها على خاطري؟؟ أفكار لا تصح نسبتها له سبحانه وتعالى، ولكن لماذا؟؟ لماذا؟؟ كيف أتخلص من تأنيب الضمير هذا؟؟
أعلم أني مريض ومنذ مدة طويلة، والآن أتناول الفلوكستين بمعدل حبة يومياً منذ 4 سنوات، صحيح أن الأفكار خفت قليلا، ولكنها موجودة وإذا عادت تعود بقوة، لكن بفضل الدواء صارت أقل تأثيرا من ذي قبل، أريد الالتزام والمحافظة على الصلاة، لكن شبح هذه الأفكار لا يتركني، يحسسني أنه لن يُقبل لي عمل،
دخلت في دوامة لا يعلم نهايتها إلا الله، وأسئلة تَلِدُ أسئلة، التوبة من هذه الأفكار هل تعني التنقيص من الله سبحانه وتعالى؟؟ وإذا لم أتب منها هل سأُقبل عند الله عز وجل؟؟ وهل التوبة العامة وبشكل عام نافعة لكي يبدأ الإنسان صفحة جديدة بعيدا عن هذه الأفكار وتأنيب الضمير الذي خلفته؟؟
عذرا على الإطالة،
ولكنني فعلا محتار.
20/10/2022
رد المستشار
أهلا وسهلا بك يا "محمد" على مجانين وشكرا على الثقة، وعلى متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
أعادتني قراءة استشاراتك إلى سنة 2016 حين نشرت الاستشارة الأولى على الموقع، وأصابني كثير من الألم حين رأيت مشكلتك الأولى هي نفس مشكلتك الحالية! بعد ست سنوات يا "محمد" أنت في نفس الفخ الوسواسي... وفعلا يا أخي أفكارك غريبة كما وصفتها، فأنت مثال المتعمق الذي يهون من قيمة التوبة! ويهول من قيمة الذنب... (ولا يعرف أنه بهذا يتعدى حدوده مع الله عز وجل) فإذا الذنب الذي أتاه لم يأته غيره من البشر (والله أضحكتني!)، وإذا هو لا يقبل وتوبته لا تقبل عند الله! أستغفر الله العظيم... لست بحاجة لأن أدرج الأدلة عن فساد مثل هذا النوع من التفكير وكلنا يعرف أن الله يغفر الذنوب جميعا لمن يشاء! وهو ما يعني أن في هذه الأفكار (التي على أساسها قعدت أيها التعيس عن عباداتك) تعمقا مذموما وفهما عن رب العزة مسموم! استغله الوسواس فألقى ما شاء من سموم.
لا يكفي في حالات وسواس الذنب التعمق القهري "و.ذ.ت.ق" أن يكون العلاج 20 مجم فلوكستين يوميا، لابد من علاج سلوكي معرفي ومناقشة مفاهيم مثل الذنب والكفر والتوبة والاستغفار فهي تحتاج عندك كثيرا من العمل، ... ونصيحتي أن تبحث عن مختص في علاج الوسواس القهري الديني من نفس ديانتك.
آخذ بعد ذلك بعض أسئلتك:
التوبة من هذه الأفكار هل تعني التنقيص من الله سبحانه وتعالى؟؟ بالقطع لا فلا يقبل التوب إلا الله ولا يغفر الذنوب إلا الله.. لا الأفكار ولا التوبة منها تعني التنقيص... الأفكار أراد الله أن تطرأ على وعيك، ولست مسؤولا عنها.
وإذا لم أتب منها هل سأُقبل عند الله عز وجل؟؟ ليس مطلوبا منك أن تتوب منها فلا تلزم التوبة من الوساوس الكفرية ولا أن تستغفر بسببها لأنها وساوس أي أعراض مرضية وإذا استغفرت فقد تقع في فخ الاستغفار القهري والمطلوب هو تجاهلها وليس محاربتها ولا الرد عليها واقرأ وسواس الكفرية العلاج بالتجاهل
وهل التوبة العامة وبشكل عام نافعة لكي يبدأ الإنسان صفحة جديدة بعيدا عن هذه الأفكار وتأنيب الضمير الذي خلفته؟؟ طبعا يا "محمد" التوبة العامة نافعة وإن شاء الله مقبولة، والاستغفار بشكل عام وبعيدا عن الوساوس نافع ومقبول... وأما تأنيب الضمير فبناء على وهم أنت مصر على تصديقه (وهم أنك مذنب عاجز عن التوبة) وليس عندي أكثر من أن أقول: فرط الخوف من الذنب يضيع فضل الاستغفار
أخيرا عد إلى عباداتك وأصر على التجاهل وعدم تفتيش الدواخل وهناك ارتباطات وضعتها لك منذ ردي الأول أنصحك بقراءتها مرة أخرى فربما تكون استعجلت أو نسيت، ... وأرجو أن تأخذ طريقا أسرع للتعافي بإضافة العلاج السلوكي المعرفي أو حتى زيادة جرعة العقَّار الحالي بعد استشارة الطبيب.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع >>>>>>: الخلاص من الوساوس الكفرية : الفهم وطلب العلاج م3